منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مكة المكرمة ... قصيدة الجمال التي لم تكتب بعد !
عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-09-01, 23:36   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
بومزراق يسرى
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية بومزراق يسرى
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2 مكة المكرمة ... قصيدة الجمال التي لم تكتب بعد !

إني لأعلم أنكِ أحبُّ البلاد إليَّ، وأنكِ أحبُّ أرض الله إلى الله، ولولا أنَّ المشركين أخرجوني منك ما خرجت!
(محمد صلى الله عليه وسلم)

"لولا الهجرةُ لسكنتُ مكة، فإني لم أرَ السماء بمكان أقربَ إلى الأرضِ منها بمكة، ولم يطمئنَّ قلبي ببلد قطُّ ما اطمأنَّ بمكة، ولم أرَ القمر بمكانٍ أحسنَ منه بمكة!"
(عائشة بنت الصديق/ رضي الله عنهما)

مكة المكرمة قصيدة الجمال التي لم تُكتب.

مكة المدينة التي كلما اقتربت منها الكلمات تحوّلت إلى فراشات ملوّنة ، وهتافات روحانية ، تذوب فيها الكلمات جلالاً وقدسيّة.

مكة شئ فوق الشِعر ، مهما كان الكلام جميلاً تظل مكة أجمل لأنها لؤلؤة المستحيل التي عجز كل البحارة عن الإمساك بها.

في هذه اللوحات حاولت الاقتراب من جلال المقدّس ، فكان في الكلمات شئٌ من هذا الجلال ، ليس من جمال الشعر ، ولكنه من جلال المكان !

إنها وقفة في هذا المحراب حسبي أنني محب ، والعشاق في ساعات اللقاء لايحسنون ترتيب الكلمات.

إن تكن متناسقة فهي نسق الروح حين تسبح في عوالم الله ، وإن تكن غير ذلك فإنها دهشة العاشق في حضرة المعشوق !








وفيما يلي يسعدني أن أقدم لكم مجموعة من أروع ما قيل عن مكة المكرمة في الشعر العربي


هذه قصيدة الجرهمي والبعض ينسبها إلى عمرو بن مضاض وقد تكون من أقدم ما قيل في مكة

وقائلة والدمع سـكـبٌ مبادر = وقد شرقت بالدمع منها المحاجرُ
كأن لم يكن بالحجون إلى الصفا = أنيسٌ ولم يسمر بمكّة سامرُ
ولم يتربع واسطاً فـجـنوبه = إلى المنحنى من ذي الأراكة حاضرُ
فقلت لها والقلب منّي كأنّما = يُلجـلجـه بين الجـناحين طائر
بلى نحن كنا أهلها فأزالنا = صروف الليالي والجدود العـواثر
وكنا ولاة البيت من بعد نابتٍ = بعزٍّ فما يحظى لدينا المكاثر
ملكنا فعزّزنا فأعظم بملكنا = فليس لحيٍّ غيرنا ثمَّ فاخر
ألم تنكحوا من خير شخصٍ علمته = فأبناؤه منّا ونحن الأصاهر
فإن تنثن الدنيا علينا بحالها = فإنّ لها حالاً وفيها التشاجر
فأخرجنا منها المليك بقدرةٍ = كذلك ياللناس تجري المقادر
أقول إذا نام الخلي ولم أنم = إذا العرش لا يبعد سهيل وعامر
وبدلت منها أوجهاً لا أحبها = قبائل منها حمير ويحابر
وصرنا أحاديثاً وكنا بغبطةٍ = بذلك عضتنا السنون الغوابر
فسحّت دموع العين تبكي لبلدةٍ = بها حرم أمنٌ وفيها المشاعر
وتبكي لبيتٍ ليس يؤذي حمامه = يظلّ بها أمنا وفيه العصافر
وفيه وحوش لا تُرابُ أنيسةٌ = إذا خرجت منه فليست تغادر





وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه عند فتح مكة


عفت ذات الأصابع فالجواء = إلى عذراء منزلهـا خـلاء
ديار من بني الحسحاس قفر = تعفيها الروامس والسمـاء
وكانت لا يزال بها أنيـس = خلال مروجها نعم وشـاء
فدع هذا ولكن من لطيـف = يؤرقني إذا ذهب العشـاء
لشعثاء التـي قـد تيمتـه = فليس لقلبه منهـا شفـاء
كأن خبيئة من بيـت رأس = يكون مزاجها عسل ومـاء
إذا ما الأشربات ذكرن يوما = فهن لطيب الـراح الفـداء
فوليها الملامـة إن ألمنـا = إذا ما كان مغث أو لحـاء
ونشربها فتتركنـا ملوكـا = وأسدا ما ينهنهنـا اللقـاء
عدمنا خيلنا إن لم تروهـا = تثير النقع موعدهـا كـداء
ينازعن الأعنـة مصغيـات = على أكتافها الأسل الظمـاء
تظـل جيادنـا متمطـرات = يلطمهن بالخمـر النسـاء
فإما تعرضوا عنا اعتمرنـا = وكان الفتح وانكشف الغطاء
وإلا فاصبروا لجـلاد يـوم = يعين الله فيه مـن يشـاء
وجبريل رسـول الله فينـا = وروح القدس ليس له كفاء
وقال الله قد أرسلت عبـدا = يقول الحق إن نفع البـلاء
شهدت به فقوموا صدقوه = فقلتم لا نقـوم ولا نشـاء
وقال الله قد سيرت جنـدا = هم الأنصار عرضتها اللقاء
لنا في كل يوم مـن معـد = سباب أو قتـال أو هجـاء
فنحكم بالقوافي من هجانـا = ونضرب حين تختلط الدماء
ألا أبلغ أبا سفيـان عنـي = مغلغلة فقد بـرح الخفـاء
بأن سيوفنا تركتـك عبـدا = وعبد الدار سادتها الإمـاء
هجوت محمدا وأجبت عنه = وعند الله في ذاك الجـزاء
أتهجوه ولست له بكـفء = فشركما لخيركمـا الفـداء
هجوت مباركا بـرا حنيفـا = أمين الله شيمتـه الوفـاء
أمن يهجو رسول الله منكم = ويمدحه وينصره سـواء ؟
فإن أبي ووالده وعرضـي = لعرض محمد منكم وقـاء
لساني صارم لا عيب فيـه = وبحري لا تكـدره الـدلاء





