بسم الله الرحمن الرحيم
و الصلاة والسلام على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد عدد النجوم وعدد ما نرى وعدد الحصى وعدد ما في الكون وعدد ما تقول له كن فيكون.
أيها الأحبة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد:
لا غرابة أن ترى الكثير من الناس تكتب على صفحات التواصل الإجتماعي ، وتتأوه من بعض الكتابات وتفرح في البعض الآخر ،ولا غرابة أن تجد البعض متفائل والبعض الآخر متشائم، وما هذا إلا انعكاس لما هو واقع في حياة الناس ، إن لم نقل حقيقي، هذا لما أصبح الكل ينتقد الكل ، والكل فارس ، والآخر عاطل لا يفهم حتى معنى الحياة، اختلطت الأفكار والمفاهيم ، وأصبح العالم والمثقف لا مجال له بين هؤلاء الكتاب و المتأوهون، بل أصبح مجاله مغلق من الطرفين ، وأصبحت كل الكتابات التي قد يرغب فيها بإيصال فكرة إلى خيره خدمة لبني قومه وللبشرية جمعاء مقتصرة على أسطر لا يأبه لها إلا العارفين بقيمة هذا العالم أو ذاك .
أصبح التفكير الأغلب سلبيا يقتصر على بعض النقل لكتاب آخرين ، أو لمعان مختصرة مكتوبة بصيغة معينة ،وكأن كاتبها بلغت عنده العبقرية إلى أعلى حد ، بل الأغرب أن تجد معظم هؤلاء الكتاب منزهون ، وكلهم يكتبون في الدين ، وكأنهم بلغوا مراتب علوم الشريعة ، وقد تجد البعض فيهم من يناقش حتى دكاترة في الشريعة الإسلامية .
أحبتي أليس هذا عجب عجاب ، يختفي الأصل ويظهر الفرع وكأنه عالم ويمدح وينفي وينتقد لكن في المقابل لا إضافة تذكر ، ولا فائدة مما يكتب .
أحبتي من يكتب من اجل الكتابة فالأجدر أن لا يتعب نفسه فإنه يدور ويدور بكتاباته ، لكنه في النهاية سيجد إلا أمثاله ممن يكتبون ويصبح لا معنى للكتابة أو الفكرة التي جاء بها وأنها لا تساوي شيء ، وأن العارفين بأصولها يعلمون حتى ما تخفي ما بين سطورها .
أحبتي لا تعتقدوا أن كل الكتابات صادقة وتخدم أفكاركم ، وثقافاتكم ، بل هناك من الكتابات ما تحوي بين طياتها تغيير للمفاهيم ، وتشكيك في كل شيئ .
أحبتي أرجو من الله عز وجل أنني وفقت فيما أرد ت أن يصل إلى أذهانكم .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم المهذب.