منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - معنى اسم الله تعالى الدَّيَّان
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-01-09, 17:59   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










#زهرة

ثمراتُ الإيمانِ بهذا الاسمِ:

1- أَنَّ اللهَ تعالى هو الدَّيانُ المحاسِبُ والمُجازِي للعبادِ

وهو الحاكِمُ بينهم يومَ المَعادِ

كما قال سبحانه: ﴿ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ﴾ [الفاتحة: 4]

وقال: ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ﴾ [غافر: 17].

فمَنْ وجَدَ خيرًا فليحمدِ اللهَ

ومَنْ وجَدَ غيرَ ذلك فلا يَلومنَّ إلا نفسَهُ: ﴿ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ ﴾ [آل عمران: 30]

وقال سبحانه: ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47].

وقال سبحانه: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40].

قال القرطبيُّ:

"فيجِبُ على كلِّ مكلَّفٍ أَنْ يعلمَ أَنَّ اللهَ سبحانه هو (الدَّيانُ) يومَ القيامةِ

الذي يُجازِي كُلًّا بعملِهِ

فيقتصُّ للمظلومِ منَ الظالِم

ومِنَ السَّيِّدِ لعبدِهِ

كما في حديث عائشة أَنَّ رجُلًا قَعَد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ لي مَمْلوكِينَ...


حديثٌ صحيح: أخرجه أحمد (6/ 280)

والترمذي (3165)

عن عبد الرحمن بن غزوان أبي نوحٍ، حدثنا ليثُ بنُ سعد، عن مالك بن أنسِ، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة؛ أن رجلًا قَعَد بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم

فقال: يا رسولَ الله، إنَّ لي مملوكِينَ يكذبونني ويخونونني ويعصونني، وأشتُمهم وأضرِبُهم، فكيف أنا منهم؟

قال: "يُحْسبُ ما خانوكَ وعَصَوك وكذبوك وعقابُك إياهم، فإنْ كان عِقابُك إيَّاهم بقدْرِ ذنوبِهم كان كفافًا، لا لك ولا عليك، وإن كان عقابُك إياهم دون ذنوبهم كان فضلًا لك

وإن كان عقابُك إياهم فوق ذنوبهم اقتُصَّ لهم منك الفَضَلُ"، قال فتنحَّى الرَّجلُ فجعل يبكي ويهتفُ

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أما تقرأُ كتابَ الله ﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ﴾ [الأنبياء: 47]"

فقال الرجل: والله ما أجدُ لي ولهؤلاء شيئًا خيرًا مِن مفارقتهم، أشهدكم أنهم أحرارٌ كلُّهم.

وإسناده صحيح

رجاله ثقات رجال الشيخين سوى عبد الرحمن بن غزوان المعروف بقُراد فثقة من رجال البخاري وحده

وقال الحافظ: ثقة له أفراد.


وقد تقدَّم في اسمه الحاسِبِ.

وروى مسلم في البر (4/ 1997)


عن أبي هريرةَ، قال: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "أَتَدرونَ مَا المُفْلسُ؟"

قالوا: المُفلِسُ فينا مَن لا دِرهمَ له ولا مَتَاعَ، قال: "إِنَّ المُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ، ويأتي وقَدْ شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَل مالَ هذا

وَسَفَكَ دَمَ هذا، وضربَ هذا، فَيُعْطَى هذا من حَسناتِهِ وهذا من حسَناتِهِ، فإن فَنيَتْ حسَناتُه قبل أن يُقْضى ما عليه أُخِذَ مِنْ خَطَاياهم فَطُرِحَتْ عليه ثم طُرحَ فِي النَّارِ".

ثُمَّ عليه أَنْ يَدينَ بطاعتِهِ، وكما يَدينُ يُدانُ، وهل جزاءُ الإحسانِ إلا الإحسانُ.

فإذا دَانَ نفسَه بالطاعةِ، وَحَكَمَ قَلبَه الذي هو الأَميرُ على رعاياه التي هي جوارِحُهُ

واشْتدَّ فِي الحكمِ لدينِ اللهِ الذي أمر به نبيّهُ صلى الله عليه وسلم، وأَشَاعَ هذا فِي الخَلقِ، وأَظْهَر دِينَ اللهِ بالحقِّ، فهو دّيَّانٌ من دَيَّاني هذه الأُمةِ، وقد استوجبَ يومَ الدّينِ عظيمَ الحُرْمةِ

الكتاب الأسنى (2/ ورقة 381 ب - 382 أ).

2- ينبغي للعبدِ أَنْ يُحاسِبَ نفسَهُ قبلَ أن يُحاسَبَ، ويستعِدَّ للقاءِ دَيَّانِ السماواتِ والأرضِين قبل مجيءِ يومِ الدِّينِ.

قال أميرُ المؤمنينَ عمرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه: حاسِبوا أنفسَكُم قَبْلَ أَنْ تُحاسَبوا

وزِنُوا أَنفسَكُمْ قبلَ أَنْ تُوزَنُوا

فإنَّه أَهْونُ عليكم فِي الحسابِ غدًا

أَنْ تحاسِبوا أنفسَكُم اليومَ

وتَزَيَّنوا للعَرضِ الأكبرِ

يَومئذٍ تُعرضونَ لا تَخْفَى منكم خَافيةٌ


أثرٌ موقوفٌ حَسَن:

رواه ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس والإزراء عليها

برقم (2).


وقد وَرَدَ فِي حديثِ جابرٍ السابقِ أَنَّ الناسَ "يُحشرون يَوْمَ القيامَةِ عُراةً غُرْلًا بُهْمًا"

أي: "ليس معهم شيءٌ، ثم يُناديهم بصَوتٍ يسمعُهُ البعيدُ كما يسمعُه القريبُ قائلًا لهم: أنا الملِكُ، أنا الدَّيانُ

ولا ينبغي لأحدٍ من أهلِ النارِ أَنْ يدخُلَ النَّارَ وله عند أحدٍ من أهلِ الجَنَّةِ حقٌّ حتى أَقُصَّه مِنْهُ

ولا ينبغي لأحدٍ مِنْ أَهلِ الجَنَّةِ أَنْ يَدخُلَ الجَنَّةَ ولأَحدٍ مِنْ أهلِ النَّارِ عنده حقٌّ حتى أقصَّه منه، حتى اللَّطمةَ".

فسأل أصحابُ النبي صلى الله عليه وسلم عن كيفية القِصاصِ وقد حُشروا حفاةً عُراةً بُهْمًا ليس معهم دِرْهَمٌ ولا دينارٌ؟!

فأجابهم صلى الله عليه وسلم: أَنَّ القِصاصَ يكونُ بالحَسناتِ والسّيئاتِ

أي: يأخذُ المظلومُ من حسناتِ الظَّالمِ

فإنْ لمَ يكُنْ عنده حسناتٌ أُخِذ من سيئاتِ المظلومِ فوضِعَتْ على الظالم.

ثم تلا رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الآية: ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ﴾ [غافر: 17].

قال القرطبيُّ

الكتاب الأسنى (2/ ورقة 381 أ).

ولقد أَحسَنَ أبو العتاهيةَ فِي قوله حين حبسَهُ الرَّشيدُ:

أمَا واللهِ إنَّ الظُّلْمَ لُؤْمٌ
وَمَا زَالَ المُسِيءُ هوَ الظَّلومُ

إِلَى ديَّانِ يَوْمِ الدِّينِ نَمْضِي
وَعِنْدَ اللهِ تَجتمعُ الخُصُومُ









رد مع اقتباس