و أنا أقول أخي علي : ضميرٌ لا يموت ، لأنّ بعض الضّمائر ماتت و كان الذي خفت أن يكون ، فإنّا لله و إنّا إليه راجعون ، ماتت بموت قلوب عليها أغفالٌ و اسودّت بطغيان الرّان و قست أشدّ من الحجارة ، من أجل دنيا فانية لا تساوي عند الله جناح بعوضة ، من أجل السّلطة و السّيطرة و النّفوذ و المال .
أيّ ضمير هذا الذي لا يُميّز بين الخير و الشرّ ، أي ضمير هذا الذي يستبيح القتل و يجري شلّالات من الدّماء ، ضحاياها المستضعفين من النّساء و الولدان ، و أي ضمير يُشرّد الملايين بلا مأوى إن أخطأتهم رصاصة مصوّبة أو طائشة ، لم يخطئهم الجوع و العطش و البرد و الأمراض .