منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - حلقات "حسين" في محراب القرآن والضاد.
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-05-07, 09:33   رقم المشاركة : 17
معلومات العضو
علي قسورة الإبراهيمي
مشرف الخيمة والمنتديات الأدبيّة
 
الصورة الرمزية علي قسورة الإبراهيمي
 

 

 
إحصائية العضو









افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم.
وبعد السلام.
يا روّاد المنتدى، فَمَعكُم المقام في دراية وهدى فمدوا لي يدا.
وذروني
نتعمّق قليلاً في الضاد، بعد أن سطت الرطانة على ألسنة العباد.
قال لي حسين ـ عليه من الله شآبيب الرحمة والغفران ـ مرة :
أن بعض الناس يقولون في تعابيرهم ما يلي :
كَبُرَ الطفل، وتكْبُرُ البنت ( فيجعلون فوق الباء ضمة في كلٍّ من الفعل الماضي والفعل المضارع).
ويقولون كذلك في محاوراتهم:
نقِمتُ عليه في حديثه وتصرفاته ـ أي عبته وكرهتهُ في حديثه وتصرفاته ـ ( فيجعلون تحت حرف القاف كسرة في الفعل الماضي).
فتشجعتُ وقلتُ له: وما العيب أو الخطأ في ذلك؟
نظر إليّ في لومٍ وعتاب وقال لي: إذا كنتَ تقرأ القرآن الكريم ولا تتدبره وتطبقه في تعابيرك فمن الاحسن ألاّ تقرأه.
ثم قال ليتنا نعود إلى المثالين السابقين.
كَبُرَ الطفل، وتكْبُرُ البنت. إن الصواب هو الكسر في الماضي والفتح في المضارع مع حرف الباء. ( كبِرَ، يكبَرُ). إذا كنّا نقصد بحديثنا السن والعمر. نقول إذن( كبِرَ الطفل) و(تكبَرُ البنتُ).
وإن شئتَ اقرأ قوله تعالى وهو يتكلم عن أموال اليتامى:
" وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم ولا تأكلوها إسرافا وبدارا أن يَكبَروا ومن كان غنيا فليستعفف ومن كان فقيرا فليأكل بالمعروف فإذا دفعتم إليهم أموالهم فأشهدوا عليهم وكفى بالله حسيبا"
أما ( كبُرَ ) و( تكبُر) بالضمّ في الماضي والمضارع.
فإن ذلك إذا لم نقصد بذلك السن أو العمر، بل نقصد بذلك معنى ( عظُم) ولك أن تقرأ قوله تعالى:
"الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم كَبُر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار"
أو قوله جل جلاله:
" قل كونوا حجارة أو حديدا، أو خلقا مما يكبُر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة فسينغضون إليك رؤوسهم ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا".
ثم دعني أمرُّ بك الى المثال الثاني:
نَقِمتُ عليه في حديثه وتصرفاته.
كما قلتُ لك سابقًا يكسرون حرف القاف في الماضي ويفتحون ذلك مع الفعل المضارع.
بينما الافصح أننا ننصب القاف في الفعل الماضي، ونكسرها في الفعل المضارع.
ولك فيما جاء به الذكر الحكيم لخير دليل، يقول عزّ من قائل:
" يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقَموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله فإن يتوبوا يك خيرا لهم وإن يتولوا يعذبهم الله عذابا أليما في الدنيا والآخرة وما لهم في الأرض من ولي ولا نصير"
ويقول كذلك:
" وما نقَموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد".
وقال جلت قدرته:
" قل يا أهل الكتاب هل تنقِمون منا إلا أن آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل من قبل وأن أكثركم فاسقون"
ثم قال لي: ما رأيك؟
فقلت: لا رأي لي بعد كلام الله.
والذي كنتُ أحتار له أنه كان يتكلم بكل ذلك عفو الساعة.
إلى اللقاء في حلقة أخرى إن لم تضجروا.
تحياتي.











آخر تعديل علي قسورة الإبراهيمي 2019-05-07 في 09:34.
رد مع اقتباس