منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - آداب المشي الى الصلاة
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-10-21, 20:17   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
احمد الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

آداب المشي إلى الصلاة (5)
الدَّرسُ الأول

سماحة العلامة/ صالح بن فوزان الفوزان

بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، والصَّلاةُ والسلام على قائد الغرِّ المحجَّلين، نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
مرحبًا بكم -أيُّها الإخوة والأخوات- في لقاء مبارك في درسٍ من دروس كتاب "آداب المشي إلى الصلاة".
ضيف هذا اللقاء هو سماحة العلامة الشيخ/ صالح بن فوزان الفوزان، عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللَّجنة الدَّائمة للإفتاء، أهلًا ومرحبًا بالشَّيخ مع الإخوة والأخوات.
حيَّاكم الله وبارك فيكم.
{قرأنا ما جاء في باب "صلاة الكسوف"، وبعض الإخوة يسأل ويقول: ما سبب الخلاف بين العلماء في عدد ركعات الكسوف، مع أنه لم يحدث في عهد الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلا مرة واحدة؟}.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله وسلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.
سبب الخلاف -والله أعلم: أنَّ الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أطال صلاة الكسوف، وأطال الركوع والسجود والقراءة فيها، وكلٌّ من الصَّحابة أخبر عمَّا حضره مع الرسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأقلها ركعتان كسائر النَّوافل، وأكثرها ركعتان بركوعين وسجدتين في كل ركعة، فيُكبِّر ثم يقرأ قراءة طويلة بعد الفاتحة، ثم يركع، ثم يرفع من الركوع، ثم يقرأ قراءةً طويلةً -وهي دون الأولى- ثم يركع ركوعًا طويلًا -وهو دون الأوَّل- ثم يسجد سجدتين، ثم يصلِّي الثَّانية كالرَّكعة الأولى، وكلٌّ من الصَّحابة وصَفَ ما شَهِدَه مع الرَّسول -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِن صلاة الكسوف؛ لأنهم لم يأتوا دَفعةً واحدةً؛ وإنَّما جاؤوا أرسالًا.
{حفظكم الله! نلاحظ اختصار النَّاس -في الغالب- على الصَّلاة، مع أنَّ الأمر بالصَّدقة والعتق ثابت؛ هل ذلك راجع لتقصير طلبة العلم في بيان ذلك؟}.
قال -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ، اللَّهِ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِمَا عِبَادَهُ، وَإِنَّهُمَا لَا يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ مِنْ النَّاسِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَصَلُّوا وَادْعُوا اللَّهَ حَتَّى يُكْشَفَ مَا بِكُمْ» ، ومع الصلاة والدعاء تستحب الصدقة، والتقرب إلى الله -عزَّ وَجلَّ- بذلك، فيحصل من ذلك الخير الكثير للناس.
{كم مرة يُنادى "الصلاة جامعة"؟}.
يُنادى مرتين أو ثلاثة، أو بحسب ما يحصل به المقصود من إسماع الناس، فيقول: "الصلاة جامعة"، أي: احضروا الصلاة جماعة.
{لوحظ أنَّ بعض الأئمة يبدأ في الصَّلاة قبل رؤية الكسوف بحجَّة أنَّه على الحساب الفلكي. فما حُكم ذلك؟}.
لا يجوز هذا، النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يقول: «فَإِذَا رَأَيْتُمْ مِنْهَا شَيْئًا فَصَلُّوا»، فلا يجوز تقديم الصَّلاة على الكسوف اعتمادًا على الحساب، فإنَّ هذا مخالف للسُّنَّة.
{الحقيقة أن الإعلام بذلك قبل وقوعه قلَّلَ من هيبته، لعل لكم توجيه}.
بعض الجهَّال والعوام يقولون: لماذا تُشرَع الصلاة للكسوف وهو معروف بالحساب؟!
فيُقال لهم: إنَّ صلاة الظهر وصلاة العصر وصلاة المغرب تُعرف بالحساب أيضًا؛ فكونه يُعرف بالحساب لا يعني أنه لا يُصلَّى له.
{أحسن الله لكم، إذا انتهت الصلاة ولم ينجلِ الكسوف. فماذا يصنعون؟}.
يشتغلون بالدُّعاء، ولا يُكرِّرونها، وإنَّما يشتغلون بالدعاء والصَّدقة.
السؤال الرابع:
إذا انتهت الصلاة ولم ينجلِ الكسوف، فيجب على المسلم أن يقوم بتكرارها.
خطأ


{قال المؤلف -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: (بَابُ صَلَاةِ الاسْتِسْقَاءِ)}.
الاستسقاء: طلب السُّقيا، أي: نزول المطر من الله -سبحانه وتعالى- إذا تأخَّر نزول المطر واحتاج الناس إليه، واحتاجت الدَّواب والبهائم له؛ فحينئذٍ تُشرَع صلاة الاستسقاء.
{قال -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: (وَهِيَ سُنَّةٌ مُؤَكَّدَةٌ، حَضَرًا أَوْ سَفَرًا)}.
صلاة الاستسقاء سنَّةٌ مؤكَّدةٌ، فهي ليست سنَّة فقط، وإنَّما هي سنَّة مؤكَّدة، يعني: ينبغي فعلها، ويُحرَص على فعلها عند وجود سببها.
{قال -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: (وَصِفَتُهَا صِفَةُ صَلاةِ الْعِيدِ)}.
صفة صلاة الاستسقاء كصفة صلاة العيد؛ أنهم يخرجون من البلد إلى صحراء قريبة ويبدؤون بصلاة ركعتين، ثم يخطب الإمام خطبة يُكثِرُ فيها من الاستغفار والدُّعاء بنزول الغيث والتوبة.
{قال -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: (وَيُسَنُّ فِعْلُهَا أَوَّلَ النَّهَارِ)}.
تُصلَّى في أوَّلِ النَّهار، إذا ارتفعت الشَّمس قيد رمح؛ فحينئذٍ تُصلَّى صلاة الاستسقاء.
{قال -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: (وَيَخْرُجُ مُتَخَشِّعًا مُتَذَلِّلاً مُتَضَرِّعًا)}.
من الآداب التي تُشرَع عند الخروج إليها: أنَّ المسلم يخرج إليها متخشِّعًا، أي: خاشعًا لله -عزَّ وَجلَّ-، فلا يُكثر من الالتفات والحركة والكلام مع النَّاس، وأن يكون مُتذللًا بين يدي ربِّه، مُتضرِّعًا بالدُّعاء والخشوع.
{قال -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: (لِحَدِيثِ ابْنِ عَبَّاسٍ، صَحَّحَهُ التِّرْمِذِيُّ؛ فَيُصَلِّي بِهِمْ رَكْعَتَيْنِ)}.
حديث ابن عباس الذي صححه الإمام الترمذي في سننه أنَّه خرج -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والمسلمون إلى صلاة الاستسقاء مُتضرِّعين مُنكسرين بين يدي ربهم، ولا يلبسون الثِّياب الجديد -أو اللباس الفاخر- وإنَّما يلبسون ثياب البُذلَة إظهارًا للحاجة.
{سوف نستكمل -إن شاء الله- الدعاء الوارد في صلاة الاستسقاء في الدرس القادم -إن شاء الله- في هذا الباب.
حتى ذلكم الحين نشكر الشيخ صالح على تفضله بشرح هذه المتون المباركة التي يُتابعها كثير من المسلمين، كما أشكر فريق العمل في هذا البرنامج، يتجدد اللقاء -إن شاء الله- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته}.










رد مع اقتباس