السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
و استكمال لما سبق شرحه و توضيحة
أرواح الأحياء تتلاقى في النوم
فيمكن أن ينام الحي فتلقى روحه
روح حي مثله نائم .
وكذلك يمكن أن تتلاقى أرواح الأحياء في اليقظة
فتلقى روح المؤمن روح المؤمن ، وتتعارفان
وتتوادان ، وتتآلفان
فروى مسلم (2638)
عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنْه
أن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قال:
( الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ
وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ).
وروى أحمد (6636)
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
( إِنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ تَلْتَقِي عَلَى مَسِيرَةِ يَوْمٍ
مَا رَأَى أَحَدُهُمْ صَاحِبَهُ قَطُّ ) .
وصححه الشيخ أحمد شاكر
وقال محققو المسند : حديث حسن .
وروى ابن عبد البر في " التمهيد " (17/ 437)
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود قَالَ :
" الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ تَتَلَاقَى فِي الْهَوَاءِ فَتَتَشَامَّ
كَمَا تَتَشَامُّ الْخَيْلُ ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ
وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ ".
وحقيقة مقابلة الروح الروح لا يعلمها إلا الله
والعلم في باب الروح قليل
قال تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي
وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ) الإسراء/ 85
وينبغي على المسلم الانشغال بما هو أنفع له
في أمر دينه عن هذه المسائل التي تخص الروح وغيرها
مما لم يؤت الإنسان فيها من العلم إلا القليل .
وينبغي أن يعلم أن الرؤى والأحلام
لا ينبني عليها شيء من الأحكام ،
فقد تكون الرؤيا صادقة
وقد تكون من تلاعب الشيطان بابن آدم
وقد تكون بسبب حديث النفس
فيموت للمسلم قريب فينشغل به فيراه في نومه .
وعلى المسلم أن يتقي الله في صحوه
ولا يبالي بما يراه في منامه
وقد قال هشام بن حسان:
" كان ابن سيرين يسأل عن مائة رؤيا
فلا يجيب فيها بشيء إلا أنه يقول:
اتق الله وأحسن في اليقظة
فإنه لا يضرك ما رأيت في النوم
وكان يجيب في خلال ذلك
ويقول: إنما أجيب بالظن
والظن يخطئ ويصيب "
انتهى من "بهجة المجالس" (ص 203) .
والله تعالى أعلم .