منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - العاشقةُ الخرساء
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-11-11, 15:59   رقم المشاركة : 21
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي



.../ ...

وبعد انتشارِ خبر إقدام فاطمة على محاولة وضع حدًّا لحياتها في أرجاء المدينة.
علمت مديرة المركز بالخبر فهرعت إلى المستشفى لجلاء الأمر.. وصادف أن الشرطة قابلتها وتكلمت معها عن سيرة فاطمة.
فاثنت عليها، ومدحت سيرتها.. ومما جاء في حديثها.
ــ رغم عاهتها عدم نطقها، إلاّ أن فاطمة لهي نعم الفتاة، فهي مجتهدة فى تربّصها في مركزنا، وتعلّمها بسرعةٍ لِما يُلقى عليها من دروس الخياطة نظريًّا، أما في الأمور الأمور التطبيقية فهي تفوق أمهر الخياطين المحترفين.. بل أنني على يقين وجازمة بذلك، أنّ مستقبلَها سيكون زاهرًا.
عندها عرف مفتش الشرطة سبب عدم كلامها مع حسين.
فعاد إلى المخفر وأطلق سراحه.
...
طار حسين إلى المستشفى بعد أن أخذ عليه مفتش الشرطة تعهدًا ألا يعاقب فاطمة ولا يتعرض لها بأذى.
وعند وصوله أمام الغرفة التي ترقد بها.. سمحوا له رؤيتها لبعض دقائق
وعندما لمحها وهي ملقاة على السرير.. همت كعادتها لتقبيل يده، ولكن قواها لم تساعدها. وهي تذرف السخين من الدموع.
فما كان من حسين إلا أن قبّل رأسها وأشار عليها أن ترتاح ..قائلاً:
ــ لا عليكِ يا أختاه.
يا لها من لحظة مؤثرة حين يقلب الإنسان صفحات من الماضي ذهبت بها رياح الذكريات ولم يبق منها إلاّ إطلال بالية، وعبرات باكية.. وهي ما تبقى رصيد الحب والوفاء.
...
وبعد أيام قضتها فاطمة في المستشفى، امتثلت للشفاء بسرعةٍ.. وفارقت المستشفى لتجدَ نفسها على موعدٍ لاختبارات إنهاء التربص..
فتجتاز الامتحان النظري والتطبيقي لمدة أسبوعٍ.. وكان الصراع على أشده بين المتربصات.
وبقيت ثلاثة أيام وهي تترقب نتيجة الامتحان و القلق قد اخذ منها مأخذه.
وقبل إعلان نتائج الامتحان بيومٍ.. طلبت منها المديرة أن تأتي بابن عمها معها غدًا.. كما أشارت عليها أن تأتيَ في زينتها.
وفي اليوم الموعود.. رأى الناسُ لأول مرة فاطمة تسير في الطريق يرافقها شابّاً يكبرها بعض سنوات.. وهم الذين اِعتادوا رؤيتها تسلك طريقها وحيدة.
وهي في طريقها يتوالى إلى مخيلتها سيل الذكريات، وتتقافز إلى خاطرها الآمال تطرب الفؤاد طالما كوته نيران البعد، وألهبته تباريح الوجد على مَن رحلوا.
وعند وصولها وابن عمها المركز استقبلتهما المديرة، وبعد التحية طلبت منهما الجلوس في الصفوف الأمامية من القاعة وكم كانتِ القاعة مكتظة بالحاضرين في أبهى زينتهم إلاّ فاطمة وحسين.
وما هي إلاّ لحظات و صعدت المديرة المنصة لإلقاء كلمة ترحيبٍ بالمدعوّين من وجهاء البلدة و عليّة القوم شارحة الرسالة التي يقوم بها المركز بتعليم الفتيات لكسبهن مهنة تكون لهن مساعدة لنشلهن من براثن الفقر الذي قد يؤدي بهن إلى الانحراف.
ثم أحالت الكلمة إلى عمدة البلدة بعد أن شكرته على الدعم الذي مافتئ يقدمه للمركز.
ومما أتى في كلمة عمدة البلدة.
..إن المتخرجات سوف يكون لهن عملاً على الفور
وجاء الإعلان عن النتائج
فما كان من المديرة أن قالت:
هنا بيننا فتاة كدّت واجتهدت طوال السنوات التي قضتها في المركز ، فكانت القدوة والمثال و التفاني في العمل سواء كان نظريًّا أم تطبيقيًّا.. فإنني و كل أساتذة و مدربات المركز نفتخر بفتاة مثل هذه.. على حصولها المرتبة الأولى.. والفتاة هي بنتنا فاطمة الإ......
فضجت القاعة بالتصفيق و الهتاف.. ولكن فاطمة لم تفقه أن الأمر يعنيها هي.
فتفطنت المديرة وأشارت عليها صعود المنصة.. فما كانت من فاطمة عندما فهمت.. أن انفجرت باكية.. فبكت و أبكت كل من كان بالقاعة.. وخانتها عاهتها أن تقول شيئًا.
..
وواصلت المديرة الإعلان عن بقية الفائزات..
وعند اختتام الحفل.. طلبت المديرة من فاطمة.. أن إدارة المركز وفريق التدريس موافقون على توظيفها كمدربة للأمور التطبيقية في الخياطة.. وعليها أن تستخرج الوثائق اللازمة لتوظيفها.
وعاد كلٌّ من حسين وفاطمة المنزل والفرح يغمر حسين وقد اظهر ذلك لها.. مشيرًا لها أن الفخرَ بها يعتليه.
انتظروني

... يتبع










رد مع اقتباس