وعليكم السّلام ورحمة الله وبركاته
سعيدة بمرورك الطّيّب أختي صمت الأمل ، وأعتذر لتأخّر الردّ ، وأنا أواجه صعوبات الأنترنيت للدخول إلى هنا هذه الأيّام .
بارك الله فيك على هذه المداخلة القيّمة ، وأقاسمك الرأي في أنّ الفتاة المسلمة فيما مضى كانت تُهيّأ من قِبَل أمّها سواء للبيت الزوجي أو لارتباطها مع علاقات جوارية أو مع الناس خارج البيت ، إذ أنّ الأمّ كانت تضع على عاتقها مسئولية ترى ثقلها ولكن ، دائمًا كانت على استعداد تام لزرع أحسن البذور في قلب ابنتها وعقلها حتّى تحصد أصلح الأخلاق والأعمال ، فتكبر الفتاة وهي تعلم ماهي الخطوط العريضة التي رسمتهم لها أمّها في صغرها ، فتكمل المشوار وتتمّ ما هيّأته لها الأم الصالحة ، التي كانت تنشد طريقًا سويًّا لابنتها يسدّدها فيه المولى عزّوجلّ ،
امرأة تبني نفسها ومَن حولها بقواعد سليمة وراسخة في أسرة ومجتمع يمجّد دين الآباء والأجداد الصّالحين المصلحين .
امرأة برسالة مزدوجة ، تبني مطبخًا لذيذًا ومأوًى صالحًا ، واستقرارًا مستمرًا بإذن الله لأفراد عائلتها ،
امرأة وإن لم تكن قد تعلّمت في المدارس ، وأمّها الصّالحة كانت مدرستها الأساسية التي أرست فيها ...بتوفيق الله.. دعائم القوّة والمََنَعة لأمّة الإسلام التي تحتاج إلى نفوس قويّة وعزائم صلبة ، وعقائد صحيحة ، تسير بها نحو توحيد الله في الأرض ، وإرضاخ كلّ ما في الكون إلى مايريده منه الله سبحانه .
أسأل الله أن يهيّء للأمّة نساءًا صالحات متفقّهات في دينهنّ ودنياهنّ ، يلدن رجالاً يُعَوّل عليهم في المستقبل ، يبنون مجتمعات سليمة الشخصيات ، تنهض بالأمّة نحو السؤدد والعلوّ والرّشاد ,
وصلّ اللّهمّ وسلّم على محمد النبي الأميّ وعلى آله ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدّين ,
وسبحانك اللّهمّ وبحمدك أشهد أن لاإله إلاّ أنتَ أستغفرك وأتوب إليك