منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - معنى اسم الله تعالى الدَّيَّان
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-01-09, 17:57   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B18

معني اسم الله تعالى الدَّيَّان

الدَّلَالَاتُ اللُّغَوِيَّةُ لاسمِ (الدَّيَّانِ

أسماء الله الحسنى للرضواني (2/ 96 - 97).

دَيَّانٌ صيغة مُبالغةٍ على وزن فَعَّال فعلُه دَان يَدِينُ دينًا

يُقال: دِنْتُهم فدانوا أي: حاسبتُهم وقهرتُهم فأطاعوا.

والدَّيَّانُ يُطلق على الملكِ المطاعِ والحاكمِ

وهو الذي يَديِنُ الناسَ إما بمعنى يقهرُهم

وإمَّا بمعنى يحاسبُهم.

فمِنَ الأوَّلِ: دانَ الرَّجُلُ القومَ إذا قهرَهُم فدانُوا له إذا انقادُوا.

ومِنَ الثاني: الدَّيانُ بمعنى المحاسِبِ المجازي.

قال خويلدُ بنُ نوفل الكلابِيُّ للحارثِ الغسَّانيِّ وكان ملكًا ظالمًا:

يَا أَيُّهَا المَلِكُ المَخُوفُ أما تَرى
ليلًا وصُبْحًا كَيْفَ يختلفانِ

هَلْ تَسْتَطِيع الشَّمْسَ أَنْ تأتِي بها
لَيْلًا وهل لكَ بالمليكِ يَدانِ

يا حارِ أيقنْ أَنْ مُلكَكَ زائلٌ
وَاعْلَمْ بِأنَّ كما تَدينُ تدانُ

والدِّينُ الجزاءُ ومالكُ يوم الدِّينِ أي يومِ الجزاءِ

وقوله تعالى عن الكافرين: ﴿ أَإِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَإِنَّا لَمَدِينُونَ ﴾ [الصافات: 53]

أي: مَجزيُّون مُحاسَبون.

وقوله: ﴿ فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ [الواقعة: 86، 87]

أي: مقهورين ومُدبَّرين ومَجْزيِّين

قاعدة في المحبَّة لابن القيم (ص: 34)

ولسان العرب (11/ 525)

وفتح الباري (13/ 384).

والدَّيَّانُ سبحانه هو الذي دَانتْ له الخليقَةُ

وعَنَتْ له الوجوهُ

وَذلَّتْ لِعظمتِهِ الجَبابرةُ

وخَضَعَ لعزَّتِهِ كلُّ عزيزٍ

مَلِكٌ قاهرٌ على عرشِ السَّماءِ مهيمنٌ

لعزته تَعْنو الوجوهُ وتسجدُ

يرضى على مَنْ يستحقُّ الرضا ويثيبُه ويكرمُه ويُدنِيهِ

ويغضبُ على مَنْ يستحقُّ الغضبَ ويعاقِبهُ ويُهينه ويُقصيهِ

فيعذِّبُ مَنْ يشاءُ

ويرحمُ مَنْ يشاءُ

ويعطي مَنْ يشاءُ

ويمنعُ مَنْ يشاءُ

ويقرِّبُ مَنْ يشاءُ

ويُقصي مَنْ يشاءِ

له دارُ البقاءِ

دارُ عذابٍ أليمةٌ وهي النارُ

ودارُ سعادةٍ عظيمةٌ وهي الجَنَّةُ.

فهو الدَّيانُ الذي يَدين العبادَ أجمعين ويفصلُ بينهم يومَ الدِّينِ

انظر: الصلاة وحكم تاركها (ص: 204) بتصرُّف.

كتبَ أعمالَهم فهي حاضرةٌ

ولا يغادرُ صغيرةً ولا كبيرةً إلا أظهَرها لهم في الآخرة

قال تعالى: ﴿ وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ﴾ [الكهف: 49]

وقال: ﴿ يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ﴾ [النور: 25].

قال ابنُ القَيِّمِ

في معنى يومِ الدِّينِ:

"يومَ يَدينُ اللهُ العبادَ بأعمالِهمْ

إِنْ خيرًا فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ

أي إن كان خيرًا فهو خير

وإن كان شرًّا فهو شر

وذلك يتضمَّنُ جزاءَهُم وحسابَهم"

قاعدة في المحبَّة لابن القيم (ص: 34).


وُرُودُهُ فِي الحديثِ الشَّريفِ

النهج الأسمى (3/ 66 - 73).

وَرَدَ فيه حديثُ جابرِ بنِ عبدِ اللهِ، يقولُ: بَلَغَني حديثٌ عن رَجُلٍ سَمِعَهُ من رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فاشتريتُ بعيرًا ثُمَّ شدَدْتُ عليه رَحْلي، فسِرْتُ إليه شهرًا حتى قدمتُ عليه الشامَ

فإذا عبدُ الله بنُ أُنيس، فقُلْتُ للبَوَّابِ: قل له جابرٌ على الباب فقال: ابنُ عبدِ الله؟ قلتُ: نَعَمْ، فخرج يَطأُ ثوبَهُ فاعتَنَقَني واعتَنَقْتُه، فقلتُ: حديثًا بلغني عَنْك أنَّك سمعْتَهُ مِنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم فِي القِصاصِ

فَخَشِيتُ أَنْ تموتَ أو أَموتَ قَبْلَ أَنْ أسمَعَهُ، قال: سمِعْتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: "يُحشرُ الناسُ يومَ القيامةِ، أو قال العبادُ، عُراةً غُرْلًا بُهْمًا"، قال: قُلنا: وما بُهْمًا؟

قال: "لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ، ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُه مَنْ بَعُدَ كما يَسمعُه مَنْ قَرُبَ: أنا المَلِكُ

أَنَا الدَّيَّانُ، وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أهلِ النَّارِ أنْ يدخلَ النارَ وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ

ولا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ حَقٌّ حتى أقُصَّه مِنْهُ، حَتَّى اللَّطْمةَ"

قلنا: كيف، وإنَّا إنما نأتي الله َ عز وجل عُراةً غُرلًا بُهْمًا؟ قال: "بالحَسَناتِ والسَّيئاتِ".

