منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - دروس في الحماية المدنية
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-05-20, 14:42   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
yacine414
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B9 التربية المدنية ةو الأخلاقية

الشخصيــة الوطنيــة
تمهيد :
إن موضوع الشخصية الوطنية يكتسي أهمية كبيرة لما يتضمنه من مقومات أساسية لكيان المجتمع و مميزاته الخاصة . إن إدراك المجتمع لمقومات الشخصية الوطنية و تمسكه بها يمهد له طريق التقدم و النجاح و يكسبه طابعا خاصا يساهم بمقتضاه في تنمية تراثه الثقافي الحضاري و الإنساني كما يؤدي إلى زيادة وعيه و يحقق له مزيدا من التفتح في إطار الأصالة .
مفهوم الشخصية :
يرجع مصطلح الشخصية إلى أصل الكلمة اللاتينية " برسونا " و معناه الوجه المستعار أو القناع الذي يضعه الممثل على وجهه قصد تمثيل الشخصية التي يلعب دورها و يعنى مصطلح الشخصية عند علماء النفس بدراسة التراكيب و العمليات النفسية الثابتة التي تنظم الخبرة الإنسانية و تشكل أفعال الفرد و إستجابته للبيئة التي يعيش فيها أما عند علماء الإجتماع فيرون أن الشخصية هي مفتاح التفاعل الإجتماعي و مكوناتها تقوم على أسس ثقافية و إجتماعية لهذا كانت دراسة الشخصية لا يمكن أن تكون كاملة بدون دراسة الثقافة فهي التي تصب هذا التفاعل في قوالب معينة و المجتمع هو المكان الذي يتم فيه هذا التفاعل.
إن المفهوم الواسع للشخصية هو مجموع الملفات و الخصائص الجسمية و العقلية و الوجدانية المتفاعلة مع بعضها البعض عند الفرد و التي تبين قدراته و ميوله و منحنى إستجاباته و إنتباهاته .
و الشخصية الوطنية من هذا المنظور هي ذلك الكيان المتكون من تفاعل المقومات الأساسية التي هي عبارة عن خصائص و مميزات يتصف بها الشعب الواحد دون غيره من الشعوب كاللغة المشتركة و التاريخ و الوطن الواحد و الوحدة الدينية و المذهبية و الثقافة المشتركة إلى غير ذلك من المميزات و الصفات التي تدخل في تكوين الشخصية الوطنية تجعلها ذات طابع خاص و مميز .
مفهوم المقومات الأساسية للشخصية الوطنية :
يقصد بالمقومات الأساسية للشخصية الوطنية تلك الروابط عميقة الجذور التي تشكل القاسم المشترك بين أفراد المجتمع و التي تميزه عن شخصيات المجتمعات الأخرى .
أهم المقومات الأساسية للشخصية الوطنية :
أبرز المقومات الأساسية للشخصية الوطنية هي :
- الوطن الواحد
- اللغة الوطنية المشتركة ( الرسمية )
- التاريخ المشترك
- الدين الواحد





الشخصيـة الوطنيـة ( تابـع )
1- الوطن الواحد :
الوطن بمفهومه العلمي هو إقليم الدولة الذي يوجد فيه المقر القانوني للأشخاص الذين يحملون جنسية هذا الوطن فيتعلقون به ماديا و معنويا
و يؤكد علم الإجتماع أن الإستقرار في بقعة معينة لمدة طويلة من شأنه أن يعزز الروابط بين الأفراد و يؤدي إلى تبادل المنافع و تفاعل المشاعر و الأحاسيس و إحتكاك الآراء و الأفكار و تبادل وجهات النظر في مختلف المشاكل المطروحة و من ثم تنشأ الرابطة القومية بينهم و يتعزز روح التضامن الإجتماعي بين أفراد الشعب الواحد للقيام بالإلتزامات و الواجبات الوطنية و مواجهة المخاطر المحتملة التي قد تهدد الوطن
2- اللغة الوطنية المشتركة :
تشكل اللغة إحدى المقومات الأساسية للشخصية في أداة التعلم و التثقيف و التواصل و التخاطب و التكافل بين أفراد المجتمع و إنها الدعامة الأساسية في تكوين الأمة و تقوي الروابط التي تؤدي إلى التماسك الإجتماعي . إن عبقرية فكر الأمة يكمن في مدى إتقانها للغتها و إستخدامها إياها في ميادين العلم و الحياة فهي ليست مجرد وسيلة تخاطب بل هي جزء من مركبات الأمة .
3- التاريخ المشترك :
التاريخ المشترك هو إحدى المقومات الأساسية للشخصية الوطنية و هو ذاكرة الشعوب و سجل ماضيها و ديوان أمجادها و رمز بطولات أبنائها عبر الأزمنة فالشعب الذي يجمعه تاريخ مشترك تتوثق بين أفراده الروابط الروحية و المعنوية و تجمع بينهم مشاعر الإعتزاز بمآثر الأباء و الأجداد و يبرز من خلال كل هذا الطابع الخاص لأصالة هذا الشعب و كيانه الحضاري المتميز .
