منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مقولة إنّ الإنسان مخلوقٌ مِن روح الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-11-07, 15:45   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

يجادل نصرانيا ويسأل هل لله روح ؟

ليس لأحد أن يصف الله تعالى إلا بما وصف به نفسه

أو وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم


لأنه لا أحد أعلم بالله من الله تعالى

ولا مخلوق أعلم بخالقه من رسول الله صلى الله عليه وسلم .

قال الله تعالى : ( قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ) البقرة/140.

( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ

كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً ) الإسراء/36 .


والروح ليست من صفات الله تعالى

بل هي خلق من مخلوقات الله تعالى .

وأضيفت إلى الله تعالى في بعض النصوص إضافة ملك وتشريف

فالله خالقها ومالكها ، يقبضها متى شاء ، ويرسلها متى شاء .


فالقول في الروح

كالقول في (بيت الله) و (ناقة الله) و (عباد الله) و (رسول الله)

فكل هذه مخلوقات أضيفت لله تعالى للتشريف والتكريم .

ومن النصوص التي أضيفت فيها الروح إلى الله :

قوله تعالى : ( ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِه ) السجدة/9

وهذا في حق آدم عليه السلام .


وقال سبحانه وتعالى عن آدم أيضاً :

( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ) الحجر/29 .

وقال تعالى : ( فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَاباً فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا

فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً * قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيّاً *

قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاماً زَكِيّاً ) مريم/17- 19 .

فالروح هنا هو عبد الله ورسوله جبريل الذي أرسله إلى مريم .

وقد أضافه الله إليه في قوله (رُوحَنَا)


فالإضافة هنا للتكريم والتشريف

وهي إضافة مخلوق إلى خالقه سبحانه وتعالى .

وفي حديث الشفاعة الطويل :

( فَيَأْتُونَ مُوسَى ، فَيَقُولُ : لَسْتُ لَهَا

وَلَكِنْ عَلَيْكُمْ بِعِيسَى ، فَإِنَّهُ رُوحُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ )


رواه البخاري (7510) ومسلم (193) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

" فليس في مجرد الإضافة ما يستلزم


أن يكون المضاف إلى الله صفة له

بل قد يضاف إليه من الأعيان المخلوقة وصفاتها القائمة بها

ما ليس بصفة له باتفاق الخلق

كقوله تعالى (بيت الله) و (ناقة الله) و(عباد الله)

بل وكذلك روح الله عند سلف المسلمين وأئمتهم وجمهورهم

. ولكن إذا أضيف إليه ما هو صفة له

وليس بصفة لغيره مثل كلام الله وعلم الله ويد الله

ونحو ذلك كان صفة له "


انتهى من "الجواب الصحيح" (4/414) .

وهذه القاعدة ذكرها شيخ الإسلام في مواضع

وحاصلها أن المضاف إلى الله نوعان :

1- أعيان قائمة بذاتها ، فهذه الإضافة للتشريف والتكريم

كبيت الله وناقة الله ، وكذلك الروح

فإنها ليست صفة ، بل هي عين قائمة بنفسها

ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم

في حديث البراء بن عازب الطويل

في وفاة الإنسان وخروج روحه :

( فَتَخْرُجُ تَسِيلُ كَمَا تَسِيلُ الْقَطْرَةُ مِنْ فِي السِّقَاءِ )

( فَيَأْخُذُهَا (يعني يأخذ ملك الموت الروح ) فَإِذَا أَخَذَهَا

لَمْ يَدَعُوهَا (يعني الملائكة) فِي يَدِهِ طَرْفَةَ عَيْنٍ حَتَّى

يَأْخُذُوهَا فَيَجْعَلُوهَا فِي ذَلِكَ الْكَفَنِ وَفِي ذَلِكَ الْحَنُوطِ )

(وَيَخْرُجُ مِنْهَا كَأَطْيَبِ نَفْحَةِ مِسْكٍ وُجِدَتْ

عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ قَالَ فَيَصْعَدُونَ بِهَا )


. انظر روايات الحديث في "أحكام الجنائز" للألباني (ص 198) .

وقال صلى الله عليه وسلم :

( إِنَّ الرُّوحَ إِذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ )


رواه مسلم (920)

أي : إذا خرجت الروح تبعها البصر ينظر إليها أين تذهب .

فهذا كله يدل على أن الروح عين قائمة بنفسها .

2- صفات لا تقوم بنفسها ، بل لا بد لها من موصوف تقوم به

كالعلم والإرادة والقدرة ، فإذا قيل : علم الله

وإرادة الله ، فهذا من إضافة الصفة إلى الموصوف .

قال ابن القيم رحمه الله في كتاب "الروح" :

" المسألة السابعة عشرة

: وهي هل الروح قديمة أو محدثة مخلوقة ؟

ثم قال : فهذه مسألة زل فيها عالَمٌ

وضل فيها طوائف من بنى آدم ، وهدى الله أتباع رسوله

فيها للحق المبين ، والصواب المستبين

فأجمعت الرسل صلوات الله وسلامه عليهم على أنها محدثة

مخلوقة مصنوعة مربوبة مدبَّرة

هذا معلوم بالاضطرار من دين الرسل صلوات الله وسلامه عليهم

كما يعلم بالاضطرار من دينهم أن العالم حادث

وأن معاد الأبدان واقع ، وأن الله وحده الخالق

وكل ما سواه مخلوق له

" ثم نقل عن الحافظ محمد بن نصر المروزي قوله : "

ولا خلاف بين المسلمين أن الأرواح التي في آدم

وبنيه وعيسى ومن سواه من بنى آدم كلها مخلوقة لله

خلقها وأنشأها وكونها واخترعها ثم أضافها إلى نفسه

كما أضاف إليه سائر خلقه قال تعالى :

( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ) الجاثـية/13 "


انتهى من "الروح" (ص144) .

و لنا عودة اخوة الاسلام










رد مع اقتباس