منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - رمتني بدائها ثم انسلت...لا تعترض
عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-10-03, 12:47   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
جمال البليدي
عضو محترف
 
الصورة الرمزية جمال البليدي
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

سابعا:تهمة الغلو والتشدد:

لا تعترض أيها الحزبي على السلفيين وترميهم بالتشدد لأنهم يدعون الناس إلى توحيد الله الخالص بأنواعه الثلاثة و السنة المطهرة، و يحذرونهم من الشر بشتى أنواعه، ابتداء بالشرك بقسميه، ثم البدع بأنواعها، ثم الكبائر و الصغائر لأن هذه دعوة الأنبياء جميعا


قال تعالى : ( وَلَقَدْ بَعَثْنَا في كُلِّ أُمَّةٍ رََّسُولاً أنِ اعْبُدُواْ اللهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّغُوت) (النحل: 36) . و قال تعالى : (وَمَآ أرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إلا نُوحِى إليهِ أنَّهُ لآ إلَهَ إلا أنَاْ فَاعْبُدُونِ) (الأنبياء: 25).

قال ابن كثير رحمه الله: و كلمهم –الرسل- يدعون إلى عبادة الله و ينهون عن عبادة ما سواه. (1)

و قال الشيخ سليمان بن محمد بن عبد الوهاب و التوحيد - الإلهية - هو أول الدين و آخره و باطنه و ظاهره و هو أول دعوة الرسل و آخرها. (2).

لا تعترض على هذا الذي سيمته تشددا وغلوا ,ومعلوم أن شيوخك الحزبيين والمتصوفة هم المتشددون الغلاة بلا منازع وذلك بإبتداعهم في دين الله عبادات وتأصيلات ما أنزل الله بها من سلطان يفرضونها على عوام المسلمين
فإن اساس منهجها مبتدع و طريقة دعوتهم كذلك ليست على الكتاب و لا على السنة و لستُ ابعد النٌّجْعَةَ إن قلت : إن هذه الحركات الدعوية كحركة الإخوان المسلمين و السرورية والجهاديين والتكفير وغيرها من فرق الضلال تخدم اعداء الإسلام – شعروا بذلك او لم يشعروا- اكثر من خدمتها للاسلام فهي تَهدم من حيث إنها –حسب زعمها – تريد ان تبني ، ذلك لأن اساس بنيانِها فاسد وعلى امور مخالفة للشرع الحنيف.

والله تعالى يقول: ( أفَمَنْ أَّسَّسَ بُنْيَاَنُه على تَقوَى مِنَ اللهِ و رِضْوَانٍ خَيْرٌ اَم مَنْ اَسَّسَ بُنْيَانَهُ على شَفَا جُرُفٍ هارٍ فَانْهَارَ بِهِ في نارِ جَهَنَّمَ) (التوبة : 109)

و قال عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه : و كم من مريد للخير لن يصيبه.(3)

فانظر معي اخي القارئ الكريم إلى حزب الإخوان المسلمين كيف قامت الدولة المسماة زورا بإسرائيل بمدحه، ذلك لأن قادات هذا الحزب قد صدق عليهم قوله تعالى : ( وَ لَن تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ و لا النَّصَرى حَتَّى تّتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) (البقرة : 120) .في قضية استماتتهم في الدعوة للانتخابات و الديمقراطية فحققوا منجزا عظيمًا لليهود بإسم الدين و لا حول و لا قوة إلا بالله، ناهيك عن مدحهم للدستور-أعني دستور الجمهورية اليمنية- و قد احتوى على عدد من المخالفات الشرعية منها إقراره التعددية الحزبية كما هو نص المادة رقم(5) حيث نصت : يقوم النظام السياسي للجمهورية على التعددية السياسية و الحزبية و ذلك بهدف تداول السلطة سلميًّا، و كذلك إقراره العمل بميثاق الأمم المتحدة و الإعلان العالَمي لحقوق الانسان و ميثاق جامعة الدول العربية و قواعد القانون الدولي المعترف بها بصورة عامة كما هو نص المادة رقم(6) من الدستور و غير ذلك من المواد المخالفة للشرع، و لكن ماذا يقال عن هؤلاء الذين يَمدحونه من غير حياء من الله و لا من الشعب اليمني، و قد صرح بالمدح عبد المجيد الزنداني كما في شريطه أدِّ الأمانة و لا تكُ صفرًا حيث قال بالحرف الواحد : حمدًا لله –جل و علا- لقد تيسر لأبناء الشعب اليمني أن يضعوا دستورا ، هذا الدستور هو وثيقة بين الحاكم و المحكوم....لكن هذا الدستور قد ضمن حقائق كثيرة و ضمن حقوقا كثيرة لشعبنا.
قلت : و بناءً على اسنماتتهم في الدعوة إلى النظام الديمقراطي لذا مدحتهم إسرائيل، فقد نشرت جريدة الايام خبرا عن جريدة إسرئيلية اسمها جير سالم بوست قالت : يبدو حقا أن حزب الرئيس علي عبد الله صالح و شريكه الائتلافي سيحتفظان بقوتهما إلا أن الرئيس بالتأكيد يستحق التقدير و المباركة على هذا الأمر حتَّى أن شريكه الإسلامي في الائتلاف (حزب الإصلاح) هو حزب فريد و لا مثيل له في العالم الاسلامي فهو لا يبشر بالاسلام المتسامح و يدعو إلى الديمقراطية فقط بل قد انتقل من المعارضة إلى الخدمة في حكومة ائتلاف و ذلك عبر انتخابات حرة فقط.