4- وحدة الدين و العقيدة :
الدين هو قوام الحياة الروحية للأفراد و مصدر التآلف و التعاطف و التماسك بين أفراد المجتمع الواحد و هو العامل الذي يطبع أعضاء الشعب و الأمة بالصفات الخاصة التي تساهم بقسط كبير في تكوين الجانب البسيكولوجي للشخصية الوطنية التي تصدر عنها إتجاهات تبين مدى قوتها و إتزانها إن الدين رغم إختلاف المفكرين حول إعتماده كمفهوم أساسي من مقومات الشخصية الوطنية كمقوم أساسي من مقومات الشخصية الوطنية فهو بدون شك عامل من عوامل تماسك و قوة المجتمع ذلك إن توفرت الوحدة الدينية و الروحية في وطن واحد يجعل قيام الوحدة بين أبنائه سهل التحقيق و سواء إعتبرنا الدين من المقومات الأساسية أم لا فإن الحقيقة التاريخية تفرض علينا الإقتناع بأن الدين الإسلامي الحنيف كان مقوما هاما من مقومات الشخصية الوطنية في المجتمعات الإسلامية على الخصوص ، فالإسلام هو القوة الروحية و محور الإلهام الذي تجتمع حوله الأمة العربية في وحدة متضامنة و حضارة واحدة و القرآن الكريم هو الذي حفظ اللغة العربية من الإنحلال إلى لهجات عربية متباينة و بذلك عمل على إبقاء وحدة الثقافة . الدين الإسلامي في الجزائر يعتبر مقوما أساسيا للشخصية الوطنية الجزائرية .



الخلاصة :
يرجع مصطلح الشخصية إلى الكلمة اللاتينية " برسونا " التي تعن بالوجه المستعار أو القناع و يقصد بمصطلح الشخصية عند علماء الإجتماع مفتاح التفاعل الإجتماعي و تقوم مكوناته على أسس ثقافية و إجتماعية و يني هذا المصطلح بمفهومه الواسع ذلك الكيان المتكون من تفاعلات المقومات الأساسية التي هي عبارة عن خصائص و مميزات يتصف بها الشعب دون غيره من الشعوب كاللغة و الدين و الوطن و التاريخ المشترك .


































القيــم الأخلاقيــة
أهداف القيم الأخلاقية :
القيم الأخلاقية تعتمد على الإرادة و معنى القيم هي كل ما له قيمة و وزن ، أما الأخلاق فهي سلوك صالح لفعل الخير يقوم به الفرد نحو نفسه و مجتمعه و الوسائل التي تدعم و تقوي القيم الأخلاقية هي تهذيب الإرادة أي ترويض و تدريب تلك القوى الفاعلة في الإنسان و التي تسمى ( الإرادة ) لأن كل عمل يدعو إلى الخير ينبغي أن تصحبه إرادة قوية تبرز هذا العمل إلى الوجود . و القيم الأخلاقية تتطلب فعل الخير نحو الإنسان و المجتمع و تذهب إلى أبعد من ذلك فالثقافة و الحضارة حقيقتان لا تنهضان إلا على الأخلاق . و لهذا نجد أن الحضارة الإسلامية ظلت راسخة رغم قوى العدوان التي تعرضت لها عكس الحضارات و الثقافات الأخرى التي إندثرت كالحضارة الغربية الحالية التي طبعها التفسح الخلقي و التي يتنبأ لها بالزوال.
القيم الأخلاقية تقتضي من الإنسان أن يؤدي واجباته بكل أمانة نحو نفسه و تسمى واجبات فردية و نحو أسرته و تسمى واجبات عائلية و نحو مهنته و تسمى واجبات مهنية و نحو مواطنيه و تسمى واجبات إجتماعية و نحو وطنه و تسمى واجبات وطنية و الفائدة من أداء هذه الواجبات المتعددة هو ضمان القيم و العدالة الإجتماعية و التضحية الوطنية و تقوية الروابط و التعاون بين المواطنين .
معنى القيم :
كل ما هو موجود له قيمة فالأشياء التي خلقها الله لم تخلق عبثا فقيمة الكائن يمكن أن تكون حقيقة كالأشياء التي نلمسها أو كالأشياء الخيالية الخيرية التي نتمناها أو إيجابية كالأشياء التي ننتفع بها في حياتنا أو سلبية كالأشياء التي لا ننتفع بها أو تضرنا في حياتنا و عليه فإن إكتساب قيمة ما معناه الإرتقاء على ذلك الجذب الذي نحس به شرط أن تكون هذه القيمة إيجابية أو حقيقية .
و الإرتقاء إلى قيمة من هذا النوع لا يمكن أن تتم إلا بالمجهود الذي نبذله و الطاقة التي نستعملها و الإرادة التي نملكها و نطوعها إذن فإن القيم الأخلاقية هي مجموعة من الصفات التي نتحلى بها و الأعمال التي نقوم بها لكي نحصل على فائدة و هذه غاية لا تنال بالكسل و التخاذل
القيم الأخلاقية تنهض على فعل الخير و فعل الخير هو العمل الذي يطابق القواعد و المعايير و القوانين و النظم القائمة في المجتمع .
القيم الأخلاقية للعون :
إن فعل الخير بالنسبة للعون هو العمل الذي يتجلى في إمتثاله للأوامر و في إستقامته الخلقية و سيرته الحميدة و أعماله النزيهة التي يشرف بها الحماية المدنية . و فعل الخير هو ما يوحي به الضمير الأخلاقي الفردي و الجماعي .
الضمير الأخلاقي الفردي :
يعتمد قبل كل شيء على الضمير الأخلاقي الجماعي و يتطلب من الفرد أكثر مما يتطلبه منه القانون و هو يسمو بصاحبه من الخلق.


الضمير الأخلاقي الجماعي :
يتمثل في كل المعايير و القوانين و القواعد التي يضعها المجتمع و التي يجب الإمتثال لها لأنها تنطبق على الجميع و الضمير الأخلاقي الجماعي ثابت لا يتغير فقد يطلب منا المجتمع القليل و لكن الضمير يدفعنا لبذل الكثير .
