قال الإمام ابن القيِّم -رحمه الله-:
(وأّما الدُّعَاء بعد السّلام من الصّلاة مُستقبِل القِبلة أو المَأمُومِين، فلم يكن ذلك مِن هَديِه -صلى الله عليه وسلم- أصلاً، ولا رُويَ عنه بإسنَادٍ صحيح، ولا حَسَن).
إلى أن قال:
(.. إلاّ أن هُنا نُكتة لطِيفة، وهو أنّ المُصلّي إذا فَرَغ من صَلاتِه، وذكَر الله وهلَّلَه وسبَّحَه وحمِدَه وكبَّره بالأذكار المشرُوعَة عُقيْبَ الصَّلاة، استحب له أن يُصلِّي على النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- بعد ذلك، ويدعُو بما شَاء، ويكُون دُعاؤُه عقيبَ هذه العبِادة الثَّانِية، لا لِكونِه دُبُر الصلاة، فإنَّ كلّ من ذَكَرَ الله، وحمِده، وأثنَى عليه، وصلَّى على رسُول الله -صلى الله عليه وسلم- اسحبّ له الدُّعَاء عقيبَ ذلك، كما في حدِيث فضَالة بن عُبيد: (إذَا صَلَّى أَحَدَكُمْ، فَلْيَبْدَأْ بِحَمْدِ اللهِ والثَّنَاءِ عَلَيْهِ، ثُمَّ لِيُصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، ثُمَّ لِيَدْعُ بِمَا شَاءَ) [1]. قال الترمذي: حديث صحيح). أهـ
[1]: أخرجه أبو داوو (1481)، والترمذي (3476)، والنسائِي (1283)، وصححه الألباني -رحمه الله-.
----------------------
كتاب: زاد المَعَاد في هدي خير العبَاد