منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - قال تعالى ( الر. كتاب احكمت ءايته ثم فصلت من لدن حكيم حبير )
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-01-23, 18:36   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

ولنشرح الآن لماذا سمى القصص الكتاب

المبين وسمى ظواهر الطبيعة كتاباً مبيناً.


السبب الأول:

أن كليهما أوحي من الإمام المبين وليس من اللوح المحفوظ.

وثانيهما أن القصص أعطت مواضيع متكاملة منتقاة

لتتبع تطور التاريخ الإنساني

لذا سميت “أحسن القصص”

وعرفت بالكتاب المبين.

أما أحداث الطبيعة وظواهرها فقد أورد فيها آيات

متفرقة لذا سماها “كتاباً مبيناً”.

ونشير إلى أن التشابه في القصص منسوب

إلى تطور المعارف الإنسانية حول تطور التاريخ الإنساني

فكلما زادت هذه المعارف تمكنا من تأويل آيات القصص.


ومن هنا نستنتج أن القرآن العظيم

وهو كتاب متشابه يتألف من مصدرين رئيسيين:


أ – القانون العام {قرآن مجيد * في لوح محفوظ} و

هو كلمات الله القديمة لا تبديل لها وسمي مجيداً

لأن السيطرة الكاملة له ولا يمكن الخروج عنه وهو مطلق.


ب – القانون الخاص الجزئي في أحداث الطبيعة الجزئية

وظواهرها وأفعال الإنسان بعد وقوعها

وسماه إماماً مبيناً

وهو مناط التصرف والدعاء والمعرفة


ولكنه لا يلغي القانون العام بل يعمل ضمنه

وهو كلام الله المحدث وينطبق عليه قوله

{إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون}

وفيه إرادة الله الظرفية. حيث أن هذين الجزأين يحملان

طابع الوجود الموضوعي.

وسمي قرآناً


لأنه قرن القانون العام للوجود مع القانون الخاص

ومع خط تطور سير التاريخ الإنساني.

وهكذا نفهم أن القرآن هو الجانب الموضوعي في الكتاب “الحق”

{وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قالوا ما هذا إلا رجل يريد

أن يصدكم عما كان يعبد آباؤكم وقالو

ا ما هذا إلا إفك مفترى

وقال الذين كفروا للحق لما جاءهم إن هذا إلا سحر مبين) (سبأ 43).

وفي قوله: {وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين

كفروا للحق لما جاءهم هذا سحر مبين} (الأحقاف 7).


هنا نرى أن الإعجاز جاء في القرآن فقط

وليس في أم الكتاب إذ أن أم الكتاب ذاتية


وهكذا لا يمكن أن نرى في أي آية من آيات الأحكام مصطلح

(قال الله)، هذا مستحيل ..

إنما نرى أن آيات الأحكام جاءت ضمن الصيغ التالية:

– صيغة أمر: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى

وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي) (النحل 90).

– صيغة نهى: {ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلاً} (التحريم 2).

{كتب عليكم الصيام} (البقرة 183).

{والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم} (النساء 24).

– صيغة وصايا: {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين} (النساء 11).


أي أنه لا يمكن أن نرى آية واحدة من آيات الرسالة “الأحكام”

فيها عبارة (قال الله)

لأنه لو جاءت بهذه الصيغة (قال الله صلوا) أو (قال الله صوموا)


مع الأخذ بالحسبان أن قول الله هو الحق {قوله الحق} (الأنعام 73)-

فهذا يعني أن الصلاة والصوم حقيقة موضوعية موجودة خارج الوعي.

ولأصبحت الصلاة والصوم ناموساً لا يمكن مخالفته.

ولرأينا أن الناس جميعاً دون استثناء صاموا وصلوا

من دون أن يكون لهم أي خيار في ذلك

ولأصبحت الصلاة والصوم كعملية هضم الطعام

ونبض القلب يلتزم بأدائهما الناس آلياً.


