منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - كلمة نفس وإطلاقاتها في القرآن
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-02-09, 17:36   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2





اخوة الاسلام

أحييكم بتحية الإسلام
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

يا صفوة الطيبين
جعلكم ربي من المكرمين
ونظر إليكم نظرة رضا يوم الدين

.

وقد أقسم الحق سبحانه أقساما سبعة في مطلع سورة الشمس على أن المفلح من زكى نفسه والخاسر من دساها

فقال:" والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها والنهار إذا جلاها والليل إذا يغشاها والسماء ما بناها والارض وما طحاها

ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ".(الشمس/1-10. )

والمقصود بالتزكية هنا

طهارة النفس أو تطهيرها وتنظيفها

مخالفا للدس الذي هو كناية عن الإغراق في الوسخ والأوحال.

ولا يعني ذلك أبدا التزكية مطلقا لما تعترضها من سلبيات مثل: الاستعلاء والتكبر والترفع الذي نهى الله تعالى عنه

كما في قوله:" ألم تر الى الذين يزكون أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ".(النساء/49

والقرآن هو طب النفوس باعتباره روح الروح ونور البصيرة

به يتحقق الضبط والانضباط،

كما قال تعالى:" وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الايمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا ". (الشورى/52.)

والنور يضيء ويبين الأمراض

ويهدي الى طريق الصواب

ولا يتم ذلك إلا بتحديد أمراض النفس المهلكة التي سطرها القرآن

من أجل تقديم الدواء الناجع لها من آياته وسوره العظام.

والنفس البشرية معرضة لآفتين لا ثالث لهما ذكرهما القرآن

وبمعرفتهما يستعان على تحقيق الضبط والانضباط لنفس الانسان الخطأ والنسيان.

وهما مستمدان من آية يعلمنا فيها الخالق أن ندعوه ونسأله عدم المؤاخذة فيهما

في قوله تعالى : " ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ". (البقرة/.285)

حيث إن أول معصية وقعت في الكون من طرف الانسان كانت بسبب النسيان

لقوله تعالى:" ولقد عهدنا الى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما ".(طه/115)..

وسبب ذلك وسوسة الشيطان

كما قال تعالى:" فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى" (طه/120).

ووساوس الشيطان لا تنتهي

كيف وقد أقسم بعزة الرحمان أن يغرر بالانسان ويوقعه في جملة من المعاصي والآثام .

حيث ذكر القرآن على لسانه:" قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين " (الأعراف/17).

وقوله: " وقال لأتخذ من عبادك نصيبا مفروضا ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام ولآمرنهم فليغيرن خلق الله، ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا ".(النساء/119).

والهدف هو أن يقع الانسان في نسيان ذكر الله

كما قال تعالى:" استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله ". (المجادلة /10.).

ومن الطبعي أن تقع النفس البشرية في الخطأ

لقوله : " كل بني آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون".

سنن الترمذي 4/659/2499وحسنه الألباني

وسنن ابن ماجه 2/1420/4251

ومسند احمد 3/198/13072.

بل لو لم تخطئ لغيرها الله بغيرها من أجل التوبة والمغفرة

لقوله : " لو لم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون فيغفر لهم".

صحيح مسلم 4/2105/2748/وسنن الترمذي 5/548/3539

.ومسند احمد 5/414/23562

والخطأ يصدر عن النفس بدلائل من القرآن منها :

-قوله تعالى:" أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ". (آل عمران/165.).

وقوله تعالى:" وما أصابك من سيئة فمن نفسك ".(النساء/79)

.وما ورد على لسان الأبوين:" قالا ربنا ظلمنا أنفسنا .وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين". (الاعراف/130).

وقوله على لسان بلقيس:" قالت رب إني ظلمت نفسي وأسلمت مع سليمان لله ب العالمين". (النمل /44).

وقوله على لسان موسى كليم الرحمان:" قال رب إني ظلمت نفسي فاغفر لي فغفر له".(القصص/16 ).

وقوله على لسان امرأة العزيز:" وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي ". ( يوسف /.53.).

-وقوله تعالى على لسان الشيطان حين القضاء بين العباد

:" وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم

ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم ".(ابراهيم/22.).