مراحل إكتساب الضمير الأخلاقي :
الأخلاق تكتسب في إطار العائلة بمعرفة ما هو :
- المباح
- المحرم
- العدل
- الخير
- الشر
و ما يطابق القواعد الإسلامية و يطابق المجتمع الإسلامي كما أن سيرة الأباء تساهم في تكوين هذا الضمير الأخلاقي
الأخلاق تكتسب في المدرسة :
بواسطة التعليم الذي يتلقاه الشخص في المدرسة و بمجالسة الناس الفضلاء الذين لهم سيرة حميدة .
الأخلاق تكتسب بممارسة المهنة :
- بالمحافظة على الوقت
- بإستخدام الضمير في أداء المهام
- بروح التعاون و الصداقة التي يتصف بها الشخص نفسه
- بالأخلاق و العمل على زيادة المردود و الإنتاج
في الميدان العمومي :
بواسطة الوعي في أداء الواجبات الوطنية .

الآفـات الإجتماعيـة و طـرق محاربتهــا
مقدمة :
يعيش المجتمع الجزائري فسادا في بنيته الإجتماعية نتيجة ضياع القيم الأخلاقية و الروحية التي كانت سائدة في المجتمع سابقا الحاجز المنيع في وجه هذه الإغراءات ، إلا أن الملاحظ في السنوات الأخيرة أن هناك آفات إجتماعية بدأت تظهر في المجتمع خاصة في فئة الشباب التي تمثل الشريحة العريضة في مجتمعنا فبرزت قيم و ظواهر دخيلة على المجتمع تدل على إختلاف بين في المعايير الأخلاقية و عن حالة غير طبيعية في المجتمع .
تعريف الآفات الإجتماعية و العوامل المسببة :
و إذا أردنا تعريف الآفات الإجتماعية فهي ممارسات و مظاهر و سلوكات شاذة منافية للقيم الأخلاقية و الدينية و التشريعية للمجتمع و هي أحد أخطر الأمراض التي تؤدي بها إلى التفسخ و الإنحلال و تتمثل خطورتها في عدواها و تفشيها السريع بين أفرد المجتمع و كذا فعاليتها الفتاكة .
و عند دراسة العوامل التي أفرزت هذا الوضع الجديد فيمكن القول أن هناك عوامل مباشرة و أخرى غير مباشرة ساهمت في ظهور هذه الآفات فمن بين العوامل المباشرة نجد على سبيل المثال : النزوح الريفي ، سوء الأحوال المعيشية ، البطالة ، الطفولة المهمشة ، إستعمال العنف ، التقليد الأعمى و الإنجذاب نحو الغرب ، إنفصام الروابط العائلية . فهذه الأمراض و السلوكات الشاذة التي بدأت تنخر قوى المجتمع أما فيما يخص العوامل غير المباشرة فمن الملاحظ أن إنطلاق المجتمع الجزائري غداة الإستقلال بمشروع تربوي ثقافي لا يدعم المقومات الأساسية للمجتمع و كذلك الوضعية الجغرافية للجزائر التي تجعل منها نقطة عبور نظرا لموقعها الإستراتيجي و الحساس و تلاقي لمختلف الحضارات و التيارات المختلفة ساهم بقسط أوفر في إفراز هذه الظواهر المنافية لقيم المجتمع .
التأثير السلبي لهذه الآفات في الفرد و المجتمع و الحماية المدنية :
هذه الصور مختصرة أدت إلى وجود هذه الآفات الإجتماعية عندنا و بالتالي إنتشارها و وجودها في الهيئات و المؤسسات و بما أن الحماية المدنية هيئة شبه عسكرية جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع فطبيعي جدا أن يكون مرآة عاكسة لما يحدث في المجتمع الكبير بحيث أن بعض هذه الآفات وجدت طريقها إلى صفوف الحماية المدنية من جراء العلاقة المتبادلة بينها و بين المجتمع و من أهم الآفات التي تفشت بين أفراد الحماية المدنية نذكر : شرب الخمر ، تعاطي المخدرات ، الشذوذ الجنسي ، ... إلخ و مما لا شك فيه أن هذه الآفات لها تأثير سلبي سواء على مستوى المؤسسة شبه العسكرية بصفتها إحدى الركائز الأساسية في الدولة نظرا لمهمتها الدائمة و المتمثلة في المحافظة على الأرواح و الممتلكات .
و من هنا نتساءل كيف يمكن للحماية المدنية التي أوكلت إليها كل هذه المسؤوليات و المهام أن تقوم بدورها إذا تفشت في أوساطها عدوى الآفات المذكورة آنفا مع العلم أن التأثير السلبي لهذه الظواهر يلتمسها الفرد المجند بحيث أن شر ظاهرة المخدرات و التي تحمل الإنتحار البطيء و الموت النفسي و الخلقي لصاحبها فنرى أن متعاطي المخدرات غالبا ما يكون متجردا من أي وازع أخلاقي و رادع ديني يبعده عن إرتكاب فعل من أجل الحصول عليها فيكون مسلوبا من إنسانيته و شخصيته ضعيف الإرادة و العزيمة فاقد للتوازن النفسي و الإجتماعي غارقا في أحلامه الوردية غير عابئ بالواقع و مستلزماته أما الشذوذ الجنسي فعلاوة على طابعه اللاأخلاقي يحمل في طياته عدة أمراض قاتلة : كالزهري و مرض فقدان المناعة (
السيدا ) و هو مرض عجزت بشأنه البحوث العلمية و كذلك الأمر بالنسبة لآفة شرب الخمر فإنها تفقد الإنسان وعيه و إتزانه و تجره نحو إرتكاب أفعال شنيعة و خطيرة ترمي به إلى التهلكة و ذلك تحت تأثير الخمر فلا هو دارك و لا متحكم في أفعاله و دوره لا يملك السيطرة على نفسه و غير مبال بما قد يتعرض له ( الموت ، السجن ، الطلاق ، ... إلخ )
فتأثير هذه الآفات الإجتماعية على صحة المجند ينعكس سلبيا على قدراته الذهنية و الفكرية و بالتالي تسوء طريقة أدائه لعمله و تقل مردوديته النفعية في إطار تواجده بالحماية المدنية بالإضافة إلى مرارة الشعور بالإحباط و الفشل نتيجة الحصار و النبذ المفروضين عليه من طرف المجتمع و القانون .
