منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الأذكار الشرعية في مائة سؤال
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-02-16, 03:19   رقم المشاركة : 20
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال :

لدينا عادة في الغرب لدى
المسلمين وهي قول

" الله أكبر "

عندما يصنع شخص ما شيئا مستحسَنًا

ويصيح آخر قائلا : " تكبير "، فيقول الجمهور جميعا : " الله أكبر ".

فهل هذا صحيح ، وهل يعد سلوكا إسلاميا ؟


الجواب :

الحمد لله

ثبت في السنة النبوية ما يدل على مشروعية التكبير عند استحسان شيء أو التعجب منه ، وذلك في أحاديث عدة ، منها :

الحديث الأول :

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

( وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنِّي أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ . فَكَبَّرْنَا . فَقَالَ : أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ . فَكَبَّرْنَا . فَقَالَ : أَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ . فَكَبَّرْنَا )

رواه البخاري (3348)

قال الإمام النووي رحمه الله :

" أما تكبيرهم فلسرورهم بهذه البشارة العظيمة ...وفيه حملهم على تجديد شكر الله تعالى وتكبيره وحمده على كثرة نعمه " انتهى

باختصار من" شرح مسلم " (3/95)

وقال العيني رحمه الله :

" ( فكبَّرنا ) أي : فعظَّمنا ذلك ، أو قلنا : الله أكبر . سرورا بهذه البشارة " انتهى

من " عمدة القاري " (19/68)

الحديث الثاني :

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال :
( قُلْتُ لِلنَّبِي صلى الله عليه وسلم : طَلَّقْتَ نِسَاءَكَ ؟ قَالَ : لاَ . قُلْتُ : اللَّهُ أَكْبَرُ ) رواه البخاري (6218)
وقد بوب عليه الإمام البخاري رحمه الله بقوله : " باب التكبير والتسبيح عند التعجب "

قال ابن بطال رحمه الله :

" التكبير والتسبيح معناهما تعظيم الله وتنزيهه من السوء ، واستعماله عند التعجب واستعظام الأمور حسن ، وفيه تمرين اللسان على ذكر الله ، وذلك من أفضل الأعمال " انتهى

من " شرح البخاري " (9/364)

وعلق الحافظ ابن حجر رحمه الله على
كلام ابن بطال بقوله :

" وهذا توجيه جيد ، كأن البخاري رمز إلى الرد على من منع من ذلك " انتهى

من " فتح الباري " (10/598)

الحديث الثالث :

عن أنس بن مالك رضي الله عنه
( أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزَا خَيْبَرَ ... فَلَمَّا دَخَلَ الْقَرْيَةَ قَالَ : اللَّهُ أَكْبَرُ ، خَرِبَتْ خَيْبَرُ ، إِنَّا إِذَا نَزَلْنَا بِسَاحَةِ قَوْمٍ فَسَاءَ صَبَاحُ الْمُنْذَرِينَ )

رواه البخاري (371) ومسلم (1365)

وتكبيره عليه الصلاة والسلام وقع استبشارا وتفاؤلا بفتح خيبر وتخليص المسلمين من أذى اليهود فيها .

فهذه الأحاديث – وغيرها – تدل على مشروعية التكبير عند رؤية الشيء المستحسن ، أو عند التعجب من أمر ما ، وأنه لا حرج على من يفعل ذلك ، سواء كان على وجه الانفراد أم في جماعة من الناس .

والله أعلم .









رد مع اقتباس