المواقف والأحكام السريعة و المزاجية والارتجالية من طرف بعض المسؤولين اتجاه بعض العاملين في المؤسسات ذات النسب الضعيفة في الامتحانات الرسمية تنم عن عقلية تنصلية يصدق فيها المثل (رمتني بدائها وانسلت) أو أن هذه الجهات المسؤولة ما صدقت أن وقع بين أيديها من تحمله الإخفاقات من باب (لوعل في يد من زوا ) هذه المشاجب السهلة القريبة من الأيدي يصح فيها وصف ( عوز الولي ).
أنا لا أقف هنا محاميا مدافعا عن الرداءة بين الموظفين البسطاء من معلمين و أساتذة ومديرين فللحقيقة والتاريخ أقول أن قدرا هاما من نتائج المؤسسات يتحملها هؤلاء وانطلاقا من التجربة والمعايشة لمسنا ذلك مرارا ففي المؤسسة الواحدة تختلف النتائج من معلم إلى آخر بشكل واضح ومن سنة إلى أخرى في نفس المؤسسة تتغير النتائج من مدير إلى آخر بشكل فاضح .
ولكن في المقابل جهات أخرى كثيرا ما تخطئها أصابع الاتهام لها كذلك اليد الطولى , بعضها له صلة باستقرار التاطير داخل المؤسسة التربوية وبعضها بظروف التمدرس وبعضها بظروف تقييم الموظف وغياب العدل ونشر اليأس وعدم تثمين الجهود والنجاحات وإهمالها وتسوية المحققين لها بالفاشلين وربما تقريب وتقديم هؤلاء الفاشلين عن سواهم لأسباب أخرى غير النجاح يعرفها من خبر الإدارة المتعفنة في بلادي .
من أجل ذلك أقول ينبغي اعتماد مقاربة أخرى مبنية على مرافقة النجاح وتثمينه ولو كان قليلا وتشجيعه ونشره من باب إعطاء نماذج صالحة للاقتداء وليست فقط كلاما ومواعظ ونهر وزجر وعقاب .