و لعل الإنعكاس السلبي لهذه الآفات على المجتمع الكبير و الصغير ( الحماية المدنية ) أدهى و أمر فإذا سرت هذه السلوكات المرضية في أوساط أقعدته عن مواكبة الركب الحضاري فيصاب بالجمود و يفقد الحركة و النشاط كما أن هذه الآفات أصبحت تعتمد كأسلحة إستراتيجية لتدمير كيان أي أمة من طرف مصالح الجوسسة و المخابرات الأجنبية .
و منه فالحماية المدنية بصفتها تشكل مجتمعا مصغرا للمجتمع الكبير و تستمد منه طاقتها البشرية بمختلف فئاتها التي تحمل معها همومها و مشاكلها خيرها و شرها فيحدث التفاعل و يتأثر بكل المتغيرات الحاصلة في المجتمع ، الوسط العسكري و المتمثلة أساسا :
- ضغط التكوين الديني و الأخلاقي في الوسط المدني
- إنتشار ظاهرة البطالة و التسرب المدرسي في سن مبكرة و الشعور بعدم الإهتمام المحيط بها
- إنعدام التكافؤ الإجتماعي لإحتواء فئات الشباب
- عدم الإهتمام بالمجندين و دراسة سلوكهم و أخلاقهم
- صعوبة التأقلم مع الحياة العسكرية خاصة في المناطق المنعزلة مثل آفلو
- المعاملة القاسية للمجند و شعوره بالإضطهاد و الظلم و الإنتقاص من كرامته
- البعد السكني لبعض المجندين عن الأهل و الأقارب يجعلهم يهربون من الواقع و يلجئون إلى تناول المخدرات أو الكحول
هذه بصفة موجزة لبعض الظروف التي تجعل الحماية المدنية كمؤسسة شبه عسكرية متفاعلة مع المجتمع تصاب بهذه الآفات المخلة بالقيم الأخلاقية و الروحية و الإجتماعية لأمتنا و منه فالتأثير يظهر جليا في :
- إضمحلال قوة الحماية المدنية و تماسكها يمنعها من القيام بمهمتها النبيلة
- اللامبالاة و الفتور في العمل
- إنعدام الطاعة و الإنضباط و إختلاف المشاكل
- إنعدام الضمير المهني في الحفاظ على العتاد و التجهيزات
- بث روح التفرقة و العصيان
هذا جانب يمكن أن يحدث داخل الحماية المدنية فيجعلها غير قادرة على أداء مهامها و لا الصمود أمام أي صعاب أو محن قد تواجهها .

طرق العلاج :
إن إنتشار هذه الآفات و سرعة تفشيها يستوجب الطرح الفوري لها كإحدى الأولويات فيتم تناولها بطريقة موضوعية و هذا بوضع إستراتيجية واضحة إلى جانب التنسيق مع الجهات المعنية ( المدرسة ، الصحة ، المراكز ، ... إلخ ) فطرح طرق العلاج يكون ضمن تصور شامل لمكافحة هذه الآفات حتى تجدي نفعا فلا بد من تحسيس الرأي العام بخطورة هذه الآفات لكي نضمن مشاركة واسعة لجميع الشرائح أما على مستوى الحماية المدنية فيمكننا طرح الطرق و الآليات التالية :
- إستغلال الوسائل السمعية البصرية في هذا المجال ( أشرطة الفيديو ، تعرض أشرطة علمية و صحية تبين مضار و مخاطر هذه الآفات سواء على الفرد أو المجتمع )
- ضرورة تواجد أخصائي نفساني في الثكنات و مراكز التدريب ليتكفل بمشاكل المجندين و يساعدهم في مواجهة الصعاب
- الإهتمام بالمجندين الجدد و توفير الظروف الملائمة لإستقبالهم حتى لا يسقطوا في فخ الإحباط النفسي
- تشجيع الجانب الديني و الأخلاقي لدى الأفراد
- الأخذ بعين الإعتبار الحالة المدنية للمجند ( عازب أو متزوج ) خاصة فيما يتعلق بالتسريحات
- محاربة كل الظواهر السلبية لدى القادة ( الشتم ، القذف ، الضرب ) التي من شأنها أن تمس مشاعر المجندين و كرامتهم .