من هنا وللدقة وجب علينا أن لا نطلق عبارة (قال الله)

على الأحكام ولكن نقول: أمرنا الله بالصلاة

ونقول: أمرنا الله بالصوم

ونقول: أمرنا الله تعالى بصلاة الجمعة في الآية:

{يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة ..} (الجمعة 9)

. ولا نقول: قال الله (يا أيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة …)



فإذا قلنا: قال الله صلوا

وكان هناك أناس لا يصلون

فهذا يعني أن قوله غير نافذ وهذا يناقض قانون {قوله الحق}


هذا إذا أردنا أن نتقيد بالمصطلح القرآني البحت.

أما قولنا عن كل آية وردت في الكتاب:

(قال تعالى) فهذا مصطلح مجازي بحت

يقصد به الصياغة اللغوية للكتاب كله

الذي أنزل من عند الله وهو من صياغة رب العالمين.



من هنا يجب أن نفهم أن كلمات الله نافذة لا مجال لتبديلها

ولا خيار لنا في تنفيذها أو عدم تنفيذها

لأن كلماته عن الوجود ونواميسه العامة وأحداثه الجزئية

حين وقوعها. لذا قال عن القرآن:

{واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته

ولن تجد من دونه ملتحداً} (الكهف 27)

هنا قال عن كلمات الله:

إنها غير قابلة للتبديل وإن الإنسان لا يستطيع أن يحيد عنها

{ولن تجد من دونه ملتحدا}

فلو كانت الآية {يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين} (النساء 11)

هي من كلمات الله، ورأينا أناساً لا يلتزمون بها ويبدلونها

لكان ذلك يعني كذب ما جاء في الآية {لا مبدل لكلماته}.



وهكذا نفهم قوله تعالى:

{قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد

كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا} (الكهف 109).


بما أن كلمات الله هي عين الموجودات

ونواميسها العامة والخاصة حين وقوعها


ونعلم الآن مدى كبر هذا الكون حسب معلوماتنا

فلو أراد الله سبحانه وتعالى أن يصف لنا الموجودات

من خلال كلام الإنسان

للزم أن يكون البحر مداداً لهذه الكلمات ولا يكفي.



أما قوله تعالى {وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها

حيث شئتم رغداً وادخلوا الباب سجداً وقولوا حطة

نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين} (البقرة 58)

{فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا

على الذين ظلموا رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون} (البقرة 59).

هنا الآية 58 في سورة البقرة تبدأ بقوله

{وإذ قلنا} والقائل هو الله


فقوله نافذ ولكنه ينطبق فقط على الفقرات

{ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا}

{وادخلوا الباب سجداً}

أي أنهم دخلوا القرية وأكلوا ودخلوا الباب سجداً.


ولكن جملة {قولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين}

هي جملة أمر (ضد النهي)

وليست قولاً، ولكي يبين أن هذه جملة أمر قابلة للعصيان

والطاعة وليست كلمة فقد أتبعها بالآية

{فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم}.

وليست كلمة نافذةً لا محالة.


ولو كانت جملة {قولوا حطة نغفر لكم خطاياكم}

كلمةً من كلمات الله وليست أمراً لتناقضت

مع قوله تعالى {لا مبدل لكلماته}

إذ كيف يقول {لا مبدل لكلماته}

ويقول أيضاً {فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم}

لذا فقد أفرد آية خاصة هي الآية 59

من سورة البقرة لكي يؤكد عدم التناقض


وقد أكد هذه الناحية أيضاً في الآيتين 161-162

في سورة الأعراف {وإذا قيل له اسكنوا هذه القرية

وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجداً

نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين} (الأعراف 161).

{فبدل الذين ظلموا منهم قولاً غير الذي قيل لهم فأرسلنا

عليهم رجزاً من السماء بما كانوا يظلمون} (الأعراف 162).



أما لماذا تكرر الموضوع نفسه مرتين في البقرة

والأعراف فهو بحاجة إلى بحث خاص.


أما قوله تعالى: {وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين

إنما هو إله واحد فإياي فارهبون} (النحل 51).

لنقارن هذه الآية مع الآية

{ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه هو الباطل} (الحج 26)

أي أن وحدانية الله هي حقيقة موضوعية خارج الوعي الإنساني

وأن التعددية غي ممكنة موضوعياً حيث

أن أي تعددية هي باطل ووهم.

فالأصنام هي حجارة خارج الوعي الإنساني

وليست آلهة. لذا بدأت الآية بقوله: (قال الله).










رد مع اقتباس