صاحب الموضوع بلغ به الإفلاس إلى درجة أن حبك لنا مشهدا خياليا وتفنن في إخراجه مفاده أن الوزارة كانت ضحية مؤامرة وبأنها بريئة ومسكينة و مغلوبة على أمرها لأنها حاولت توفير كل شيء لأجل انجاح عملية التكوين غير أن هجوم جيوش التاتار عليها من الأساتذة يتقدمهم ممثلوهم من نقابة الاينباف كسروا مشروعها النهضوي و الحضاري وأغرقوه في الوحل وهي التي اجتهدت في إعداده لأجلهم كي تخرجهم من أوحال الجهل و ترتقي بهم إلى مصاف المجتمعات الراقية المثقفة المتحضرة من حاملي الشهادات العليا على غرار زملائهم الأساتذة الجدد أو أساتذة الثانوي فماكان عليها و هي العبد الضعيف سوى أن تستسلم وترضخ لهمجيتهم و تغض الطرف عن غشهم و موبقاتهم فسمحت لهم بذلك مكرهة ...
صاحب الموضوع يريد أن يقفز بنا على الحقيقة الساطعة المتمثلة في كون الوزارة لها السلطة التامة و تملك كل الوسائل القانونية والردعية لإيقاف الغش و ردع الغاشين و السيطرة على الأمور وأنها لو أرادت ذلك فعلا لفعلت و لضربت الغش و الغاشين بيد من حديد دون أن تلتفت لأحد أو أن تبالي بردة فعل أي طرف كان : فالذي يريد النجاح بجهده له ذلك و من لا يريد فليضرب رأسه على الحائط و سيكون العقاب حليفه ..والكل يعلم بأن الرأي العام سيقف حتما إلى جانبها إن هي كرست هذا المبدأ الذي مفاده : أن القانون يعلو على الجميع و لا يعلى عليه ...ولكن هيهات فهي على العكس من ذلك تواطئت إن لم نقل خططت لذلك بأن صمتت وخرست عمدا وتقمصت دور الشيطان الأخرس تسهيلا للغش بهدف الإسراع في تمرير مشروعها النهضوي بكل براغماتية فالغاية عندها لا تكمن في تحقيق مخرجات نوعية من هذا التكوين لأن التكوين بالنسبة لها شكلي ..إنما الغاية تكمن في تحقيق كمّ الأرقام البشرية و المالية التي رصدتها في إحصاءاتها المعدة سلفا ....ثم أينكر صاحب الموضوع بأن هذا ديدن الوزارة وموقفها الثابت في جميع الإمتحانات و المسابقات : السكوت عن الغش و التستر عن الغشاشين و البزناسين داخل القطاع ؟؟؟؟