- تشجيع المبادرات الفردية و تدعيمها كالأنشطة الثقافية ( المسرح ، غناء ، تأليف ، ... إلخ )
إلا أن هذه الطرق تكون دون جدوى إذا إنقطعت سيرتها بالمجتمع الكبير لذا فالبرنامج يجب أن يكون شاملا و كليا يبدأ من الأسرة و المدرسة بإدراج مادة التربية الحسنة في البرنامج كمادة علمية تتكفل بالطفل و تمكنه من تفادي بعض الأخطاء و بالتالي حتى لا يصبح موضوع الجنس مثلا موضوعا يجذب المراهقين فقط و يحيطونه بالسرية و التكتم فيقعون في الخطأ ، كذلك دروس في التربية الصحية تبرز الأخطار الناجمة عن تعاطي المخدرات و تناول الكحول كما لا ننسى دور وسائل الإعلام المسموعة و المرئية و المقروءة في تحسيس المجتمع بخطورة هذه الآفات من خلال عرض أشرطة أفلام و كذلك إنشاء جمعيات متخصصة لمكافحة مثل هذه الأمراض و تتكفل بالمصابين و تشرف على علاجهم كما أن إعتماد الجانب الديني و الخلقي في تربية ناشئة لها أثرها الطيب في شخصية الفرد .
إلا أن طرق العلاج لا تكون فعالة إلا بإستئصال الداء من جذوره كالقضاء على البطالة و الحد من التسرب المدرسي و فتح مراكز التكوين المهني و بكلمة واحدة التخفيف من وطأة الأزمة الإقتصادية و العودة إلى القيم الأخلاقية و الروحية التي فقدت مقارنة بالماديات فقط تناسيا الجانب المعنوي و الروحي للمجتمع .
الخلاصـــة :
و خلاصة القول أن هذه الآفات الأخلاقية ظواهر و سلوكات موجودة في المجتمع فلا بد إذن من العناية الفائقة بالفرد المكون لهذا المجتمع من الناحية الأخلاقيـة و الدينيـة توازنا مع الناحيـة المادية و الإقتصادية و لعل خير ما نختم به درسنا قول الله عز و جل : " و تلقوا بأنفسكم إلى التهلكة ... "





المسؤوليــة و الواجـب
مقدمة :
المسؤول هو الذي يتحمل مسؤولية في إطار معين بتكليف من السلطة الأعلى في تسيير إدارة أو قيادة جماعة معينة
القيام بالمسؤولية و شروطها :
إن المسؤول لما يصبح مسؤولا إذا توفرت فيه شروط نذكر منها : الكفاءة و القدرة في إتقان العمل و الوفاء و التضحية و الإخلاص و التجربة و قد بينت التشريعات الحديثة مسؤوليات و واجبات الأفراد و وضعت مقاييس و معايير على أساسها تسند المسؤوليات لأفراد المجتمع حيث إذا قام بها الإنسان على أحسن ما يرام يكون قد قدم أعمالا جليلة لأفراد المجتمع و الوطن ، إذن فالمسؤولية ليست هي التسابق و التكالب على المراكز و الوظائف الإجتماعية أو التطلع إلى المكافآت و إنما هي التضحية و الوفاء و أن يكون المطلع بها في مستوى الثقة التي وضعتها فيه الأمة .
إن المسؤولية تكليف و ليست تشريف فهي بذلك تعني الثقة الكاملة لتأدية الواجبات و العمل المتواصل في خدمة الوطن و المجتمع و الوقوف بصرامة و في وجه الشغب و الإنحراف و التهاون و التواكل و المحسوبية و المحاشاة و غير ذلك من التصرفات المنافية لكل القيم و المبادئ . كما أن المسؤولية توجب علينا محاربة الأعمال الشنيعة و الأمراض الخبيثة في المجتمع كالتملص من العمل و التردد في إتخاذ القرارات و مسايرة الإشاعات المزيفة كما توجب المسؤولية على المكلف بها الجدية في أداء العمل و القدرة في إتخاذ القرارات الصائبة و التخلص من سياسة التماطل و الإتكال و التهاون و شعاره بذلك قوله عز و جل : " و قل إعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله و المؤمنون و ستردون إلى عالم الغيب و الشهادة فينبؤكم بما كنتم تعملون " صدق الله العظيم
و المسؤولية تجرنا بالضرورة إلى الحديث عن الواجب و العمل اللذان يعتبران عنصران أساسيان في تكوين المسؤولية فالأول هو شريان حياتها و قلبها النابض و هذا ما أشار إليه الدستور حينما حدد بصفة عامة الواجبات الملقاة على عاتق كل مواطن و من ضمن ما جاء فيه ما يلي :
01- على كل شخص إحترام الدستور و الإمتثال لقوانين الجمهورية و تنظيماتها و لا يعذر أحد بجهل القانون .
02- يجب على كل مواطن أن يحمي بعمله و سلوكه الملكية العمومية و مصالح المجموعة الوطنية ويعمل حسب قدراته لرفع مستوى معيشة الشعب.
03- إلتزام المواطن إزاء الوطن و مساهمته في الدفاع عنه من واجباته الدائمة .
04- على كل مواطن حماية و صيانة الإستقلال الوطني و سيادته و سلامة ترابه .
05- على كل مواطن أن يتحلى بالإنضباط المدني و يحترم حقوق الآخرين و حريتهم و كرامتهم .
