منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز [ بقلم محمد زكريني ]
الموضوع: موضوع مميز [ بقلم محمد زكريني ]
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-04-05, 22:06   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
Mohand_Zekrini
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي تحية تزاف إلى هذا الشعب وجيشه

بقدر ما شكل الشعب الجزائري الاستثناء عن مسيراته المليونية التي أبهرت العالم بسلميتها، وبها أسقط رئيسه، شكل الجيش الوطني الشعبي كذلك الاستثناء من بين جيوش العالم الذي إرتمى في أحضان الشعب.
هذا الجيش الذي كان جزءا من السلطة التي على رأسها بوتفليقة، وقايد صالح يعود الفضل في بروزه للعزيز، الذي بدوره بدله الوفاء والولاء ولا تفوته أية فرصة إلا ويثني عليه ويتعهد به، وكان الجيش عليه ترتكز السلطة وتستمد منه قوتها.
وفي خضم ولادة الحراك الشعبي بجمعة 22 فيفري، كان الفريق قايد صالح يصف تلك الجموع بالمغرر بهم، لكن تحسب عليه أن مصالح الامن لم تتحرش بتلك الجموع، ومن جمعة إلى أخري، كانت كثافة الجموع تزداد عددا، بعد أن كانت ألاف أصبحت ملايين عمت كل ربوع الوطن ومست مختلف الاعمار والفئات الاجتماعية طلاب، أساتذة، محامين، قضاة ومساعدي القضاء من أمناء الضبط، محضرين، موثقين، أطباء وشبه طبيين، موظفي الجماعات المحلية،عمال وبطالين إلخ...
بدأ الجيش ينأى بنفسه ويفك إرتباطه بالسلطة، إذ بقدر ما كان يبتعد من السلطة، بقدر ما كان يتقرب من الشعب من خلال المواقف المعلنة من طرف قائد الاركان، إلا أن إلتحم بالشعب كلية من خلال البيان التاريخي ليوم الثلاثاء الموافق لـ2019/4/02، إذ وجه إتهامات خطيرة لمحيط الرئاسة والحاشية ووصفه لهم بالعصابة التي إمتهنت الغش والتدليس والخداع، وأنه لا مجال من تضييع الوقت وأنه يجب التطبيق الفوري للحل الدستوري، الذي كان قد طلب به من قبل بتفعيل المادة 102 من الدستور، وأن أية قرارات تتخذ خارج الاطار الدستوري فهي مرفوضة جملة وتفصيلا، وبوصفه مجاهدا فإنه مع هذا الشعب في السراء والضراء متعهدا أمام الله والوطن أنه لا يمكنه السكوت عما يحاك ضد هذا الشعب من مؤمرات ودسائس دنيئة.
وبعد ساعات من هذا الموقف الحازم وشديد اللهجة، أعلن بوتفليقة إستقالته بعد أن كان سعى للترشح للعهدة الخامسة، وعندما أسقطها الشعب عاد وطلب بتمديد العهدة الرابعة لعام، وهكذا يترك بوتفليقة قصر المرادية بعد أن دفع دفعا إلى ذلك، ويخرج منه من بابه الضيق، ويا أسفاه على حال بوتفليقة، ماذا فعل به إخوته والحاشية؟ بعد أن كان محبوب الجماهير أصبح منبوذا.
أما التحية والتبجيل فتزاف إلى هذا الشعب وجيشه.
بقلم الاستاذ/ محند زكريني










رد مع اقتباس