منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حُسْنُ الْخُلُقِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-02-28, 05:48   رقم المشاركة : 296
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

أسباب دنو الهمة

1- المعاصي:

إن المعاصي أحد أسباب انحطاط الهمم

إذ كيف ينطلق الإنسان إلى المعالي وهو مكبل بالشهوات

مثقل بالذنوب، منهك القوى بالمعاصي

يقول ابن قيم الجوزية:

(فالذنب يحجب الواصل، ويقطع السائر

وينكس الطالب، والقلب إنما يسير إلى الله بقوته

فإذا مرض بالذنوب ضعفت تلك القوة التي ستسيره

فإذا زالت بالكلية انقطع عن الله

انقطاعًا يبعد تداركه، فالله المستعان)


[2824] ((الجواب الكافي)) (73).

2- الخوف والهم والحزن:

وهذه الثلاثة من الآفات التي توهن الهمة، وتضعف العزيمة

وتدفع إلى الفتور

ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرًا

ما يستعيذ بالله منها، فيقول:

(( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن

والعجز والكسل، والبخل والجبن

وضلع الدين وغلبة الرجال


[2825] رواه البخاري (2893).

[2826] انظر: ((الرائد.. دروس في التربية والدعوة))

لمازن الفريح (4/272).


(فاستعاذ من ثمانية أشياء، كلُّ اثنين منها قرينان

فالهم والحزن قرينان وهما من آلام الروح ومعذباتها

والفرق بينهما أن الهم توقع الشر في المستقبل

والحزن التألم على حصول المكروه

في الماضي أو فوات المحبوب

وكلاهما تألم وعذاب يرد على الروح

فإن تعلق بالماضي سمي حزنًا

وإن تعلق بالمستقبل سمي همًّا)


[2827] ((بدائع الفوائد)) لابن القيم (2/207).

3- الغفلة:

الغفلة من أسباب ضعف الهمة

فكيف يرتقي الإنسان معالي الأمور

وهو في غفلة عن مصالحه وأسباب سعادته

والغفلة والجهل قرينان

فـ(شجرة الغفلة تُسْقَى بماء الجهل

الذي هو عدو الفضائل كلِّها.

هل علمتم أمة في جهلها
ظهرت في المجد حسناءَ الرداء؟

قال عمر رضي الله عنه: الراحة للرجال غفلة.

وقال شعبة بن الحجاج:

لا تقعدوا فراغًا فإنَّ الموت يطلبكم.

وسئل ابن الجوزي:

أيجوز أن أفسح لنفسي في مُباح الملاهي؟

فقال: عند نفسك من الغفلة ما يكفيها)


[2828] ((علو الهمة)) لمحمد إسماعيل المقدم (337).

4- إهدار الوقت:

فالوقت هو رأس مال الإنسان

فإذا أهدره فهو في الحقيقة يضيع عمره، فيبوء بالخسران

وما أفدحها من خسارة

فينبغي تجنب (إهدار الوقت الثمين

في الزيارات والسمر وفضول المباحات:

قال - صلى الله عليه وسلم: ((نعمتان مغبون

فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ)).


أخرجه البخاري (6412)

والوقت أنفس ما عُنيت بحفظه
وأراه أسهلَ ما عليك يضيع

(ويقول الفضيل بن عياض:

أعرف من يَعُدُّ كلامه من الجمعة إلى الجمعة.

ودخلوا على رجل من السلف، فقالوا: لعلنا شغلناك؟

قال: أصدقكم، كنت أقرأ فتركتُ القراءة لأجلكم.

وجاء عابدٌ إلى السَّرِيِّ السَّقَطي

فرأى عنده جماعة

فقال: صِرتَ مُناخَ البطالين! ثم مضى ولم يجلس.

وقعد جماعة عند معروف الكرخي، فأطالوا

فقال: إن مَلَك الشمس لا يفتر عن سوقها

فمتى تريدون القيام؟)


[2829] ((علو الهمة)) لمحمد إسماعيل المقدم (335).

5- الوهن:

(وهو كما فسره رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:

((حب الدنيا، وكراهية الموت)


[2830] رواه أبو داود (4297)

أمَّا حب الدنيا: فرأس كلِّ خطيئة كما في الحكمة المشهورة

وهو أصل التثاقل إلى الأرض

وسبب الاستئسار للشهوات، والانغماس في الترف

والتنافس على دار الغرور التي:

تفانى الرجال على حبِّها
وما يحصلون على طائل

(يقول -أي ابن الجوزي- واعلم أنَّ زمان الابتلاء

ضيف قِراهُ الصبر، كما قال أحمد بن حنبل:

إنما هو طعام دون طعام، ولباس دون لباس

وإنها أيام قلائل، فلا تنظر إلى لذة المترفين

وتَلَمَّحْ عواقبهم، ولا تضق صدرًا بضيق المعاش

وعلل الناقة بالحدْو تسِرْ:

طاوِلْ بها الليلَ مالَ النجمُ أم جَنحَا
وماطِلِ النومَ ضَنَّ الجَفْنُ أمْ سَمَحا

فإن تَشَكَّتْ فَعَلِّلْها المجَرَّةَ مِن
ضوءِ الصباحِ وعِدْها بالرواحِ ضحَى

... وأما كراهية الموت فثمرة حب الدنيا

والحرص على متاعها مع تخريب الآخرة

فيكره أن ينتقل من العمران إلى الخراب

قال الطغرائي مبينا

أثر حب السلامة في الانحطاط بالهمة:

حبُّ السلامة يثني عزم صاحبه
عن المعالي ويغري المرء بالكسل)


[2831] ((علو الهمة)) لمحمد إسماعيل المقدم (ص 332) بتصرف.

و لنا عودة من اجل استكمال شرح

خُلُقِ عُلُو الهِمَّة









رد مع اقتباس