أما عن العنصر الثاني للمسؤولية و هو العمل فيعتبر الركيزة الأساسية و عاملا فعالا في تقدم الوطن و إزدهاره كما يعد شرف الإنسان و غايته التي وجد من أجلها و وسيلة للكسب و الإرتزاق و لا ننسى أن مجتمعنا كغيره من المجتمعات قد مر بأزمة إقتصادية خانقة فرضتها القوى الإمبريالية على الدول الفقيرة و إنطلاقا من سياسة الدولة الحاثة على الإعتماد على النفس و من ديننا الحنيف الحاث على العمل و الإجتهاد و الماقت الخمول و الكسل لذا يتوجب علينا أن نعمل بدون هوادة من أجل تحقيق غايتنا و هي الوصول إلى مجتمع جزائري متقدم و مزدهر و ينعم أفراده بالإستقلال التام و قادرا على مواجهة
كل التحرشات و التكالبات مهما كان مصدرها شعارها بذلك حديث الرسول صلى الله عليه و سلم : " من عمل منكم عملا فليتقنه " صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم
الخاتمة :
من واجب كل فرد مسؤول أن يحس بالمسؤولية الملقاة على عاتقه و أن يعمل بجد و إجتهاد في حدود صلاحيته المخولة له من طرف القانون و أن يكون هذا الجهد نابعا من القلب النابض يحب الوطن مصداقا لقول الرسول الكريم صلى الله عليه و سلم :" من غشنا فليس منا " صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم و يتحقق كل هذا إذا تمتع كل فرد بالوعي التام و اليقظة الدائمة و التشبع بروح الأمة التي تنبع من مبادئنا الإسلامية السامية و التي تقول في هذا الباب :
" كلكم راع و كل راع مسؤول عن رعيته " صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم

العــدل و الشـرف
تعريف العدل :
هو المضاد للظلم و الجور و العادل هو المنصف في الجزاء لتحقيق المساواة و الإستقامة .
معنى العدل :
للعدل معاني عديدة منها : أنه ضد الظلم و منها المساواة التي لا إستغلال فيها و لا محاباة فالعدل إذن هو الإستقامة في السلوك و الإستحقاق في التعامل لقوله تعالى : " كونوا قوامين بالقسط شهداء و لو على أنفسكم ... " صدق الله العظيم .
إن من شروط العدل أن يتنزه الإنسان عن الإعتبارات الشخصية و المحاباة و يمكن النظر إلى العدل من ناحيتين هما :
1- ناحية الأفراد :
و هي أن نعطي كل ذي حق حقه دون تمييز أو محاباة و دون إعتبار لحبه أو كرهه أو منفعته .
2- ناحية المجتمع :
و يعني أن المجتمع لا يكون عادلا إلا إذا توفر على نظم و قوانين دقيقة تنظم الحياة و تسهل لكل فرد من أفراده عملية الترقية النفسية و السمو بإستعداداته .
مشكلة العدالة كثيرا يعتقد الناس أن العدل في المساواة و الظلم في عدمه فالناس خلقوا متساوين يقول سيشرون : " الناس سواء و ليس شيء أشبه من شيء من الإنسان "
و يقول هوفر : " لقد سوت الطبيعة بين الناس في قواهم الجسمية و العقلية و كل الناس أحرار ومتساوين و إخوة و لكن نرفض فكرة المساواة لأن الناس بطبيعتهم مختلفون و متفاوتين في القدرات بل علينا أن نراعي هذه التفاوتات في القدرات فمنهم الغبي و الحاذق و الأبله و القوي و عليه فمن الظلم أن يسوى بينهم في كل شيء "
بل علينا أن نراعي هذا التفاوت في الإستحقاق و التكليف و في المسؤوليات و قد ميز أرسطو ثلاثة أنواع من العدل :
1- العدل في المبادلة
2- العدل في القصاص ( الجرم و العقاب ) تساوي الناس أمام القانون
3- العدل في التوزيع و يقوم على الإستحقاق
و الجهد في هذا النوع كما تراعى فيه الكفاءات و الجهود و مدى نفع أعمال الإنسان للمجتمع و أن يكون مبدأ التكافؤ و مبدأ الإستحقاق و الكفاءة . إذن فالعدل معناه إزالة العوامل المصطنعة و المظالم الآثمة و الفروق الواسعة التي تنشأ بطرق غير شرعية ثم إعطاء فرصة لكل شخص كان محروم منها . لذا فإن هذه الفرصة تتيح مجال الإنطلاق في العمل المشروع ليبذل كل جهده في ظل تكافئ الفرص .
الشـرف :
تعريف :
هو العلو و المجد لقول المتنبي :
إذا أغمـرت فـي الشـرف المأمــوري فلا تقنـع بمـا دون النجــوم


و هو يعني كذلك علو الحسب و المكانة العالية المشرفة في المجتمع .
إن صفة الشرف جامعة لكل الفضائل الحسنة كالصدق و الشجاعة ، الصراحة و قول الحق و الشعور بالمسؤولية و الإهتمام بأداء الواجب و الطموح إلى معالي الأمور و الثقة بالنفس و الآخرين و ما إلى ذلك من مكارم الأخلاق لذا وجب علينا أن نتصف بهذه الصفاة و نؤدي واجبنا بشرف و إفتخار و إعتزاز حتى يعلو شأننا أمام الآخرين .
الخاتمة :
إن الإنسان بطبعه يحب العدل و الشرف و يسعى إليهما دائما إبتداءا من صورته البسيطة كالإحسان إلى من أحسن إلينا و كف الأذى و هما من المبادئ و القيم الحميدة لذا علينا أن نتصف بها حتى تستقيم الحياة و تزدهر و تنشر السعادة و الألفة و الأمن و المحبة .


























النظافــة و المثابـــرة
لــغــة : هي النقاء و تنقسم إلى مفهومين :
النظافة البدنية :
و تتم عن طريق الطهارة و ذلك من خلال الإغتسال بالماء و تتمحور حول ثلاثة عناصر : نظافة المكان ، نظافة البدن ، نظافة الثياب
النظافة المعنوية :
و تتمحور في نقاء اللسان و القلب من الأحقاد و الكذب و الحسد و الغيرة و نحب للغير ما نحب لأنفسنا و المحافظة على أملاك الغير و الأملاك العمومية .
