منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - اعراض مرض العين والحسد
عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-09-19, 13:11   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
توحيد الجزائرية
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية توحيد الجزائرية
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي اعراض مرض العين والحسد

أعَراضُ مرض العين والحسد:

كلُّ مرضٍ لابُدَّ له من أعراضٍ تظهر على الجسد في الظاهر أو الباطن تُدلِّل على وجوده، وهذا معروفٌ مُتَّفقٌ عليه في طبِّ الأبدان.

كذلك الحال في طبِّ الأرواح؛ فإنَّ لكُلِّ مَرضٍ من هذه الأمراض أعراض وقرائن تُدلِّل على وجوده.

و هذه الأعراض مُتفاوتةٌ متباينةٌ كثيراً، والدَّلالة عليها دلالةٌ اجتهاديةٌ؛ فقد يرى راقٍ ما لم يره غيرُه من الرُّقاة، وقد يظهر عند بعض الناس ما لا يظهر عند البعض كما هو معلوم ومُقرَّر.

وضابطُ هذه الأعراض التي تُفيد الرَّاقي في الوصول إلى المرض:
1- العَرَضُ الدَّائم، أو شبهه.
2- العرَضُ الذي لا يُعرف له سببٌ في ظهوره، ويخرج عن المألوف، ولا يُوجد له تفسيرٌ صحيحٌ يُتَّفق عليه طِبِّيــَّاً، ولا تَنفع معه الأدوية والعقاقير.
3- ويتأثَّر بالقرآن الكريم، والأدعية الشرعية، لاسيما بالرُّقية الشرعية، وما يلازمها، تأثراً مَلْحُوظاً إمَّا وقت الرقية، وإمَّا بعدها.
(والمراد بما يلازم الرقية: من استعمال زيت الزيتون المقروء عليه، وماء زمزم، وتمر العجوة، والعسل، والقسط الهندي، وغيرها مما جاء الوحي الصادق بنفعه؛ فإنَّ لهذه الأمور من تيسير الشفاء وتعجيله ما الله به عليم خاصَّة إن أخذها المرء متيقناً مصدِّقاً لا مجرباً بصدق الوحي الذي لا مرية فيه، معتقداً تمام النفع فيها بإذن الله سبحانه وبما أودعه فيها من خواص، إضافة إلى تحصين دفع قبل حلول البلاء والمرض).

ولابُدَّ من اجتماع هذه الشروط في كلِّ عَرَضٍ أو غالبها غلبةً مُطَّردةً؛ حتى يُوفَّق الرَّاقي لصحة دراسته للمرض من عدمه.

وكثيراً ما يعتمد بعض الرُّقاة بصرهم الله، على عرضٍ، أو عرضين، ويبنون على ذلك حكماً جازماً بالمرض؛ فهذا أمرٌ غير سديدٍ ولا رشيدٍ، ويوقع في خللٍ كبيرٍ. نسأل الله السلامة والعافية.

وأعرَاضُهما المستمِرَّةُ بالاستقراءِ: كثرة الشكوى من بعض الأمراض والتي عجز الطبُّ عن معرفة كُنْه ماهيَّتها والوصول إلى علاجها، مثاله: إصابة العُضْو المحسود أو المعيون وتعطُّله، أو لُحوق الضَّرر به عند القيام بالفعل ومُمارسته الذي حُسِد عليه، أو أصابته العين، كرجلٍ جميل الخطِّ بارعٍ في رَسْمه، حُسِد وأصابته العين على جماله؛ فإنه حين يَشْرع في الخطِّ سرعان ما تثقل يده، ويتألَّم بصورةٍ عجيبةٍ، لا يقدر على مقاومتها؛ فيترك الخطَّ، ولربما تركه بالكُلِّية، ونـفَر منه.
وبنحوه من الصور أيضاً: الجمال، والتفوق في الدِّراسة، والوظيفة، والتجارة ــ أصحاب الأموال ــ و الدُّعابة، والمُلاطفة بين الأهل والأحباب، أو ما يكون من قبيل المَهارات؛ كالخطابة، والإلقاء، والتَّميُّز في العِلْم والتفوق فيه، أو على عبادةٍ لله تعالى من صلاةٍ، وقراءة قرآنٍ، وغير ذلك.

ومِن أعرَاضِهما: السَّفعات ــ اسوداد الوجه مع صُفْرةٍ ــ والحبوب، والانتفاخات، وتكرُّر المصائب من حرقٍ، وحوادث، وجروحٍ غير معقولةٍ، وبشكلٍ مُستَمرٍّ مُلفتٍ للنظر. وهذه حالة مَن تُسرع لهم العين؛ كحال كثيرٍ من الناس منذ الجاهلية، نسأل الله السلامة والعافية.

ومِن جُملة الأعرَاضِ عند الأطفال: كثرةُ البكاء بلا سببٍ، وقلَّة النوم، وزيادة الفزع، ويظهر هذا جَليَّاً في قصة النبيِّ ﷺ حين دخل على أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها؛ فسمع صوت صبيٍّ يبكي؛ فقال: «ما لصبيكم هذا يبكي ؟ فهلا استرقيتم له من العين»(إسناده حسن).

وقد يُنكِر هذا الأطباء النَّفسانيُّون ويزعمون أنَّ لها سبباً طبِّياً، وتأتي التَّخرُّصات، والظنون، والتَّجارب، ولكن على حِساب مَن ؟
والضحيَّة مَن ؟ والوقت يمضي دون فائدة مِمَّن؟
وكذا يفعل جهلة الرُّقاة ؟ فالله المستعان.
وكم هي الأمراض اليوم والتي ليس للطبِّ سبيلٌ إليها؛ كان سببُها العين، لا سيَّما وأكثر الموتى في الأمة بسبب العين والأنْفُس.

ومن أضرار الحسد على النَّفْس: أنه «قد أثبت العلم الحديث أنَّ لهذا كله تأثيراً كبيراً على جسم الإنسان ونفسه؛ فهو يرفع ضغط الدَّم، ويُحدِث جفافاً، واضطراباتٍ خطيرةٍ في الغُدد الصمَّاء، وعُسْراً دائماً في الهضم والامتصاص، والتمثيل الغذائي، وأرقاً وشروداً».

بقي أن تعرف أيها القارئ أمراً مهماً:
فإنَّ الله تعالى قد قَـرَن في جملة ما أمر به نبيَّه ﷺ الاستعاذة منه بين السِّحر والحسد، وهذا فيه دلالةٌ على علاقةٍ مُرتبطةٍ في مسائلهما، وهذا يظهر من عِدَّة أمورٍ:

في الخفاء من كليهما، وإن كان الحسد يظهر أكثر من السِّحر، وينفرد السِّحرُ باستعاناتٍ خارجيةٍ من أرواحٍ شيطانيةٍ وغيرها.

وفي حقد أصحابهما وكراهتهما للمحسود أو المسحور.
وفي شدة أثرهما دون غيرهما، ولذا كانت الدَّلالة والإرشاد في الاستعاذة منهما على الخصوص.









 


رد مع اقتباس