منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - 【⌘】هل نقابل العنف بالعنف؟【⌘】
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-10-20, 18:10   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صَمْـتْــــ~ مشاهدة المشاركة
[b]

وعلى غرارِ ما قالَه أتساءل بدوري:
هل نقابلُ العنفَ بالعنف أم نأخذ بالأسهل الذي يحول ربّما دون حدوث توابع الغضَب؟

..

[/color]
السلام عليكم ورحمه الله و بركاتة

اختي الفاضلة صمت

لفت انتباهي العنوان و جذبتني ايضا فكرة الموضوع

و اسمحي لي ارد علي السؤال بشكل عام

و لا اقترب الي بدايه الموضوع وقصة الشاب

لأن هذه القصة ليست مقياس علي حسن الخلق فقط

فقد يكون ما فعله الشاب من قوانين العمل


و بخصوص الاجابة علي السؤال

قال الله تعالي

﴿ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [آل عمران: 134].

وقال الله تعالى:

﴿ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى ﴾ [البقرة: 237].

واصحاب العفْوُ لهم البشرى بالعز في الدنيا والآخرة

تحقيقاً لقول رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :

( وَمَا زَادَ اللَّهُ عَبْداً بِعَفْوٍ إِلاَّ عِزّاً )

رواه مسلم ( 2588 ) من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه


والسؤالُ الذي يطرح نفسَه:

هل العفْو دائما محمود حتى إذا استمر شخص في الإساءةِ

وتمادى في إساءتِه؟


والجوابُ: لا.

فالهدفُ من العفوِ: هو الإصلاحُ

فإن لم يتحقَّقِ الإصلاحُ مع تَكْرارِ العفوِ

وتمادى المُسيءُ في إساءتِه

إلى درجة تتسبّب في الأذَى البالغِ للمُساء إليه

فهنا وجبَ الأخذ بالحق

والمطالبة بعقوبة المسيء

عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ :

قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَنْبَغِي لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يُذِلَّ نَفْسَهُ قَالُوا وَكَيْفَ يُذِلُّ نَفْسَهُ قَالَ يَتَعَرَّضُ مِنْ الْبَلَاءِ لِمَا لَا يُطِيقُ ) .

رواه الترمذي (2254)

وصححه الألباني في صحيح الترمذي.

وإذا تحوَّلتِ العزةُ بالعفوِ إلى ذِلَّةٍ وإهانة

فهنا وجب عليه أن يقف وقفةً حازمة

فالله - عز وجل - عادلٌ لا يقبل الإهانةَ والذل

وكما حث سبحانه على العفو

فقد حث أيضا على القِصاص

والأخذِ حينما يَستدْعي الأمر ذلك.


وهنا وجَبَ التوضيحُ:

أن الأخذَ والقِصاصَ لا يعني:

عدمَ المسامحةِ في القلب

بل تتم المسامحة في القلب مع أخذ الحق بالجوارحِ

ردعًا وزجرًا للمسيء

ليتوقفَ عن إساءتِه

وليس انتقامًا منه.


أما إن لم يتحقَّقِ الإصلاح

واستمر المسيء في قناعاتِه بأنه غير مُخطئٍ

واستمر في إساءتِه

فهنا وجَبَ تجنبُه

اتِّقاءً لشره وأذاه

وقد اعتبر النبي صلى الله عليه وسلم من يتجنَّبه الناس

اتِّقاءَ شرِّه من شِرارِ الناس

منزلةً عندَ اللهِ يومَ القيامة فقال:

(يَا عَائِشَةُ مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا ، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ) .

رواه البخاري (6032)









رد مع اقتباس