السلام عليكم وصح صيامكم وتقبل الله قيامكم. ككل سنة قررت وزارة التربية هذه السنة تكريم التلاميذ المتفوقين فى شهادة البكالوريا برحلة سياحية الى تركيا او ماليزيا حسب اختيارهم. وكما جرت العادة يستفيد منها على غرار الطلبة ( بصحتهم ) مدراء التربية فى 20 ولاية وكانهم هم الذين تعبوا مع هؤلاء المتفوقين من الطلبة وابدلوا مجهوداتهم طول السنة الدراسية رغم ان الكثير منهم يجهلون ما يدور فى كواليس مدرياتهم. ان الجديد هذه المرة هو تكريم بعض الاداريين ايضا كمدراء الثانويات المتفوقة علما بان اغلبيتهم لا يعرفون ما يجرى فى مؤسساتهم بسبب اهمالهم لمسؤولياتهم والامبالاة وغيرها. ومن بين المستفيدين ايضا ممثلى اولياء التلاميذ الذين لا يعرفون سوى متابعة عيوب الاساتذة وكثيرا ما يشنون الحرب ضدهم. والى جانب هؤلاء نجد ايضا ممثلى النقابات التى اصبح شغلها الشاغل هو " التشيات " للحكومة لتنال مصالحها الخاصة الضيقة متناسية الدفاع عن الموظفين وحقوقهم. واخيرا اسفادة بعض الاساتذة وخاصة المقربين من الادارة بعيدا عن الكفاءة والتميز داخل المدرسة. اننا نقول لهذه الوزارة الوصية بركات من هذه السياسة واللعب بالمال العام لان هذا لا يخدم التربية فى شىء. فى الحقيقة ومن باب المنطق ان اول من يكرم فى قطاع التربية هو هذا الاستاذ المسكين الفقير الذى هو الركيزة الاساسية فى التعليم وهو الذى يفنى عمره من اجل العلم والمعرفة لتحقيق مثل هذه النتائج فى اخر السنة و لانه ايضا هو اول من يتعب طول السنة الدراسية. اما البقية الاخرى من المستفيدين المذكورين اعلاه فلا علاقة لهم لا بالتلاميذ ولا بهذه النتائج لا من بعيد ولا من قريب. نحن الاساتذة فى الميدان نستغرب فى مثل هذه القرارات الفوقية ولنا الحق ان نتساءل لماذا لا تكرم هذه الوزارة كل اساتذة اقسام الامتحانات المختلفة وبدون استثناء فى الابتدائى والمتوسط والثانوى على ان يكون التكريم بسيط وداخل الوطن وباقل التكاليف على خزينة الدولة حتى يتعرف ابناؤنا بمعية الاساتذة على بلدهم الجزائر الذين يجهلونه قبل التعرف على البلدان الاخرى التى لا تهمهم ولا تفيدهم فى شىء على ان يكون التكريم عبارة عن عطلة مدفوعة التكاليف للاستاذ وعائلته بالمركبات السياحية الجزائرية المنتشرة هنا وهناك فى شمال الجزائر لمدة 15 يوما لان اغلبية الاساتذة لا يعرفون مثل هذه العطل الت تقضى فى المركبات السياحية لانها ليست فى متناولهم. وبهذا نكون قد خلقنا جوا تنافسيا بين الاساتذة والمدارس عبر الولايات عكس ما يجرى اليوم فى مؤسساتنا التى نجد فيها تهرب بعض الاساتذة سامحهم الله من تدريس الاقسام النهائية خوفا من عواقب الامتحانات فى اخرالسنة وخاصة بعد ان اصبحت الوزارة تتوعد بشن عقوبات ضد الاساتذة الذين لا يتحصلون على نسب عالية فى الامتحانات وخاصة البكالوريا.
فى الاخير ارجوا من اخوانى الاساتذة ابداء بارائهم حول الموضوع. شكرا مسبقا والسلام عليكم.