منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مفكر فلسطيني يحذر من قوات دولية على حدود غزة والضفة الهدف للاحتلال
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-05-27, 08:52   رقم المشاركة : 68
معلومات العضو
الحاج بوكليبات
محظور
 
إحصائية العضو










B2 موقف الصين من القضية الفلسطينية كان.. ولازال.. وسيظل.

معركة “سيف القدس” تُعيد الصين من بعيد

يُعَدُّ تعزيز عودة الموقف الصيني إلى جانب الحق الفلسطيني من أهم النتائج التي أسفرت عنها معركة “سيف القدس” والتي ينبغي عدم التفريط فيها بأي شكل من الأشكال، بل بالعكس تماما ينبغي تطويرها والاستثمار فيها لإعادة العلاقات ليس فقط الفلسطينية والعربية مع الصين إلى مجراها الطبيعي، بل العلاقات مع البلدان الإسلامية برمتها والتي عَملت الولايات المتحدة على تعكيرها طيلة الثلاثين سنة الماضية حتى لا تعود إلى سابق عهدها قبل سنة 1992، ومازالت تفعل إلى حد الآن.

معلومٌ أن الموقف الصيني كان منذ البداية رافضا لإنشاء الكيان الصهيوني سنة 1948، وبرغم مسارعة اعتراف هذا الكيان بالصين الشعبية سنة 1950 لم تردّ هذه الأخيرة بالمثل، واستمرت على موقفها المؤيد للقضية الفلسطينية والداعم لها خاصة بعد نشأة منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1964 معتبرة إياها حليفا لها ضد الكيان الإسرائيلي الذي كانت تُصنِّفه ضمن أذرع الإمبريالية الأمريكية المعادية لها.

إلا أن تطوُّر الأحداث ودخول العرب ضمن اتفاقيات الاعتراف بالكيان الإسرائيلي بعد أول تطبيع مصري معها في عهد السادات 1977، ثم التمهيد لاتفاقيات أوسلو سنة 1993، دفع بالصين إلى قَبول الاعتراف بالكيان الإسرائيلي سنة 1992، وحاولت الاستثمار في ذلك للاستفادة من التكنولوجيا العسكرية الأمريكية التي كان يمتلكها خاصة.

وهكذا انتعشت العلاقات بين الطرفين الصيني ـ الإسرائيلي على حساب الحق الفلسطيني. وخسرت القضية الفلسطينية حليفا استراتيجيا جراء المواقف المتخاذلة للعرب وهرولتهم نحو التطبيع مع كيان كانت الصين تقف منه موقف عدم الاعتراف رغم اعترافه بها.

واستغلت الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي وضعية المسلمين الإيغور في مقاطعة شينج يانغ في السنوات الأخيرة لتأجيج المسلمين ضد الصين باعتبارها عدوّة للإسلام (وكأن أمريكا والكيان الإسرائيلي أصدقاء له وكأن الفلسطينيين ليسوا مسلمين)، مما دفع بالصين إلى العمل على تعزيز علاقتها مع البلدان الإسلامية وإبراز حقيقة موقفها من المسلمين الصينيين، وأخذت مسافة واضحة من الكيان الإسرائيلي، إلى أن توقفت الزيارات بين البلدين خلال سنة 2020 وأصبحت العلاقات الثنائية أكثر من فاترة.

وعند اندلاع معركة “سيف القدس”، كانت الصين الرئيس الدوري لمجلس الأمن، ووقفت موقفا مُشرِّفا من الحق الفلسطيني ولم تقم بإدانة الرد الفلسطيني على العدوان الإسرائيلي بالصواريخ، كما كانت تريد الولايات المتحدة، بل حمّلت الكيان الإسرائيلي وحده مسؤولية تدهور الأوضاع.

وهكذا توفَّرت مرة أخرى بعد أكثر من 28 سنة ظروفٌ ومعطيات مواتية لصالح الفلسطينيين شبيهة بما كانت عليه الأوضاع حتى قبل 1971 لأجل استعادة الحقوق المشروعة. بل إنّها أفضل بكثير باعتبار أن الصين اليوم ليست قوة تنتظر الاعتراف الغربي بها، بل قوة تقف ندا للند مع كبرى الدول الغربية وهي في طريقها للتفوُّق عليها اقتصاديا وعسكريا.

وبكل تأكيد، ستوِّظف الولايات المتحدة والكيان الإسرائيلي بشكل أقوى ورقة المسلمين الإيغور في الصين، وكأن الفلسطينيين الذين تقتلهم ليسوا مسلمين، وستعمل على ضم عدد من الدول الإسلامية لها في حملة مقاطعة الألعاب الأولمبية التي ستُجرى بالصين سنة 2022 بزعم التضامن مع المسلمين الإيغور لمنع أي تقارب صيني مع القضية الفلسطينية، وعلينا الانتباه لكل ذلك، وإدارة الصراع بشكل مدروس دون التخاذل لنصرة مسلمي الصين ولا التحوُّل إلى لعبة في يد الأمريكان والصهاينة على طريقة محاربة الشيوعية المعتدية على الإسلام في أفغانستان التي أصبحنا نعرف بدايتها ونهايتها إذ بدأت بوصف المحاربين ضد الشيوعية بـ”المجاهدين” وانتهت إلى تصنيفهم إلى إرهاب وإلقائهم في غواتانامو بعد سنة 2001 بعد استغلالهم أبشع استغلال ضد الروس.

لنا في التاريخ عبرة، وعلينا إدارة معاركنا بحنكة.. وفي كل الحالات يبقى الشرق شرقا والغرب غربا إنْ تَعاملَ معنا سياسيا أو عسكريا أو دينيا وتلك مساحة الأمل.

بقلم: محمد سليم قلالة


المصدر: الشروق









رد مع اقتباس