منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - وشاءتِ الأقدارُ دموعا...( بقلمي طبعا )
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-06-07, 19:34   رقم المشاركة : 44
معلومات العضو
رَكان
مشرف عـامّ
 
الأوسمة
المشرف المميز **وسام تقدير** وسام المشرف المميّز لسنة 2011 وسام التميز وسام الحضور المميز في منتدى الأسرة و المجتمع 
إحصائية العضو










Hourse مشهد آخر..

السلام عليكم..
أمر الكتابة متعب ولكن تفاعلكم الطيب يشحن بطارية عطائي...سأواصل معكم أحبتي وكلي امتنان لكم..

حسد ثلاثة منكم يذهب الى رفض عصام وأربعه الى قبوله...أحييكم وإليكم مشهدا آخر...
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

يعود الأب من السفر ويُفتح الموضوع ..في جلسة تجمع أبا وأم سعاد محاطة بالسرية التامة..لتتمخض عن قرار..وأي قرار..
هل تعلم يا ابا عصام من حل ببيتنا ضيفا بالأمس ؟؟؟ زوجة سعد الإسكافي ( مصلح الأحذية ) .. وأختها مالذي أرادتاه ؟؟؟ هههه ضحكة ازدراء قصيرة ..ابنتك تريدان سعاد تريدان لعصام زوجة ..يقف الزوج وكأن الثعبان يلسعه ...ماذا ؟؟؟ سعاد ابنتي لهؤلاء ؟؟؟ قولي حديثا غيره يا امرأة ..سعاد ابنتي أنا ؟؟؟
تتزوج ذاك ...ذاك ..ذاك المدعو عصام ؟؟؟ خلت الأرض رجالا في مستوى خطبة ابنتي ؟؟؟ وماذا قلت لهم ؟؟ سعاد أين أنت أقبلي يا بنيتي ..تدخل البنت على أبويها خائرة العزيمة لتسمع وقد سمعت مايدخل الروع في نفسها الكريمة...سعاد بنبرة حادة مازجها استنكار..أسمعت يا سعاد ماتقوله أمك؟ هؤلاء من هم في ضنك العيش يريدونك لإبنهم يريدونك حطبا لجحيم يعيشونه ..أرأيت ؟؟ يتطاولون وهم أقصر الناس ..تهدئ الأم من روعه..كفاك يا رجل ...ماذنب الصبية ؟؟؟ لسنا ملزمون بالرد عليهم ..ولاالإلتفات لحماقتهم...سعاد تسمع ببلاهة مايدور من حديث بشأنها وكأن الحديث حول غيرها ..لم تنبس ببنت شفه..وانسحبت الى غرفتها خائرة العزيمة لتخلو بنفسها ولتستعيد فصل حديث أمها وأبيها..كلمات قد صمّت أذنيها...حطب...جحيم...ضنك العيش...كيف لك أبي تفكر بهذا الأسلوب...أليسوا هم بشر مثلنا ؟؟ يحسون ما نحس يتألمون مثلما نتألم يسعدون مثلما نسعد ..يضحكون يبكون مثلما نفعل نحن أيضا .. هم بشر مثلنا تماما وقد يفضلوننا بما يحوزونه من تواضع وطيبة وحسن خلق وقد تثقل كفة ذلك أمام مالدينا من مسكن فسيح وسيارة ورصيد في البنك..واأبتاه !!! أهكذا تُقاسُ الأمور قالتها ودمعة حرّى سالت على خدها..
سعاد لم تكن تهيم بعصام حبا كما قد يذهب خيال القارئ سعاد حباها الله أفضل نعمه على خلقه..سعاد حازت نعمة العقل..تنظر بعينه صوابا فاختارت إرادتها طواعية القبول بالخاطب..لأنها وجدت به مواصفات الرجل الحق ..الرجل الذي بمقدوره الحفاظ على كرامتها الرجل الذي لن يظلمها وإن اغتاظ منها رجل كهذا خلقه الحياء رفقاء له الثبات والتؤدة والأناة..وهدوء الطبع لن يذلها أو يلحق الإهانة بها فكريم النفس يأبى على نفسه أن يذل الآخرين..سعاد لم تكن بحاجة لربط علاقة بعصام لتعرف عنه كل ذلك ..استشعرته برجاحة عقلها وصفاء سريرتها...وتسترجع سعاد ماكان يملأ به عقلَها الصغير أبوها سنوات الطفولة قصصا يقرأها لها عن المثل والقيم وثقل مكارم الأخلاق أمام سفاسف الدنيا وعرضها الزائل وكم كان يردد على مسمعها أشعارا من قبيل..

إني لتطربني الخـلال كريمة.... طرب الغريب بأوبـة وتـلاق
وتهزني ذكرى المروءة والندى.... بين الشمائل هـزة المشتـاق
فإذا رزقت خليقة محمـودة..... فقد اصطفاك مقسـم الأرزاق
فالناس هذا حظه مال وذا..... علم وذاك مكـارم الأخـلاق
أشعار كانت تحفظها عن ظهر قلب ولازالت.. وكأنه لقنها إياها اللحظة..
ولكن..ليس يغيب عن سعاد ومثيلاتها أن تلك الأقوال كانت بالنسبة لأبيها داعما لإعانته على غرس كريم الخلق في نفس ابنته صغيرة لتشب عليه.. وأثمر الغرس ليُجنى ولم يجد مكانا لحفظ الثمر غير صخرة واقع الأب الصماء الباردة ...أوكلت سعاد أمرها لربها واستسلمت لمشيئة أبيها وأمها وليس لها غيره فلقد كبُرت كغيرها كثيرات في مجتمعنا الشرقي المحافظ على السمع والطاعة لأبويها مجتمع محافظ على كل الموروثات خيرها وشرّها سواء...وأصبح الصباح وبنوره أشرق ولاح..لتستعجل أم سعاد إنهاء الأمر وسد كل باب للأمل..فترسل الى أم عصام تطلب حضورها ولتبرئ ذمتها من كل ما من شانه يوحي للخطاب أن شعرة رجاء في القبول باقية ولتقطع ذلك بالقول ...ألم أقل لك يا أم عصام أنه ليس لوحيدتنا رغبة الى الزواج حاضر الأيام ..ناهيك عن رفض الأب جملة وتفصيلا عن الخوض في هذا الشأن ...أم عصام تغادر المكان تجر وراءها كل أذيال الخيبة والحرمان...ماذا ستقول وكيف ستقابل قرّة عينها عصام ؟؟؟
خطواتها عائدة الى الدار بطيئة تحمل أقدامها حملا على المشي..تصل الدار منهكة خائرة القوى يُفتح الباب ..سؤال وسؤال وسؤال يُطرحْ..لاتلتفت لأحد ..ينتهي بها المطاف الى أريكة في ركن البهو تستلقي عليها...وتقول بصوت مبحوح لعصام الذي كان يتبع خطواتها...عصام ولدي : لانصيب لك مع سعاد ..وحسبك الله ونعم الوكيل...
ــــــــــــــــــــــــــــــ
باختصار أيها الأفاضل ..أنتظر توقعكم لما سيكون عليه المشهد الموالي لأواصل...هذا شَرطي ..وأحييكم صدقا......









رد مع اقتباس