منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سيكولوجية الاسلاموفوبيا بين الاستشراق النخبوي والإعلام الجماهيري (سلسلة) د. يزيد حمزاوي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-07-06, 01:19   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عبدالإله الجزائري
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عبدالإله الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

تابع...

(الحلقة 4)
05 يوليو 2021م


2) الاستشراق
عُرف الاستشراق بأنه "اتجاه فكري يعنى بدراسة حضارة الأمم الشرقية بصفة عامة، وحضارة الإسلام والمسلمين بصفة خاصة، أو هو الدراسات الغربية المتعلقة بالشرق الإسلامي في لغاته وآدابه وتاريخه وعقائده وتشريعاته وحضارته بوجه عام...ومع أن بعض المستشرقين القليلين جدا انطلقوا في بحوثهم من الموضوعية والبحث عن الحقيقة، إلا أن الاستشراق عرف في الواقع أنه كان خادما للاستعمار وأهدافه، وهو يتخذ من دراسة التراث الشرقي وسيلة لمحاربة الإسلام والتشكيك في مصادره، ليصرف المسلمين عن دينهم فيظلوا تابعين للغرب، لقد كان الاستشراق ومازال امتدادا للحروب الصليبية فهي لم تنته وإنما اتخذت أشكالا وألوانا مختلفة".
استغلت الدوائر الغربية حركة الاستشراق لقرون عديدة في تشويه الإسلام والمسلمين ببحوث ودراسات وكتابات مغرضة، لا تحظى بالعلمية ولا تستند إلى معايير الموضوعية، وقد اشتهر العديد من المستشرقين بتلفيقاتهم وتهويلاتهم وقلة تحريهم للمصداقية والموثوقية العلمية، وبالنزعة الذاتية الخالية من البحث الرصين والدراسة الدقيقة، والتي تهدف فقط إلى الاهانة وبث الكراهية والحقد، ومن أشهرهم: مارجليوت وجولدسهير ولامنس وكلود ليفي شتراوس وبروكلمان وبرنارد لويس...
ومن الأمثلة على ذلك الغثاء الاستشراقي ما كتبه أحدهم، وهو كيمون في كتابه، الذي يحمل عنوانه الكثير من الدلالات السلبية وهو (باثولوجيا الإسلام) والباثولوجيا هي المرض العضال...يقول: "إن الديانة المحمدية جذام نشأ بين الناس وأخذ يفتك بهم فتكا ذريعا، بل هي مرض مريع وشلل عام وجنون ذهولي يبعث الإنسان على الخمول والكسل ولا يوقظه منها إلا لسفك الدماء ومعاقرة الخمور، ويجمع المسلمين ويُلجئهم إلى الإتيان بمظاهر الهستريا العامة والذهول العقلي، وتكرار لفظة الله أكبر إلى ما لا نهاية، والتعود على عادات تنقلب إلى طباع متأصلة ككراهة لحم الخنزير والنبيذ والموسيقى والجنون الروحاني وغيرها من أفكار القسوة والفجور في اللذات.
يقول روبرت بين في مقدمة كتابه (السيف المقدس): "إن لدينا أسبابا قوية لدراسة العرب وتعرف طريقتهم، فقد غزوا الدنيا كلها من قبل وقد يفعلونها مرة ثانية، إن النار التي أشعلها محمد لا تزال تشتعل بقوة، وهناك ألف سبب للاعتقاد بأنها شعلة غير قابلة".
والمستشرق الألماني باول شمتز ألف كتابه (الإسلام قوة الغد العالمية) يقول فيه: "...صوت نذير لأوربا وهتاف يجوب آفاقها يدعو إلى التجمع والتساند الأوربي لمواجهة هذا العملاق الذي بدأ يصحو وينفض النوم عن عينيه".
كما يقول لورنس: "يوجد حركة إسلامية تجديدية إسلامية متحمسة كالوهابية في الأراضي الإسلامية المقدسة خطر حقيقي على مصالحنا وأهدافنا، لأن أطماعها واسعة إلى حد استثارة فطرة الإيمان في نفوس المسلمين، مما يعني العودة إلى حضارية الإسلام كما كانت في عهد الرسول والخلفاء الراشدين، وسيطرة المسلمين المتحمسين جيلا بعد جيل على مقادير العالم الإسلامي، مما يمهد لسيطرتهم على العالم أجمع....(يتبع).
توقيع: د يزيد حمزاوي










رد مع اقتباس