خربشة ووحل مخيم
مددت خيالي بعدا
فوجدته مجذوذ
مفصول متأزم جفول
حزين محطم مكسور
شتات منعني من المرور
والعبور ومدارة القُصُور
تمزقت الأشرعة
ولم يعد لشاطئي ظهور
ولم يعد لحلمي تجلي وبروز
ولا لعبق السرور نذور
حاورت حرفي
سألته لماذا هذا النفور؟
فقال أيهما جموح أم نكسة أو شرود
حدد حتى لا يسترق بعدي
وأصبح كالغريق لا يدري
ولا يَهَدِّي فقد بت مثلك مسجون
ففي النفور ربما مرض وغرور
أو شوق هزك لمسقط الرأس المقطع المنحور
إن لارتياح النفوس طقوس وفلسفة حس وشعور
فقلت له تقطع اتصالي
ووقعت فريسة بين البرد والجوع
ولم أعد أستطيع مجاراة الخيال وبوادر النور
واختراق المحظور
فقد كنت شاسع المخيلة مدرور
فأصبحت مهزوم مهزوم منبوذ محطم مكسور
لا شاطئ في الأفق ولا يابسة ولا دور
فقال غير المكان والزمان وأسترح
فالنفوس ساعات نفور
إنها كالفصول فلا تحملها فوق طاقتها
وكن صبورا شكور
فللكتابة وقت وفسحة نور
عندها يحلو الخيال
ويصبح الإبحار متاحا ودون إذن مرور
بلخيري محمد الناصر