3- وسائل ضبط النفس وانضباطها: ضبط النفس ليس بالأمر الهين

إذ الصراع داخلي مائة بالمائة

ولكن آثاره بوادره داخلية وخارجية، ولكن لحسن السير، وتحقيق السعادة في الدنيا والآخرة، لا مفر من ذل مجهود مضاعف يستطاع به ضبط أمراض النفس، ولن يتم ذلك إلا ب :

3-1-الاعتراف بعيوب النفس والتعرف عليها:

ويتم ذلك باتباع توجيهات القرآن التي سماها بالبصائر

في قوله تعالى:" قد جاءكم بصائر من ربكم فمن أبصر فلنفسه ..".( الانعام/104.)

فإذا أراد الله بعبده خيرا بصره بعيوب نفسه

ومن كملت له بصيرته لم تخف عليه عيوبه

وإذا عرف عيوبه أمكنه علاجها .

فالانسان يلاحظ كثيرا على غيره

ولكنه لا يجرؤ على النظر في عيوبه، أو يبحث عنها

الكل يرى القذى في عين أخيه ولكنه لا يرى ما في عينيه

ما يحصل للانسان هو نفسه ما يحصل للجمل الذي يرى ما على ظهر أخيه من تقوس واعوجاج

ولكنه لا يعلم أن الاعوجاج عام في بني جنسه .

ولتحقيق هذا الاستبصار وجب سلوك سبيلين :

أ-أن يطلب ذلك بالجد والاجتهاد والاخلاص؛ ولا يتم ذلك إلا بمراقبة من يعلم السر وأخفى

على مستوى القول والفعل والسلوك

مع الاستعانة بمد يد الرجاء الى الله تعالى.

وحتما بهذا الفعل ستكون النتيجة هي الاهداء

لقوله تعالى:" والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ". (العنكبوت/69).

ب-مراقبة أحوال وأقوال وأفعال الآخرين، ليقف على السيء منها فيلحظه في نفسه ليتجنبه

باعتبار تقارب طباع الناس، فيتفقد نفسه ويطهرها في ضوء ما يراه مذموما في غيره .

وقد قيل قديما:" العاقل من اتعظ بغيره. ".

فالاعراض عن معرفة العيوب هو ضعف ونقص وفقدان للشجاعة في مواجهة النفس

ولهذا الاعراض سبب أساسي يوقع فيه وهو :

-اعتقاد الانسان أنه بلغ مرحلة من الصلاح

مع أن كل إنسان معرض للنقصان والخطأ

ورحم الله عمر القائل:"أحب الناس إلي من رفع إلي عيوبي".

الصواعق المحرقة لابن حجر الهيثمي 1/299

3-2-مجاهدة أمراض النفس وأخطائها وصفاتها الذميمة:أخطاء النفس كثيرة

لا يستطيع عاد عدها أو حصرها

وإن كانت الاشارة إليها والتنبيه على أهمها أمر أساسي .

وقد ذكر ابن القيم بعض أخطاء النفس

فقال:" في النفس كبر ابليس، وحسد قابيل، وعتو عاد، وطغيان ثمود، وجرأة نمرود

واستطالة فرعون، وبغى قارون، وقحّة هامان ( أي لؤم )، وهوى بلعام ( عرّاف أرسله ملك ليلعن بني اسرائيل فبارك ولم يلعن )، وحيل أصحاب السبت، وتمرّد الوليد، وجهل أبي جهل.

وفيها من أخلاق البهائم حرص الغراب، وشره الكلب، ورعونة الطاووس، ودناءة الجعل

وعقوق الضب، وحقد الجمل، ووثوب الفهد، وصولة الأسد، وفسق الفأرة، وخبث الحية، وعبث القرد، وجمع النملة، ومكر الثعلب، وخفة الفراش، ونوم الضبع.

الفوائد لابن القيم

والحديث عن كل هذه الأخطاء بالتفصيل يحتاج الى مداد ليس بالقليل

ووقت ليس باليسير وجهد عسير

عسى أن يمن به المولى العزيز الكريم، فنتصدى لها بالتفسير والتعليل.

لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله، فليكن حديثي عن بعضها وأهمها في نظري انطلاقا مما ذكر القرآن .




اخوة الاسلام

اكتفي بهذا القدر علي امل اللقاء بكم
قريبا باذن الله ان قدر لنا البقاء و اللقاء









آخر تعديل *عبدالرحمن* 2020-02-09 في 17:39.
رد مع اقتباس