و النظافة البدنية و النفسية يشكلان طريق تكوين شخصية سليمة ذات سلوك سوي لقوله صلى الله عليه و سلم : " النظافة من الإيمان و الوسخ من الشيطان " صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم
المواظبة :
و هي ضبط النفس و الإعتدال في الشيء و تحكيم العقل في العواطف و الشهوات و عدم تركها تتحكم فيه و ذلك عن طريق التكرار حتى الوصول إلى الهدف المنشور و الرغبة المرجوة و مواظبة السلوك مستحسن يزيد من عزيمة الإنسان و رغبته في النجاح .
الكفاءة :
و هي القدرة على القيام بالأعمال و لا يتأتى هذا إلا من خلال المواظبة و المثابرة و الجدية و ذلك عن طريق التكوين العملي و العلمي لأنفسنا و لا يكون هذا إلا إذا كان الفرد ذو دراية تامة بعمله و تحكمه في خباياه و هذا ما يزيد الإنسان ثقة .
المثابرة :
هي الإستمرار و متابعة المحاولة حتى الوصول إلى الهدف أو العمل المراد تحقيقه و هي أساس النجاح و في ذلك قصة ملخصها أن بلدا غزت بلد صغير فقام الشعب بمقاومة الغزاة و لم يستطيعوا رد الإعتداء فعقد قائد البلد إجتماعا لضباط جيشه و تشاور معهم لكنهم لم يجدوا مخرجا فإنزوى القائد في جهة و إستغرق في التفكير و فجأة وقع نظره على نملة تجر حبة شعير تحاول الوصول بها إلى مكان مرتفع و قبل أن تصل إليه أفلتت منها الحبة فلم تتخلى عنها و بقيت مثابرة لهذه الحالة حتى أوصلتها إلى المكان المقصود فأعجب بها القائد و أعد جيشه و صبر حتى إنتصر على الغزاة و من هنا نستخلص أن أساس النجاح هو المثابرة لكن البعض يتخلى عن القيام بعمله و يحاول إيجاد مبررات و تعليلات سهلة كإعتلال الصحة أو كثرة المشاكل إلى غيرها من الحجج الواهية و من هنا نستنتج أن الإنسان الذي يثابر و يكرر محاولاته سيصل حتما و أن ضعيف الإرادة لا يصل إلى أهدافه و الإنسان الذي لا يحسن التقدير لا يكون في النهاية من الناجحين .
الخاتمة :
ما دمتم أعوان في سلك الحماية المدنية عليكم أن تتصفوا بهذه الصفة التي تقود حتما إلى النجاح في حياتكم المهنية و الخاصة و أن تعملوا للوصول إلى ما تريدونه كالترقية و حب العمل و الجدية و العزيمة في الإرتقاء إلى ما هو أعلى لأنه على أساس الكفاءة يقلد الرجال لتولي المناصب و على أساسها يقوم الفرد من حيث الإيجاب أو السلب .

الإجتهـاد و الجديـــة
تعريف :
هما إستعداد نفسي يتأتى من خلالهما نوعية الفرد و من خلالهما نحدد شخصية الفرد من حيث الصلاح و مقدار فلاحه لذا وجب علينا أن نتميز بهذه الصفات فالإجتهاد يوصلنا إلى تكوين شخصية ناجحة يستطيع الإنسان من خلالها الوصول إلى مبتغاه و ما يطمح إليه و يقرر ذلك بالجدية التي تعطي جودة و نوعية لأعماله و ذلك من خلال إتقانها .
الطاعـــة :
هي أن يعمل على تطبيق جميع الأوامر التي تصدر من السلطة العليا أو من ذي رتبة في إطار القوانين و الضوابط المعمول بها و ذلك عن طريق الإستماع و الإستيعاب لما يقررونه في أقرب الآجال الممكنة لأن الوقت ذو ثمن غال و ربح ثانية من الوقت قد تجنبنا خسائر جسيمة و تربحنا ما فيه صلاح و فلاح للفرد و المجتمع عامة لذا يجب أن نتصف بهذه الصفات الثلاثة : الطاعة ، السمع ، سرعة التنفيذ لنكون ذوي شخصية فعالة و منضبطة و لها مكانتها في الوسط المحيط بنا .
الصبـــر :
هو حبس النفس على ما تكره و في اللغة يعني الحبس و الكف و يقابله الجزاء لقوله تعالى : " و إن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به و لئن صبرتم لهو خير للصابرين " صدق الله العظيم
أنواع الصبر : الصبر نوعان
أ- الصبر البدني :
كتحمل المشاق بالبدن و الثبات عليها كالصبر على الضرب الشديد أو المرض العظيم .
ب- الصبر النفسي :
و يكون على مشتهيات الطبع و مشتهيات الهوى و يسمى هذا الصبر إذا كان الصبر على شهوات البطن و الرج بالعفة و إذا كان إحتمال الفقر يسمى ضبط النفس و إذا كان في الحرب يسمى شجاعة و إذا كان في الغضب يسمى حلما و إذا كان في نائبة من نوائب الزمان يسمى سعة الصدر و إذا كان في إخفاء الكلام يسمى كتمان السر و منه فإن أكثر الأخلاق داخلة في الصبر أو منبثقة منه و عليه فإن الصبر لوحده مفتاح الفلاح في الدنيا و الآخرة .
الصبر خاصية إنسانية :
لأن الإنسان هو المخلوق العاقل المكلف و المبتلى لأن الإنسان خلق منذ صباه ناقص مثل البهيمة ثم خلقت فيه شهوة الجنس و هذا على الترتيب لذا نجد بأن الله تعالى أهدى الإنسان عند مقاربة البلوغ بقوة تهديه إلى معرفة الحقائق الكبرى و قوة أخرى تشد أزره في معركته مع الهوى و الشيطان يدفع به نخر الشهوات فيجاهدها بتلك القوة حتى يدفعها عن نفسه .
