2020-12-28, 14:41
|
رقم المشاركة : 11
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
|
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مَــاريَـا 04
السلام عليكم
لي استفسار ، بخصوص قضية الروح و النفس
هل الروح هي نفسها النفس ؟
أم أن النفس شيء و الروح شيء آخر ؟
جزاكم الله خيرا
|
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
النفس المدبرة للبدن هي الروح المنفوخة فيه
فنفس آدم وجدت فيه عند نفخ الروح فيه
ولكن لفظ " النفس " يطلق باعتبار
ولفظ " الروح " يطلق باعتبار آخر .
قال شيخ الإسلام رحمه الله
كما في "مجموع الفتاوى" (9/289) :
"وَالرُّوحُ الْمُدَبِّرَةُ لِلْبَدَنِ ، الَّتِي تُفَارِقُهُ بِالْمَوْتِ :
هِيَ الرُّوحُ الْمَنْفُوخَةُ فِيهِ
وَهِيَ النَّفْسُ الَّتِي تُفَارِقُهُ بِالْمَوْتِ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا نَامَ عَنْ الصَّلَاةِ:
( إنَّ اللَّهَ قَبَضَ أَرْوَاحَنَا حَيْثُ شَاءَ ، وَرَدَّهَا حَيْثُ شَاءَ )
وَقَالَ لَهُ بِلَالٌ: ( يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِي أَخَذَ بِنَفْسِك )
وَقَالَ تَعَالَى: ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ
فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ
وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) .
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ
وَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ: يَقْبِضُهَا قبضين: قَبْضُ الْمَوْتِ
وَقَبْضُ النَّوْمِ ، ثُمَّ فِي النَّوْمِ يَقْبِضُ الَّتِي تَمُوتُ
وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
حَتَّى يَأْتِيَ أَجَلُهَا وَقْتَ الْمَوْتِ.
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ إذَا نَامَ :
( بِاسْمِك رَبِّي وَضَعْت جَنْبِي وَبِك أَرْفَعُهُ
إنْ أَمْسَكْت نَفْسِي فَاغْفِرْ لَهَا وَارْحَمْهَا
وَإِنْ أَرْسَلْتهَا فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَك الصَّالِحِينَ ) .
وَقَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ: أَنَّ الشُّهَدَاءَ جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ
فِي حَوَاصِلِ طَيْرٍ خُضْرٍ ، تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ
ثُمَّ تَأْوِي إلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ .
وَثَبَتَ أَيْضًا بِأَسَانِيدَ صَحِيحَةٍ:
أَنَّ الْإِنْسَانَ إذَا قُبِضَتْ رُوحُهُ ، فَتَقُولُ الْمَلَائِكَةُ :
( اُخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الطَّيِّبَةُ
كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الطَّيِّبِ
اُخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيًّا عَنْك ) .
وَيُقَالُ : ( اُخْرُجِي أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْخَبِيثَةُ
كَانَتْ فِي الْجَسَدِ الْخَبِيثِ
اُخْرُجِي سَاخِطَةً مَسْخُوطًا عَلَيْك ) .
وَفِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: ( نَسَمَةُ الْمُؤْمِنِ : طَائِرٌ
تَعْلُقُ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ
ثُمَّ تَأْوِي إلَى قَنَادِيلَ مُعَلَّقَةٍ بِالْعَرْشِ ) ؛ فَسَمَّاهَا نَسَمَةً.
وَكَذَلِكَ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ ، حَدِيثِ الْمِعْرَاجِ:
أَنَّ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ قِبَلَ يَمِينِهِ أَسْوِدَةٌ
وَقِبَلَ شِمَالِهِ أَسْوِدَةٌ ؛ فَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ يَمِينِهِ ضَحِكَ
وَإِذَا نَظَرَ قِبَلَ شِمَالِهِ بَكَى
. وَأَنَّ جِبْرِيلَ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
هَذِهِ الْأَسْوِدَةُ نَسَمُ بَنِيهِ: عَنْ يَمِينِهِ السُّعَدَاءُ
وَعَنْ يَسَارِهِ الْأَشْقِيَاءُ .
وَفِي حَدِيثِ عَلِيٍّ:
( وَاَلَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ وَبَرَأَ النَّسَمَةَ ) .
وَفِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ:
( إنَّ الرُّوحَ إذَا قُبِضَ تَبِعَهُ الْبَصَرُ ) .
فَقَدْ سَمَّى الْمَقْبُوضَ وَقْتَ الْمَوْتِ
وَوَقْتَ النَّوْمِ : رُوحًا ، وَنَفْسًا.
وَسَمَّى الْمَعْرُوجَ بِهِ إلَى السَّمَاءِ : رُوحًا ، وَنَفْسًا.
لَكِنْ يُسَمَّى نَفْسًا بِاعْتِبَارِ تَدْبِيرِهِ لِلْبَدَنِ
وَيُسَمَّى رُوحًا بِاعْتِبَارِ لُطْفِهِ
فَإِنَّ لَفْظَ " الرُّوحِ " يَقْتَضِي اللُّطْفَ
وَلِهَذَا تُسَمَّى الرِّيحُ : رُوحًا.
وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الرِّيحُ مِنْ رُوحِ اللَّهِ )
أَيْ مِنْ الرُّوحِ الَّتِي خَلَقَهَا اللَّهُ
فَإِضَافَةُ الرُّوحِ إلَى اللَّهِ : إضَافَةُ مِلْكٍ
لَا إضَافَةُ وَصْفٍ ؛ إذْ كَلُّ مَا يُضَافُ إلَى اللَّهِ :
إنْ كَانَ عَيْنًا قَائِمَةً بِنَفْسِهَا
فَهُوَ مِلْكٌ لَهُ . وَإِنْ كَانَ صِفَةً قَائِمَةً بِغَيْرِهَا
لَيْسَ لَهَا مَحَلٌّ تَقُومُ بِهِ : فَهُوَ صِفَةٌ لِلَّهِ." . انتهى .
ثم قال رحمه الله ( 9/294 ) :
" لَفْظُ " النَّفْسِ "
: يُعَبَّرُ بِهِ عَنْ النَّفْسِ الْمُتَّبِعَةِ لِهَوَاهَا
أَوْ عَنْ اتِّبَاعِهَا الْهَوَى
بِخِلَافِ لَفْظِ " الرُّوحِ "
فَإِنَّهَا لَا يُعَبَّرُ بِهَا عَنْ ذَلِكَ
إذْ كَانَ لَفْظُ " الرُّوحِ " لَيْسَ هُوَ بِاعْتِبَارِ تَدْبِيرِهَا لِلْبَدَنِ
. وَيُقَالُ النُّفُوسُ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ:
وَهِيَ " النَّفْسُ الْأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ "
الَّتِي يَغْلِبُ عَلَيْهَا اتِّبَاعُ هَوَاهَا
بِفِعْلِ الذُّنُوبِ وَالْمَعَاصِي
. وَ" النَّفْسُ اللَّوَّامَةُ " وَهِيَ الَّتِي تُذْنِبُ وَتَتُوبُ
فَعَنْهَا خَيْرٌ وَشَرٌّ ؛ لَكِنْ إذَا فَعَلَتْ الشَّرَّ تَابَتْ وَأَنَابَتْ
فَتُسَمَّى لَوَّامَةً ، لِأَنَّهَا تَلُومُ صَاحِبَهَا عَلَى الذُّنُوبِ
وَلِأَنَّهَا تَتَلَوَّمُ ، أَيْ تَتَرَدَّدُ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ.
وَ" النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ "
وَهِيَ الَّتِي تُحِبُّ الْخَيْرَ وَالْحَسَنَاتِ
وَتُرِيدُهُ ، وَتُبْغِضُ الشَّرَّ وَالسَّيِّئَاتِ
وَتَكْرَهُ ذَلِكَ ، وَقَدْ صَارَ ذَلِكَ لَهَا خُلُقًا وَعَادَةً وَمَلَكَةً.
فَهَذِهِ صِفَاتٌ وَأَحْوَالٌ لِذَاتٍ وَاحِدَةٍ
وَإِلَّا فَالنَّفْسُ الَّتِي لِكُلِّ إنْسَانٍ : هِيَ نَفْسٌ وَاحِدَةٌ
وَهَذَا أَمْرٌ يَجِدُهُ الْإِنْسَانُ مِنْ نَفْسِهِ." .
|
|
|