منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - سيكولوجية الاسلاموفوبيا بين الاستشراق النخبوي والإعلام الجماهيري (سلسلة) د. يزيد حمزاوي
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-07-03, 23:09   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
عبدالإله الجزائري
عضو مشارك
 
الصورة الرمزية عبدالإله الجزائري
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي


تابع...

(الحلقة 3)
03 يوليو 2021م


والاسلاموفوبيا بهذا المعنى إيديولوجية وفكر يختزل في طياته رؤية للذات والآخر، تتجلى في الخطاب والسلوك الذي بات هاجسا يؤرق الدول والهيئات والحكومات والجماعات والدارسين، بسبب تداعياته وتشكله السلوكي في تصرفات الناس المصابين بلوثته والمقتنعين بفحواه...وتبدو تلك السلوكيات في كل أصناف الإقصاء والتهميش والعدوان والعنصرية والحقد والكراهية الممارسة ضد نوع من البشر، وهم المسلمون وضد دينهم ومعتقدهم.
هذا على المستوى العام أما في الواقع العملي، من حيث التعامل مع الاسلاموفوبيا، فهناك تفاصيل واستثناءات شديدة النسبية، فهناك في الحقيقة أكثر من غرب وأكثر من رؤية لهذا المفهوم، كما يمكن أن نقول إن هناك أكثر من اسلاموفوبيا، سلبية وايجابية، وذلك حسب الزاوية التي ينظر إليها والشخص الذي ينظر إليها... فبالنسبة للمسلم فكل الاسلاموفوبيات مقيتة ومستهجنة وحقيرة، أما بالنسبة للغرب، على تفاوت كبير بين الجماعات والحكومات، فثمة اسلاموفوبيا مرفوضة وسلبية، تتمثل في التمييز ضد حقوق المواطنين المسلمين المقيمين في الغرب، وهذا الشكل يجرمه القانون المفصل حسب مصالح كل دولة، وفي المقابل هناك اسلاموفوبيا مقبولة وايجابية، تتمثل في نقد التطرف الديني وتعصب الجماعات الإسلامية وقسوة أحكام الشريعة وغيرها، ويحسب هذا عادة من حق التعبير وحرية الرأي...وغالبا ما تتم التجاوزات في حق الإسلام والمسلمين باسم النوع الثاني الذي لا يعرف له تحديد وضبط لقواعده ومعاييره.
لقد كانت كلمة الاسلاموفوبيا، من حيث التعبير اللغوي عن ظاهرة الخوف والكراهية ضد الإسلام والمسلمين جديدة على قواميس اللغة، لكن الظاهرة نفسها قديمة قدم الإسلام نفسه وتعود إلى بداياته الأولى على الأرض، إذ لقي الإسلام والمسلمون العداوة والبغضاء والكراهية من قريش ثم من أتباع الديانات والحضارات التي احتكت بهما...واستمرت تلك الاسلاموفوبيا لقرون حتى بلغت ذروتها إبان الحروب الصليبية التي أطلقتها وتسببت فيها ألسنة الباباوات ورجال الكنيسة الكاثوليكية بخطاب الكراهية والتخويف.
لقد بينت الدراسات التاريخية إسهامات الكنيسة ورجالها في نشر خطاب الكراهية، بل والعنف وشن الحروب على العالم الإسلامي وتأسيس الحروب الصليبية.
ولا يمكن أن ننسى محاكم التفتيش بجرائمها المروعة التي نصبها الباباوات والقساوسة الدومينيكان والفرسيسكان واليسوعيين وغيرهم.
بعد انتهاء الحروب الصليبية ببضعة قرون عادت الاسلاموفوبيا من جديد، لكنها ارتدت ثوبا مسالما، الى حد ما، تمثل في حركة فكرية شديدة العنف الرمزي والعدوان اللفظي هي حركة الاستشراق......(يتبع).
توقيع: د يزيد حمزاوي










رد مع اقتباس