ضرورة الصبر :
الصبر ضرورة دنيوية كما هو ضرورة دينية فلا نجاح في الدنيا و لا فلاح في الآخرة إلا بالصبر ففي الدنيا لا تتحقق الآمال و لا تنجح المقاصد و لا عمل يؤتي أكله إلا بالصبر و منه : " من صبر ظفر و من لم يصبر لم يظفر " لأن الرفعة في الدنيا كالفوز في الآخرة لا تنال إلا بركوب متن المستقبل و تجرع الآلام و الصبر عما نكره و بدون هذا لا يتم عملا و لا يتحقق أملا .

الصــدق :
يقول صلى الله عليه و سلم :
" إن الصدق يهدي إلى البر ، و البر يهدي إلى الجنة ، و أن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا ، و إن الكذب يهدي إلى الفجور و الفجور يهدي إلى النار و إن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذابا " صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم
الصدق يفصل في ستة معاني :
الصدق في القول ، الصدق في النية و الإرادة ، الصدق في الوفاء ، الصدق في العمل و الصدق درجات
1- صدق اللسان :
يكون في الأخبار أو ما يتضمن الأخبار و الخبر إما يتعلق بالماضي أو بالمستقبل و هذا هو أشهر أنواع الصدق فمن حفظ لسانه عن الأخبار عن الأشياء على خلاف ما هي عليه فهو صادق
2- الصدق في النية و الإرادة :
و يرجع ذلك لإخلاص النية و بذلك يكون صادقا مخلصا
3- صدق العزم :
عزيمة الإنسان صادقة و لا يجب أن يكون فيها تردد أو ضعف و بهذا يكون الصدق عبارة عن تمام القوة ليس فيه ميل و لا ضعف و لا تردد بل تعلو نفسه بالعزم الجازم على الخيرات و المحبة و الصداقة .
4- الوفاء بالعزم :
و هو التغلب على الشهوات و الإبتعاد عن الكذب يسمى كل هذا صدقا
5- الصدق في الأعمال :
و هو أن يجتهد الإنسان حتى لا تدل أعماله الظاهرة على أمر باطنه لا يتصف هو به و لا يترك الإنسان الأعمال و لكن بأن يستجر الباطن إلى تصديق الظاهر ( عدم النفاق ) الصدق هو أعلى الدرجات و أعلاها و الصادق المحق من نال حقيقة و إذا غلب الشيء و تمت حقيقته سمي صاحبه صادقا .













العـلـم
تمهيـد :
هو مجموعة من المعارف و المكاسب المادية و المعنوية التي يكتسبها الإنسان و هذا لتلبية قدراته العلمية و الذهنية و تحسين تنظيمه و سمو جنسه في إطاره الإنساني لذا جاءت جميع الرسالات السماوية تحث على العلم و الدعوة لطلبه و منه قول الرسول صلى الله عليه و سلم : " أطلبوا العلم من المهد إلى اللحد " صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم
و منه يتبين لنا بأن الفرد مطالب بالإجتهاد في طلب العلم منذ ولادته إلى مماته و منه قول الله تعالى : " هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون " أي أن معايير الفرق بين الأفراد تقاس بمقدار علمهم كما أنه بالعلم وحده نستطيع أن نذلل الصعاب و نسطر جميع الطاقات إلى رفاهية الفرد و عيشه السهل كما قال أحد الفلاسفة : " كن عبقريا ترى الدنيا ألعوبة " و العبقرية بهذا الموضع تعني الفكرة على إكتساب العلوم و تسخيرها في خدمة الفرد و تفسير الإبهام المحيط بنا في هذا العالم .
التعلــم :
هـو نشاط ذاتي يقوم به المتعلم ليحصل على إستجابات ( الإستجابات سلوك يقوم به المتعلم ردا لمؤثر طارئ ) يستطيع بواسطته أن يجابه ما يعترضه من مشكلات في الحياة و تهدف العملية التعليمية إلى تمكين المتعلم من الحصول على الإستجابات المناسبة و المواقف الملائمة كما أن العملية التعليمية تخضع لأشكال السلوك التي تميز شخصية الفرد و إتجاهاته الإجتماعية و مجالات تذوقه و قيمه و ميوله و دوافعه السائدة و يتوقف كل هذا على الخبرة و التدريب لذا يجب ترك كل فرد يحل مشاكله بنفسه و هذا ما يكسبه خبرة ثمينة و لا يكون هذا إلا من خلال توجيهه كما أن عملية التعلم تخضع لمطالب البيئة حيث قد تجعل من سلوك المتعلم محدودا أو متنوعا و تبعا لغنى هذه الفئة أو فقرها يعمل المتعلم للحصول على المعرفة و المهارة الضرورية لتحقيق أهدافه في وسطه .
إن أهمية حاجات المحيط و مطالبه تعود إلى قدرتنا على خلق أنواع من الإهتمام لدى المتعلم و بالتالي خلق نمط من السلوك و منه يمكن أن تلخص العملية التعليمية أنها تعديل في السلوك عن طريق الخبرة و التدريب و تتحسن عملية التعليم و التدريب عند الفرد بزيادة قدرته على حل المشكلات و للتعلم عدة عوامل منها : النضج ، الإستعداد ، الإرادة ، الدافع ، و من أهم طرق التعلم بفعل المنعكس الشرطي المحاولة و الخطأ .