منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز مساحة حرّة : أجمل وأصدق ما قرأت اليوم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-03-22, 11:22   رقم المشاركة : 987
معلومات العضو
BOUTAHAR ABDELLATIF
مشرف منتدى الانشغالات النقابية واقوال الصحف
 
الصورة الرمزية BOUTAHAR ABDELLATIF
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

مؤلم جدا ومؤثّر جدا في موضوع الساعة وباء كرونا
لكن لا تنسى يُمكنك أن تتفادى هذا السيناريو

والله لقد غلبني الدمع وأنا أقرأ للآخِـر ..
..للأمانة منقول عن صديقي الأستاذ المحامي .. Tarek Zedam

في زاوية بالمنزل وسط الظلام .. ترى أمّك ترتعدُ بشكل لم تعهده من قبل ..
و قبل أن تقترب منها .. تحس أن النّار تلفحُ وجهك ..
تحاولُ إخماد الجحيم بقبضة ماء قليلة ..
لابدّ أنّه شيء عظيم .. ذلك الذي يمنعُ أمّك من أن تتكلم و تبدّد مخاوفك .. إنه السعال.
تحملها إلى أقرب مستشفى ..
فيُخبرونك بأنّها مصابة بوباء كورونا .. و لابدّ أن أحدهم قد نقله إليها ..
يستحيلُ ذلك .. فهي لا تعرف شيئا عن العالم الخارجي ..
تتسارعُ دقّات قلبك .. أنت تعرفُ الفاعل .. تعرفُ المجرم الذي فعل ذلك بأمّك الحبيبة ..
كلّ ما يهمّ الآن .. هو إنقاذها ..
يتأسّفون لعدم وجود سرير خالي لاستقبالها .. عليها أن تنتظر وسط طابور طويل من المرضى ..
تغضبُ من الأطبّاء .. تستعطفهم .. تذرفُ الدموع أمامهم .. تتهجّم عليهم .. لكن لا فائدة .. الإجابة واحدة دوما .. ليس هنالك مكان ، مصحوبة بدموع حارّة من الطبيب..
ماهذا الوباء اللعين الذي أسكت أمّي .. و أبكى الأطبّاء ..
تستسلمُ لسلطة الطّابور .. معلّقا بين الرّجاء و الخوف ..
محنة الطّابور أسوء شيء قد يمرّ عليك في هذه الحياة ..
تتمنّى أن يموت الجميعُ أمامك سريعا .. لتظفر بسرير و تنقذ والدتك ..
كلّ من في الطّابور يقاسمونك نفس الأمنية ..
ملاكُ الموت يعلمُ ذلك أيضا ..
لذلك سيحقّق أمنية جميع من في الطابور دون استثناء ..
ترى أمّك .. تنقطعُ أنفاسها أمامك ..
تطلب منها المغفرة .. فيمنعُها السّعال و الحمى ..
تطلبُ منها المغفرة .. لأنّك عرفت القاتل ..
كان بإمكانك أن تُنقذها منذُ البداية أو تحاول على الأقلّ ..
أدركت أنّ حياة أمّك لا تساوي عندك .. جلسة في مقهى .. أو الاعتناء بنظافة يديك .. أو الخروج لشم الهواء..
لقد استهنت بهذا الوباء .. و بتدابير الوقاية التي كنت تراها سخيفة ..
كنت تنتظر أن يموت أحدهم في المدينة لتشعر بالخوف ..
كنت تؤجّل خوفك ..
في النّهاية .. اكتشفت أنّ أمّك لا تساوي خرجة مع الأصحاب و جولة في الأسواق أو المحاكم والحدائق ..
تتساءل ما الذي حاولت أمّك قوله .. خلف ذلك السّعال ..
سأخبرك ما قالته ..
لقد طلبت منك .. أن تعتني بنفسك ..
فأمّك .. لا تعرف هويّة قاتلها ..
يُمكنك أن تتفادى هذا السيناريو .. و غيره من الأحداث السوداوية التي ابتليت بها عائلات كثيرة عبر العالم.
بأن تلتزم بتدابير الوقاية .. و أن تلزم منزلك .. و لا تخرج إلا للضّرورة الملحّة ..
حماية لك .. و لمن تحبّ ..
الخيار لك .. إما أن ينحصر الوباء أو يتفشى كالنار في الهشيم..



.. ربي يحفظنا ويلطف بينا جميعا









رد مع اقتباس