وقالت سُبَيعة بنت الأحبّ، وكانت عند عبد مناف بن كعب، لابن لها منه يقال له خالد، تعظِّم عليه حُرمة مكة، وتنهاه عن البغي فيها :

أبُنَـيَّ لا تظلِـم بمكَّـة لا الصغيـرَ ولا الكبيــرْ
واحفـظ مَحـارمَهـا بُنَـيَّ ولا يغرّنْـك الغَـرورْ
أبُنَـيَّ مـن يظلـم بمكَّـة يلـق أطْـرافَ الشُّرورْ
أبُنَـيَّ يُضْـربْ وجهـهُ ويَلـُحْ بخدّيـه السَّـعيـرْ
أبُنَـيَّ قـد جَرّبتهـا فوجدتُ ظالمهـا يبـور(1)
الله أمّـنهـا ومـَا بُنيـت بعَـرْصتهـا قُصورْ
والله أمن طيرَهــا والعُصم(2)تأمن في ثَبيرْ(3)
ولـقد غزاهـا تُبَّــع فكسـا بَنيَّتهـا الحَبير(4)
وأذلّ ربــي مُلـكَـه فيهـا فأوفـى بالنُّـذورْ
يمشـي إليهـا حافيـاً بفنـائهـا ألفـا بعيـرْ
ويظلّ يُطعم أهلَهـا لحمَ المَهارى(5) والجَـزورْ
يَسقيهمُ العسـلَ المُصفّى والرّحيض(6) من الشعيرْ
والفيل أُهلـك جيشـه يرمون فيهـا بالصخـورْ
والملْك في أقصى البلاد وفي الأعاجم والخزير(7)
فاسمع إذا حُدّثـتَ وافهـم كيف عاقبـة الأمـورْ



يقول أمير الشعراء أحمد شوقي ، في قصيدة بعنوان ( إلى عرفات الله ) :

إلى عرفات الله ياخير زائر = عليك سلام الله في عرفاتِ
ويوم تولي وجهة البيت ناظرا = وسيما مجال البشر و القسماتِ
على كل أفق بالحجاز ملائك = تزف تحايا الله والبركاتِ
لدى الباب جبريل الأمين براحه = رسائل رحمانية النفحاتِ
وفي الكعبة الغراء ركن مرحب = بكعبة قصاد وركن عفاتِ
وماسكب الميزاب ماء وإنما = أفاض عليك الأجلار و الرحماتِ
وزمزم تجري بين عينيك أعينا = من الكوثر المعسول منفجراتِ
لك الدين يارب الحجيج جمعتهم = لبيت طهور الساح والعرصاتِ
أرى الناس أصنافا ومن كل بقعة = إليك انتهوا من غربة و شتاتِ
تساووا فلا الأنساب فيها تفاوت = لديك ولا الأقدار مختلفاتِ
عنت لك في الترب المقدس جبهة = يدين لها العاتي من الجبهاتِ
وركب كإقبال الزمان محجل = كريم الحواشي كابر الخطواتِ
يسير بأرض أخرجت خير أمة = وتحت سماء الوحي والسوراتِ
يفيض عليها اليمن في غدواته = ويضفي عليها الأمن في الروحاتِ
عبادك في شرق البلاد وغربها = كأصحاب كهف في عميق سباتِ
بأيمانهم نوران ذكر وسنة = فمابالهم في حالك الظلماتِ
وذلك ماضي مجدهم وفخارهم = فما ضرهم لو يعملون لآتي
وهذا زمان أرضه وسماؤه = مجال لمقدام كبير حياةِ
مشى فيه قوم في السماء و أقاموا = بوارج في الأبراج ممتنعاتِ
فقل رب وفق للعظائم أمتي = وزين لها الأفعال و العزماتِ




الشاعر إبراهيم خليل علاف
أم القرى

اخترتُ مكّةَ وارتضيتُ حماها = هي مولدي ,هي منشأي ,أهواها
أكرم بها ,ولأرضها ,وسمائها = وبماء زمزم ناجعا غذاهـا
وبما اصطفت من قبلة ميمونة = جذبت قلوباً حولها وجباها
قد خاب إبرهةُ الغشوم فلم ينل = إلا هلاكاً حين رام أذاها
كم طفت أرجو أن أكون حجابها = وقناعها وأعيشُ في ذكراها
وإطارها الفضي يحضن قلبها = متجلياً قـــد باركَ الأفواها
هي حبة في قلب مكة حفـها = فضل الإلهِ وبالجلال كساها
والناس وفدٌ تلو وفدٍ حولها = من كل فج يسألون الله
بطحاء مكة كل شبر باسم = بالنور منك وفــي العطاء تناهى
قد زاده ميلاد أحمد رفعـةً = وعلى حراءٍ قد تكلل جاها