منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مراجعة الإشكالية الأولى: السؤال بين المشكلة والإشكالية نصائح ومقالات محلولة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-11-10, 16:31   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
BFATIHA
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية BFATIHA
 

 

 
إحصائية العضو










Post

السؤال : قارن بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي

نترك مربعين ونجيب

□□ مما لاشك فيه ان معرفة ماهية الوجود وحقيقة الاشياء لن تكون دون مد عقل يفكر يتأمل ويتسائل .إذن السؤال هو المحرك الذي يقف وراء فضول الانسان وإرادته ويغدي فيه حبه لكشف الغموض. وبما ان مجالات و موضوعاتها متعددة تكون أنواع الاسئلة هي الاخرى متعددة كذالك فمنها المبتذلة السهلة و منها المكتسبة بالخبرة و التعليم ومنها ما يثير الإنفعال. وهذه الأسئلة الإنفعالية تنقسم بدورها إلي قسمين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي و من هنا يتحتم علينا طرح الإشكال ما الفرق بينهما وما طبيعة العلاقة الموجودة بين السؤال العلمي والسؤال الفلسفي ؟
□□ يختلف السؤال العلمي عن السؤال الفلسفي أولا من حيث الموضوع فموضوع السؤال العلمي عالم المحسوسات أي عالم الطبيعية، وما تستوجبه من التخصصات الجزئية فهو لا يتناول الظواهر الطبيعية في شكليها الشامل بل يتناولها من زاويا متفرقة، بينما السؤال الفلسفي موضوعه كل ما يتعلق بما وراء الطبيعة،فهو يقتضي في موضوعاته الإنتقال من المجال البحث الواقعي إلي مجال البحث عن العلل للموجودات، كما أنه يبحث عن الموضوعات في شموليتها مثل ذالك ضاهرة السقوط الحر موضوع جزئي محدد من الطبيعة فهو موضوع علمي بينما موضوع الوجود كيف وجد و من أوجده و هل هو آزلي أم لا ؟ هذا موضوع عام شامل غيبي غير محدد فهو موضوع فلسفي.
ثانيا من حيث المنهج يتخد السؤال العلمي من التجربة الحسية منهجا له نظرا لطبيعة الموضوعات التي يعالجها ذات الطبع الحسي لا يمكن علاجها إلا بإستخدام المنهج التجريبي القائم علي الملاحظة و الفرضية و التجربة و خير دليل علي ذالك ما وقع للعالم تور شللي حيث وجد نفسه أمام السؤال التالي : كيف نفسير عدم إرتفاع الماء في الأنابيب أكثر من 10،33م؟
الوضعية التالية :
أ/ سجل أنه شاعت بين الناس فكرة أريسطية تقول "إن الطبيعة تخشي الفراغ" أي الطبيعة تملأ الفراغ في كل الأحوال.
ب/ و من جهة آخري، سجل ما لاحظه سقاء و فلور نسا في حيرة من أن الماء لا يرتفع في المضخت الفارغة أكثر من 10،33م . وأما هذه الوضعية، إضطر تور شيللي إلي الفصل في القضية:
فإما أن يأخذ بالفكرة الأرسطية و برفض حادثة امتناع الماء من الإرتفاع أكثر من 10،33م، أو العكس أي يأخذ بحادثة الماء و يرفض الفكرة الأرسطية. وحتم عليه الموقف دراسة الظاهرة المشاهدة و تفسير طبيعتها، أثبت أن وجود قوة الضغط الجوي هب السبب في تحديد ارتفاع الماء في الانبوب، فكلما كان الضغط أقوى كان الارتفاع أعلى و مثل هذه الظاهرة لا يمكن إكتشافها إلا بالتجربة، بينما السؤال الفلسفي منهجه التأمل القائم على نشاط العقل إذ يتعرض الفيلسوف إلي قضية إنسانية عالمية تتضمن مفارقات و تناقضات مما في الأعماقه توترا يدعوه إلي الانتقال من الحيرة التامة إلي الرضي العقلي و النفسي و ذلك باستخدام المنهج العقلي التأملي القائم علي ضبط التصور و طرح المشكلة وإقامة الحجة و الذليل فمثلا طرح الفيلسوف مشكلة الحرية هل الانسان حر أم مقيد فطالما وجد الفيلسوف نفسه مكبل بالحتميات و لحل هذا التعارض عليه إعمال العقل و طلب الحجة و الدليل و ثالثا من حيث النتائج نتائج السؤال العلمي دقيقة و متفق عليها العلم يحدث التفاهم بين العقول بينما نتائج الفلسفة متباينة متعددة بتعدد الفلاسفة و المفكرين و نزعاتهم فالقانون العلمي حول ظاهرة طبيعية ما واحدة بينما المشكلة الفلسفية تقبل أكثر من حل.
□□ إن وجود إختلاف بين السؤال العلمي و السؤال الفلسفي لا يمنع وجود نقاط التشابه إذ كلاهما سبيل للمعرفة، فالعلم يكتشف القوانين و الفيلسوف يضع النظريات (قانون الجادبية للنيوتن و النظرية العقلية في المعرفة، كلاهما يثير الفضول و يدفع إلي البحث و الإستمرارية فيه، أيضا كلاهما سؤالين إنفعاليين يعبران عن حالة من التوتر و القلق الداخلي، فالعلم يعيش حالة الحيرة و التوتر كما يعيشها الفيلسوف ، ضف إلي ذالك كل منهما صيغة إستفهامية تعبر عن الجهل و رغبة في المعرفة و إزالة الغموض كما أنا لكل منهما موضوع ومنهج بمعني أن كل منهما بناء محكم وفق قواعد و أسس.
□□ إذا ما تأملنا كلا السؤالين من الناحية العلمية لوجدنا علاقة وطيدة بينهما إذ السؤال العلمي في خدمة السؤال الفلسفي فالعلم يعد مجالا خصبا للفلسفة ختي قال هيغل تبدأ االفلسفة في السماء حيث يكون العلم إكتمل في الفجر ويظعر هذا الأمر في مبحث الإبستومولوجيا و الذي هو مبحث فلسفي يتخذ من العلم موضوعا له إذ تعتني كما أشار إلي ذلك لالند بنقده و تحليل مبادئ و الفرضيات و نتائج مختلف العلوم من أجل تحديد أصلها المنطقي و مدي نزوعها الموضوعي.
□□ رغم أن السؤال العلمي مجاله المحسوسات ومنهجه تجريبي و نتائجه دقيقة وواحدة و رغم أن السؤال الفلسفي مجاله غيبي ميتافيزيقي ومنهحه تأماي عقلي و نصل فيه إلي نضريات متباينة إلا أنه رأينا أن هذا لا يضع حدودا فاصلة بين السؤال العلمي و السؤال الفلسفي بل بالعكس فهما في علاقة وظيفية فعالة و خدمة متبادلة دوما بلا إنقطاع، إذ هناك تواصل لا نهائي بينهما. مادام كل من الفيلسوف و العالم يسعيان لخدمة البشرية و النهوض بها للأحسن سواء علي المستوى المادي أو المستوي الروحي.









آخر تعديل BFATIHA 2017-11-10 في 16:38.
رد مع اقتباس