منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مواقف من إيثار الصحابة والسلف الصالح
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-06-11, 12:54   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
seifellah
عضو متألق
 
الصورة الرمزية seifellah
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز مميزي الأقسام 
إحصائية العضو










افتراضي

نماذج من إيثار التابعين وأتباعهم من السلَّف الصالح

10- قال أبو حازم سلمة بن دينار الأعرج -أحد التابعين: «لقد رأيتُنا في مجلس زيد بن أسلم أربعين فقيهًا أدنى خصلة فينا التواسي بما في أيدينا، وما رأيت في مجلسه مُتمارين ولا مُتنازعين في حديث لا ينفعُنا». [سير أعلام النبلاء 5/ 316].



11- وعن عطاء الخراساني: «أن امرأة أبي مسلم الخولاني -أحد كبار التابعين الزهاد- قالت: ليس لنا دقيق. فقال: هل عندكِ شيء؟ قالت: درهم بعنا به غزلاً. قال: ابغينيه وهاتي الجِرَاب. فدخل السوق فأتاه سائلٌ وألحَّ، فأعطاه الدرهم وملأ الجِرَاب نُشارة مع تراب، وأتي وقلبُه مرعوب منها، وذهب ففتحته، فإذا به دقيق حُوَّاري فعجنت وخبزت. فلما جاء ليلاً، وضعتْه، فقال: من أين هذا؟ فقالت: من الدَّقيق، فأكل وبكى» [رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق 27/ 215].



12- وقال الهيثم بن جميل: «جاء فُضيل بن مرزوق وكان من أئمة الهدى زُهدًا وفضلاً إلى الحسن بن حيٍّ، وكان لا يأتيه ولا يعلمه أنه ليس عنده إلا عند ضيق شديد فيخبره، فأتاه فأخبره أنه ليس عنده شيء. فقام الحسن فأخرج ستَّة دراهم، وأخبره أنه ليس عنده غيرها، فقال: سبحان الله ليس عندك غيرها وأنا آخذها!؟ فأبى الحسن ابن حيٍّ إلا أن يأخذها كلها، وأبى فضيل بن مرزوق حتى ناصفه، فأخذ ثلاثة، وترك ثلاثة» [رواه المزي في تهذيب الكمال 23/ 308].



13- وقال الخلال: حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، قال: قال أبو سعيد بن أبي حنيفة المُؤدِّب: «كنت آتي أباك -يعني أحمد بن حنبل- فرُبَّما أعطاني الشيء وقال: أعطيتك نصف ما عندنا؛ فجئت يومًا فأطلت القعود، فخرج ومعه أربعة أرغفة فقال: يا أبا سعيد، هذا نصف ما عندنا. فقلت: يا أبا عبد الله، هذه الأربعة الأرغفة أحبُّ إليَّ من أربعة آلاف من غيرك» [رواه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد بن حنبل، ص 324].



14- وعن يحيي بن هلال الورَّاق قال: «جئت إلى محمد ابن عبد الله بن نُمير -أحد أئمة الحديث الثقات- فشكوت إليه، فأخرج إليَّ أربعة دراهم أو خمسة دراهم، وقال: هذا نصف ما أملك. قال: وجئت مرَّةً إلى أبي عبد الله أحمد بن حنبل فأخرج إليَّ أربعة دراهم، وقال: هذه جميع ما أملك» [رواه ابن الجوزي في مناقب الإمام أحمد، ص 325].



15- وقال يوسف بن بهلول: حدثنا يعقوب بن شيبة السَّدوسي قال: «أظلَّ العيدُ رجلاً، وعنده مائة دينار لا يملك سواها، فكتب إليه صديق يسترعي منه نفقة، فأنفذ إليه بالمائة دينار، فلم ينشب أن ورد عليه رقعة من بعض إخوانه يذكر أنه أيضًا في هذا العيد في إضاقة، فوجَّه إليه بالصُّرَّة بعينها. قال: فبقي الأوَّل لا شيء عنده، فاتَّفق أنه كتب إلى الثالث وهو صديقه يذكر حاله، فبعث إليه الصُّرَّة بختمها. قال: فعرفها، وركب إليه، وقال: خبِّرْني، ما شأن هذه الصُّرَّة؟ فأخبره الخبر، فركبا معًا إلى الذي أرسلها، وشرحوا القصة، ثم فتحوها واقتسموها. قال يوسف ابن البهلول: الثلاثة هم: يعقوب بن شيبة، وأبو حسان الزِّيادي، وآخر نسيته» [ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء 11/ 498، وقال: إسنادها صحيح].



16- وعن عون بن عبد الله قال: «ظلَّ رجلٌ صائمًا في عام سنة، فابتُلي بسائل عند فطره وقد أُتِي بقُرْصين له؛ فألقى إليه أحدهما، ثم قال: ما هذا بمُشْبِعه ولا هذا بمُشْبِعي، ولأن يشبعَ واحد خيرٌ من أن يجوع اثنان. فألقى إليه الآخر، فلما أن آوي إلى فراشه؛ أتاه آتٍ في منامة، فقال: سَلْ ما شئت. فقال: المغفرة. فقال: قد فعل الله بك ذلك؛ فسَلْ غير هذا. فقال: أسأل أن يُغاث الناس» [رواه الدينوري في المجالسة 3/ 47 رقم 650].
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.









رد مع اقتباس