زادَ فِي روايةِ الحاكم والبيهقيِّ:

وتلا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ﴾ [غافر: 17]


صحيح: أخرجه ابنُ أبي عاصم في السُّنَّة (1/ 225)

وأحمد (3/ 495)

والبخاريُّ تعليقًا (13/ 453) مختصرًا

وفي الأدب المفرد (970)

وفي خَلْق أفعال العباد (ص: 149 - 150)

والحارثُ بن أبي أسامة (44- زوائد)

والطبراني في الكبير، كما في المجمع (1 / 133)

والحاكم (2/ 437 - 438) (4/ 574 - 575)

وعنه البيهقي في الأسماء (ص: 78 - 79)

والخطيبُ في الرحلة في طلب الحديث (31، 32)؛ كلُّهم عن همام بن يحيى، عن القاسم بن عبد الواحد المكي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل؛ أنه سمع جابرًا...

قال الحاكم: صحيحُ الإسنادِ، ووافقه الذهبيُّ.

وقال الهيثمي: رواه أحمد، والطبراني في الكبير، وعبدُ الله بنُ محمدٍ ضعيفٌ.

قلتُ: حديثه لا ينزل عن رتبة الحُسْن.

قال الترمذي: صدوق،

وقد تكلم فيه بعضُ أهل العِلم من قِبَلِ حفظِهِ، وسمعتُ محمد بن إسماعيل - يعني: البخاري - يقول: كان أحمد وإسحاق والحميدي يحتجُّون بحديث ابن عقيل، قال محمد بن إسماعيل: وهو مقاربُ الحديث.

والحديث فيه: القاسم بن عبد الواحد المكي، قال ابن أبي حاتم عن أبيه: يُكتب حديثه، قلتُ: يُحتجُّ به؟ قال: يحتجُّ بحديث سفيان وشعبة.

أي: هو ليس بالمرتبة العُليا. وذكره ابن حِبَّان في الثقات.

وله طريق آخر يتقوَّى بها:

قال الحافظ في الفتح: وله طريق أخرى أخرجها الطبراني في مسند الشاميِّين، وتمَّام في فوائده من طريق الحجاج بن دينار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر... فذكر نحوه.

قال الحافظ: وإسناده صالح؛ الفتح (1/ 174).

والحديث فيه: إثباتُ صفةِ الكلامِ لربِّنا سبحانه، وأنه يتكلمُ بصوتٍ يُسمَعُ، وحرف يُفهمُ، وهو مُعْتَقَدُ السَّلفِ رحمهم الله.


ووَرَدَ فِي حَديثِ أبي قِلَابةَ عن أبي الدَّرداءِ: "البِرُّ لا يَبْلَى، والإِثمُ لا يُنسَى، والدَّيانُ لا يَنَامُ، فَكُنْ كما شِئْتَ، كما تَديِنُ تُدانُ"

موقوف رجاله ثقات:

أخرجه أحمد في الزهد (ص: 142)

عن عبد الرزاق أنبأنا معمر عن أيوب عن أبي قلابة به.

ورجاله ثقات، لكن في سماع أبي قلابة من أبي الدرداء نَظَرٌ

قال الحافظ في الفتح (8/ 156):

أبو قلابة لم يُدْرِكْ أبا الدرداء.

قلتُ: أبو قلابة واسمه عبد الله بن زيد الجرمي من فقهاء التابعين، وروايته عن مالك بن الحويرث، وأنس بن مالك، وثابت بن الضحاك متَّصلة وهي في الكتب السِّتَّة.

وكذا روايته عن عائشة في صحيح مسلم

كما في جامع التحصيل (ص: 257 - 258).

فالجزم بعدم إدراكه لأبي الدرداء فيه ما فيه، واللهُ أعلم.

وله شاهد: يرويه المروزي في زوائد الزهد لابن المبارك (1155)

وأبو نعيم (1/ 211 - 212)

عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن أبي الدرداء: "اعبُدوا اللهَ كأنكم تَرَوْنَهُ، وعُدُّوا أنفسَكم في الموتى، واعلموا أَنَّ قليلًا يَكْفيكم خيرٌ مِن كثيرٍ يُلهيكم، واعلموا أن البِرَّ لا يبلى، وإن الإِثمَ لا يُنْسَى".

وعبد الله بن مرة ثقة روى عن ابن عمر وغيره.

وقد جاء الأثر مرفوعًا: عند البيهقي في الأسماء والصفات (ص: 79)

من طريق عبد الرزاق: أنبأنا معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ... فذكره.

قال البيهقي: هذا مرسل.

وقال الحافظ: وله شاهد موصول من حديث ابن عمر أخرجه ابن عدي وضعَّفه.

قلتُ: هو في ترجمة محمد بن عبد الملك الأنصاري (6/ 2168)

ورواه أيضًا أبو نعيم، والدَّيلمي كما في الضعيفة (1576).

ومحمد بن عبد الملك قال النَّسائي: متروك.

وقال مرة: منكر الحديث

وكذا قال الشافعي ومسلم.









رد مع اقتباس