منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الخروج على الحاكم
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-06-11, 15:29   رقم المشاركة : 45
معلومات العضو
احمد الصادق
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










افتراضي

الحلقة الثانية من :
إبطال استدلال خوارج العصر بشبهة خروج الحسين وأهل المدينة ، وخروج ابن الأشعث ، على جواز الخروج على الحكام الظالمين

أما فتنة ابن الأشعث فمآلها يغني عن حكاية أحوالها ، فقد قتل بسببها مائة وعشرون ألف نفس من المسلمين وسُجِنَ ثمانون ألفا منهم ثلاثين ألف امرأة حسبما ذكر في بعض كتب التاريخ
ومات ( ابن الأشعث ) قائدها منتحراً بعد أن كان قائد جيش الجهاد الذي وقف على حدود رتبيل ملك الترك يفتح البلاد باسم الإسلام ، فترك الجهاد وولى وجهه قبل المسلمين.
فهل يَسْتَدِّل من كان لديه مسكة من عقل أو غير متبع لهواه على من يحرم الخروج على حكام المسلمين بالنصوص الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بفعل ابن الأشعث على جواز الخروج بعد أن رأى مآل ابن الأشعث وهو الانتحار وقتل هذا العدد من المسلمين ؟
الجواب متروك لهم ولأتباعهم المخدوعين فيهم
فترك ابن الأشعث ومن معه الجهاد في سبيل الله وعاد يقاتل لعزل الحجاج ، فَهَزمَ الحجاجَ في موقعتين ، حتى ارسل الخليفة عبد الملك بن مروان أخاه عبدالعزيز بن مروان وابنه الوليد بن عبدالملك يفاوضون ابن الاشعث ومن معه ، وقبل بعزل الحجاج وتولية ابن الأشعث مكانه ، وقبل ابن الاشعث في بادئ الامر ، فهاج الهمج الرعاع من جيش ابن الأشعث وهتفوا بخلع الخليفة واستجاب لهم ابن الأشعث ، كعادة الناس في الفتن ، إذا اقبلت لا يستطيع أحد دفعها ولا توقع نتائجها ولا تقلب قلوب من يخوضون فيها.
ولنترك إماماً من أئمة المسلمين وعلمائهم يحدثنا عن حاله بعدما خاض هذه الفتنة ألا وهو الإمام الشعبي رحمه الله :
(للخوارج ومهيجي الفتن ودعاة الثورات )
"الإمام الصالح الثقة الإمام الشعبي يعتذر للحجاج الظالم الفاجر لخروجه عليه فى فتنة إبن الأشعث "
فهل يعتذر الدعاة الذين أيدوا الخروج وقالوا إنَّه ليس خروجاً طالما لم يكن مسلحاً ، مع أننا مازلنا نحصد ثماره إلى اليوم من الاغتيالات والتكفير والتفجير ، فصاروا من الخوارج القعدية الذين يزينون للناس الخروج ولا يخرجون.
ارأيت ياشيخ وحيد بالي !!!!
ماذا يقول ابن كثير عن ابن الأشعث ، الذي تستدل بفعله على جواز الخروج على الحكام الظالمين ؟
ارأيت ياشيخ وحيد بالي !!!!
كيف يعلمنا أئمة الهدى مثل الشعبي حتى في أخطائهم نتعلم منهم ، لأنهم إذا تبين لهم الحق ، لم يصروا على مافعلوا وهم يعلمون ، ولا يستنكفون على الاعتراف بالخطأ ولا يستكبرون.
أرأيت ياشيخ وحيد بالي ، يامن كنت تهدد بمئات الآلاف في الميادين في ساعة الصفر ، فما رأينا إلا صفرآ بدون ساعة ، وكنت أول الهاربين لما بدأ الضرب ، كما هرب ابن الأشعث وترك جيشه وراءه لما هُزِمَ الجَمعُ وولَّوُوا الدبر ، فهربت انت ومن معك من الشيوخ وتركتم شباب المسلمين الذين غررتم بهم وخدعتموهم ، يقابلون الدبابات بصدورهم العارية ومعظمهم عزل إلا من كان منهم منتميا لتنظيم فكان مسلحاً بخرطوش أو سكينة أو عصا أو حجارة في مقابل الدبابات ، لأنهم يظنون أن فعلهم جهاد وأن قتلهم شهادة في سبيل الله ، بفضل تحريضكم والأحلام الوردية التي رسمتموها في خيالاتهم بالهتاف بين يديك "قادم قادم يا إسلام" و" الشهيد حبيب الله"
قال ابن كثير :
هرب ابن الأشعث بعد أن أثار فتنة أهلكت الحرث والنسل فقتل من أتباعه من قتل، وأسر كثير منهم، فقتلهم الحجاج بن يوسف، وهرب من بقي منهم.
ومنهم عامر الشعبي الإمام الثقة، فأمر الحجاج أن يؤتى بالشعبي فجيء به حتى دخل على الحجاج.
قال الشعبي: فسلمت عليه بالإمرة، ثم قلت:
أيها الأمير، إن الناس قد أمروني أن أعتذر إليك بغير ما يعلم الله أنه الحق، ووالله لا أقول في هذا المقام إلا الحق، قد والله تمردنا عليك وحرضنا، وجهدنا كل الجهد، فما كنا بالأتقياء البررة، ولا بالأشقياء الفجرة، لقد نصرك الله علينا، وأظفرك بنا، فإن سطوت فبذنوبنا، وما جرت إليك أيدينا، وإن عفوت عنا فبحلمك، وبعد فالحجة لك علينا.
فقال الحجاج لما رأى اعترافه وإقراره: أنت يا شعبي أحب إلي ممن يدخل علينا يقطر سيفه من دمائنا، ثم يقول ما فعلت ولا شهدت، قد أمنت عندنا يا شعبي.
ثم قال الحجاج: كيف وجدت الناس بعدنا يا شعبي ؟ وكان الحجاج يكرمه قبل دخوله في الفتنة.
فقال الشعبي مخبراً عن حاله بعد مفارقته للجماعة: أصلح الله الأمـير ؛ قد اكتحـلت بعدك السـهر !! واستـوعرت السـهول !! واستجلـست الخوف !! واستحليت الهم !! وفقدت صالح الإخوان !! ولم أجد من الأمير خلفاً !!
فقال الحجاج: انصرف يا شعبي، فانصرف آمنا.
انتهى من البداية والنهاية
أبوعاصم السمان










رد مع اقتباس