قلت : كذلك من الامور المحدثة عند أصحاب الحركات الدعوية المبتدعة ما يسمى بالبيعة الخصة (العهد) و السرية و التنظيم الحزبي و تحويزهم للتحزبات المبتدعة، واستخدامهم و سائل للدعوة محدثة كالأناشيد الصوفية المسماة تَمويهًا بالاناشيد الاسلامية (و التمثيليات البدعية).
أما الكلام حول جماعة التبليغ فحدث و لا حرج فهي جماعة صوفية و بدعها أكثر من أن تحصر، فهي قائمة على أربع طرق صوفية خبيثة و هي : الجشتية ، السهروردية ، القادرية ، و النقشبندية.
و من غلو الصوفية وتشددهم ما قاله البوصيري في قصيدته المسماة ب"البردة" :

يا اكرم الخلق ما لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
و لن يضيق رَسول الله جاهك بي إذا الكريم تحلى باسم منتقم
إن لم يكن في معادي آخذا بيدي فضلا و إلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا و ضرتها و من علومك علم اللوح و القلم

و اظر أخي القارىء إلى حال الإخوان المسلمين و غُلُوِّهِم في حسن البنا حيث قال كامل الشافعي و هو من أوائل الاخوان المسلمين : " حسن البنا يراه الناس ماشياً فيرون مصحفا له قدمان يشهدونه متحدثاً فيشهدون قرآن له لسان و شفتلن، و هكذا حاله إذا أكل أو شرب أو قعد أو قام أو استيقظ أو نام، إسلام أبدا و إيْمان دئماً"(25) .

بل وصل الحال ببعض المنتسبين لحزب الاخوان المسلمين المسمى عندنا تمويهاً ب"التجمع اليمني للإصلاح" إلى أن يغلوا في عبد المجيد الزنداني فقد سمِعتُ شخصا يطريه عند أن كان في مجلس الرئاسة قائلا : إذا نظرت إليه كأنك تنظر إلى عمر بن الخطاب رصي الله عنه و لا حول و لا قوة إلا بالله.
و ليعلم الجميع أن طريقة أهل السنة السلفيين في تمسكهم بالدين بين الإفراط و التفريط فيتبعون و لا يبتدعون و لا يتنازلون عن الشرع، و لكن هناك من الناس من يستغل سماحة الدين يسريته استغلالا غير صحيح فَيُجَوِّزُ لنفسه و لغيره ما هو ممنوع في الشرع بتأويلات فاسدة، بل الأدهى و الأمر أن يقوم بالنكير على من يتمسكون بالدين و يرميهم بالتشدد و ما شابه ذلك من العظائم ، قال تعالى : (فإنها لاَ تَعْمىَ الأبْصَرُ وَ لَكِن تَعْمىَ القُلُوبُ التي في الصُّدُورِ) .

وبهذا يتبين أن الحزبيون وأهل البدع هم المتشددون وهم الغلاة بلا منازع.



---------


1- تفسير القرآن العظيم-(2/589)
2-تيسيرالعزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد- (ص 36)