منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - تذكر وتذكير
الموضوع: تذكر وتذكير
عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-12-08, 22:28   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
أَحمــد
أُستاذ،مراقب منتدى التعليم الثانوي
 
الصورة الرمزية أَحمــد
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي تذكر وتذكير

السلام عليكم ورحمة الله
~~~~~~~~~~
هكذا كانت يومياتنا جميعا . . كل منا مرّ بهذه اللحظات أو بعضا منها .. هذا الجيل قد حُرم الاستمتاع ببعض الاحداث التي غابت عن يومياتنابفعل تكنولوجيا ظلمتهم ... لكن سرعان ماتصبح هذه اليوميات من الماضي الجميل ... وأساس بنائها يصير إلى مجرد عجوزين لا فائدة منهما (والله المستعان)
~~~~~~

لا تتأففوا من بيوت تملؤها الفوضى ... من أصوات الشجار بين الاخوة ...من بحث أحدهم عن فردة حذاءه ...ومن آخر يصرخ طالبا من أخته أن تكوي له قميصه وترفض لأنها تتابع شيئا ما على التلفاز وهو مستعجل ...
من أكوام الافرشة وأكواب الشاي أو القهوة على الصينية ...من مصاريف البيت التي تكسر الظهر ...من فوضى كل صباح وأصوات المنبه والسباق على باب الحمام ...من تحضير السندويشات وتمشيط الشعر ومسح الاحذية والبحث عن الجورب المفقود ....

من ترتيب الفراش وتهوية البيت ومسح الارضيات والتفكير بطبخة اليوم ....من انتظارهم يعودون بأمان وتحضير الغذاء وتنظيف المطبخ ....
من وظائفهم المدرسية وتسميع الاناشيد وحل المسائل الحسابية والاستعانة بأبن الجيران لحل معضلة الفيزياء ....
انتظار الوالد في المساء وسماع صوت سيارته من أول الشارع والتأهب للقفز عليه وحمل الاكياس من يديه والبحث عن الحاجيات اللذيذة التي أحضرها .
ساعات الهدوء التي ننتظرها نهاية كل يوم حين ينام الصغار .... والتقاط الالعاب المتناثرة في ارجاء غرفة الجلوس ومسح الطاولة من أثار السهرة العائلية وفتات البسكويت .

استمتعوا بكل لحظاتكم فغداً سيكبر الصغار....وستكبر الهموم.... ستزداد الفتيات حساسية وسيزداد الفتيان ضخامة وسيتباهون بالشاربين واللحية ....
سيبدأ كل منهم باختيار طريقه والاستقلال بتفكيره .... بحياة جديدة ستبزغ من قلب هذا البيت ....بيت العائلة الكبير .....
وسيغادرون البيت واحدا تلو الاخر ....منهم من يتزوج ومنهم من يسافر ومنهم من ينتظر أقرب فرصة ليحلق بعيدا باحثا عن حلم ....

يصبح المقيمون في البيت ...من ولدوا وتربوا ....وقعوا على أدراجه وقرصتهم ناموسات الصيف اللئيمة ....وبكوا وضحكوا وارتفعت حرارتهم وسهرت العائلة للتناوب على وضع الكمادات الباردة وتحضير الكاتلجين .... فجأة يصبحون ضيوفا !!.
وكما بدأت العائلة بشخصين يافعين حملتهم السنوات ودارت بهم الايام ...تعود ....شخصين أديا رسالتهما...يجلسان على أبواب الانتظار على أمل أن يطلّ عليهما وجه أحد من الاولاد ....ينظرون الى صورهم في الخيال وهم على الطاولة أوعلى السرير يتذكرون الابتسامة والبكاء والغضب والفرح ...
كل ما يريدانه من هذا العالم هو سماع صوت الاولاد والاطمئنان على البنات واللعب مع الاحفاد ....تعبت الاقدام وتألم الظهر وتساقطت الاسنان وارتفع الضغظ واستفحل السكري ....وما عادت العيون تقوى على النظر ....وكيس الادوية هو الرفيق الاهم ....

كل ما يرغبان به هو القليل من اهتمامنا ...من سؤال عن حالهم ولو لمرة واحدة باليوم ....لاجتماع في بيتهم حول المائدة واشاعة بعض الفوضى الجميلة ....لهدية بسيطة بلا مناسبة ....لخرجة مفاجئة بالسيارة او التخطيط لزيارة أحد الاقارب ....
هم لا يريدون منا شيئا ...ولا ينتظرون مكافأة ...فقط قليل من الاهتمام ....بعض الحب والكثير من الاحترام .
رحم الله من رحلوا وأطال الله في عمر من ما زالوا يزينون حياتنا بدعائهم ...









 


رد مع اقتباس