[الصحة النفسية]

يا له من تساؤل يا دكتورة فلسفة العلوم ، سأجيبك بتصور خيالي ، تخيلي معي ديكارت رينيه فيلسوفي المفضل مؤسس الفلسفة الحديثة و واضع أهم أسس الرياضيات التي لولاها لركدت الكثير من العلوم و اندثرت ، والمهتم إهتماما بالغا بنظرية المعرفة التي عرفت فيما بعد بالإبستمولوجيا ، ، ينتقل عبر كبسولة الزمن من القرن السابع عشرة لقرننا الحالي بما فيه من تغيرات هائلة و يتم إيجاده في أحد شوارع العاصمة ، غريب الشكل والهيأة و التصرف ، طبعا هو فيلسوف وافد من القرن السابع عشرة فكيف سيكون يا ترى ! فيتم حينها اقتياده لإحدى المشافي العقلية و ليكن مستشفى دريد حسين أفضل من جوانفيل ، يلتقي هناك بالمسؤولة عن حالته تلك اليافعة التي ترتدي مئزرا أبيضا ونظارتان ، شكت فيه بادىء الأمر و بعدها صدقته و يجري بينهما حوار فلسفي نفسي خالص حول ماهية النفس و العقل وأسباب الوجود و التأملات الميتافيزقية مرورا بتفسيرات رياضية للكثير من الظواهر الفيزيقية ، وكيفية الوصول لليقين المعرفي ، نهاية بمفهوم الكوجيتو الديكارتي ، هذه المفاهيم قد تعطي الكثير من التفسيرات لما يحدث حولنا من حراك و تغيرات خاصة ظهور ما يعرف بالهوية الرقمية و العوالم الإفتراضية ، وعلى صوت أستاذ مقياس الإحصاء الإستدلالي تستيقظ تلك المسكينة لتجد نفسها كانت تعيش رحلة وهمية داخل حلم و هي نائمة أثناء محاضرة إحصائية مملة..حلم معنون بعودة فيلسوف ، وبالتالي ما أردت قوله ، عصر الفلاسفة قد إنتهى و تلاشى ، بداية بإنفصال الفلسفة عن الرياضيات كأول علم ينفصل عنها نهاية بإنفصالها عن علم الإجتماع كآخر علم ينفصل..الآن بقي المفكرون و هم مختلفون عن الفلاسفة إذ يفكرون في أمور بديهية مألوفة ، عكس جمهور الفلاسفة الذين يهتمون بكل ما هو خارج إطار المألوف و المعقول ..يافيلسوفة