منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - موضوع مميز فـــــوائد فـــــقهية وعــــــــقدية .......(متجدد)
عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-07-10, 14:22   رقم المشاركة : 1134
معلومات العضو
اسماعيل 03
مشرف منتديات الدين الإسلامي الحنيف
 
الصورة الرمزية اسماعيل 03
 

 

 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

نصيحةٌ لمَنْ وَقَع في بعض الشركيات

السؤال:
بعضُ الإخوةِ لهم مشاكلُ مع أهليهم مِنَ الآباء والأمَّهات والأعمام والعمَّات وغيرِهم مِنَ الأولياء، مِنْ ناحيةِ أنهم يَقَعون في الشركِ الأكبر مِنْ: دعاءِ غيرِ الله، والاستغاثةِ بغيره، والتوكُّلِ على غيره، وسبِّ الله تعالى وسبِّ دِينه ونحوِ ذلك، ولا يقبلون منهم النصيحةَ، فبِمَ تنصحهم؟ علمًا أنه قد وَقَع ـ جرَّاءَ ذلك ـ فتنةٌ عظيمةٌ بين هؤلاءِ الإخوةِ وأهاليهم. وجزاكم الله خيرًا.
الجواب:
الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فالمشرك شركًا أكبرَ يَستحِقُّ البغضَ في الله والبراءَ المُطْلَقَ الذي لا محبَّةَ فيه ولا موالاةَ؛ لأنَّ عقيدةَ الولاءِ والبراءِ أوثقُ عُرَى الإيمان، وهي الصِّلَةُ التي على أساسها يقوم المجتمعُ المسلم، وهي لازمٌ مِنْ لوازم الشهادة وشرطٌ مِنْ شروطها، قال تعالى: ï´؟لَّا تَجِدُ قَوغ،مظ—ا يُؤغ،مِنُونَ بِظ±للَّهِ وَظ±لغ،يَوغ،مِ ظ±لغ،أظ“خِرِ يُوَاظ“دُّونَ مَنغ، حَاظ“دَّ ظ±للَّهَ وَرَسُولَهُغ¥ وَلَوغ، كَانُوظ“اْ ءَابَاظ“ءَهُمغ، أَوغ، أَبغ،نَاظ“ءَهُمغ، أَوغ، إِخغ،وَظ°نَهُمغ، أَوغ، عَشِيرَتَهُمغ،ï´¾ [المجادلة: ظ¢ظ¢]، وقال صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»(ظ،)، وقد أَمَر اللهُ تعالى نبيَّه صلَّى الله عليه وسلَّم أَنْ يتبرَّأ مِنْ أفعالِ عشيرته وصنيعهم إِنْ خالفوا أَمْرَه فقال تعالى: ï´؟وَأَنذِرغ، عَشِيرَتَكَ ظ±لغ،أَقغ،رَبِينَ ظ¢ظ،ظ¤ وَظ±خغ،فِضغ، جَنَاحَكَ لِمَنِ ظ±تَّبَعَكَ مِنَ ظ±لغ،مُؤغ،مِنِينَ ظ¢ظ،ظ¥ فَإِنغ، عَصَوغ،كَ فَقُلغ، إِنِّي بَرِيظ“ءظ‍ مِّمَّا تَعغ،مَلُونَ ظ¢ظ،ظ¦ï´¾ [الشُّعَراء].
غير أنَّ التبرُّؤ مِنْ أفعالهم القبيحة لا يعني الإساءةَ لهم بالأقوال والأفعال، وإنما الواجبُ على المسلم تُجاهَ ذويه وآبائه وأقاربه أَنْ يدعوَهم إلى اللهِ تعالى بالحسنى؛ لقوله تعالى: ï´؟فَذَكِّرغ، إِن نَّفَعَتِ ظ±لذِّكغ،رَىظ° ظ©ï´¾ [الأعلى]، وأَنْ يَبَرَّ أبويه ولو كانا مُشرِكَيْنِ، ولا يُفارِقَهما، بل يُصاحِبُهما في الدنيا بالمعروف؛ لظاهرِ ما نصَّتْ عليه الآيةُ في قوله تعالى: ï´؟وَإِن جَظ°هَدَاكَ عَلَىظ°ظ“ أَن تُشغ،رِكَ بِي مَا لَيغ،سَ لَكَ بِهِغ¦ عِلغ،مظ‍ فَلَا تُطِعغ،هُمَاغ– وَصَاحِبغ،هُمَا فِي ظ±لدُّنغ،يَا مَعغ،رُوفظ—اï´¾ [لقمان: ظ،ظ¥]، وحكمُ الأقارب كحكم الأبوين في ذلك: فيجب ـ في حقِّهم ـ الصِّلَةُ والنفقةُ والإحسان؛ لعمومِ قوله تعالى: ï´؟وَظ±عغ،بُدُواْ ظ±للَّهَ وَلَا تُشغ،رِكُواْ بِهِغ¦ شَيغ،‍ظ”ظ—اغ– وَبِظ±لغ،وَظ°لِدَيغ،نِ إِحغ،سَظ°نظ—ا وَبِذِي ظ±لغ،قُرغ،بَىظ° وَظ±لغ،يَتَظ°مَىظ° وَظ±لغ،مَسَظ°كِينِ وَظ±لغ،جَارِ ذِي ظ±لغ،قُرغ،بَىظ° وَظ±لغ،جَارِ ظ±لغ،جُنُبِ وَظ±لصَّاحِبِ بِظ±لغ،جَنغ¢بِ وَظ±بغ،نِ ظ±لسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتغ، أَيغ،مَظ°نُكُمغ،ï´¾ [النساء: ظ£ظ¦]، ولا ينبغي أَنْ يبلغ الإحسانُ إليهم حدَّ النصرةِ للكفر وأهلِه والتأييدِ لهم، وخاصَّةً إذا كانوا مُحارِبين للدِّين؛ فإنَّ هذا محرَّمٌ ـ شرعًا ـ قد يَصِلُ إلى حدِّ الكفر بالله تعالى، قال سبحانه: ï´؟وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمغ، فَإِنَّهُغ¥ مِنغ،هُمغ،ï´¾ [المائدة: ظ¥ظ،]، وعليه أَنْ يَتَّخِذَ ـ في دعوته لهم ـ أسلوبَ اللين، وأَنْ يبتعد عن الغلظة في الدعوة والشدَّةِ المنفِّرة؛ لقوله تعالى: ï´؟ظ±دغ،عُ إِلَىظ° سَبِيلِ رَبِّكَ بِظ±لغ،حِكغ،مَةِ وَظ±لغ،مَوغ،عِظَةِ ظ±لغ،حَسَنَةِغ– وَجَظ°دِلغ،هُم بِظ±لَّتِي هِيَ أَحغ،سَنُï´¾ [النحل: ظ،ظ¢ظ¥]؛ فإنَّ هذا الأسلوبَ الدعويَّ المُنتهَجَ مِنْ أهمِّ أسبابِ انتفاعِ عوامِّ الناس بدعوةِ الدُّعَاة وبإرشادهم وتوجيهاتِهم، وقَدْ قال صلَّى الله عليه وسلَّم: «لَأَنْ يَهْدِيَ اللهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ»(ظ¢).

موقع الشيخ فركوس حفظه الله









رد مع اقتباس