منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - زملاء الدراسة بمرحلة المتوسط
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-01-13, 19:26   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
novosti
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










B1 اه على ايام زمان

السلام عليكم. استسمحك اخي الفاضل على هذا التدخل ربما خارج نطاق الموضوع الذي طرحته ولكن اردت المشاركة به لانني تذكرت الصبى وايام زمان الدراسة. لقد تذكرت فترة الصبى والشباب والدموع تكاد تنهمر من عيوني. اه ثم اه على تلك الايام عندما كنا تلاميذ صغلر ندرس في بداية الستينات من القرن الماضي عند ممرنين اجانب من جنود الاستعمار الفرنسي وبعض الجزاءريين دوي المستوى المحدود وخيرهم من يحفظ بعض الاحزاب من القران الكريم. وفي السبعينات كنا ندرس عند خليط من اساتذة جزاءريين ومتعاونين اوربيين coopérants techniques من جنسيات مختلفة ( فرنسا وبلجيكا ) والعرب من جنسيات محتلفة ( مصر سوريا فلسطين عراق ) ومن دول اخرى ( باكستان بنقلاديش ) عندما كان المستوى مرتفعا وكانت المدرسة "مدرسة" والمعلم "معلم" والاستاذ "استاذ" والمدير "مدير" وكنا فقراء لا نملك امكانيات الدراسة من محافظ وادوات مدرسية ولا نعرف للشبع طريق ولا للدفء سبيل ولا... وكنا نحل التمارين ونحفظ الدروس ونراجعها تحت ضوء الشمعة او الكانكي او السيتيلان. فكانت يومه الدراسة حلوة كالعسل والغيرة والحرص على التفوق على الاقران وكان الاجتهاد سيمة كل تلميذ بحيث كان اباؤنا رحمهم الله يحرصون علينا رغم جهلهم اين كانت الامية ساءدة في الوسط الجزاءري في المدن والارياف وخاصة منطقة الجنوب اين كانت الدراسة مقتصرة فيها على تدريس الذكور دون الاناث لان يومها كان العرف والعادات والتقاليد هناك ساءدة اين كان يحرم تدريس الفتاة مهما كان سنها والدليل على ذلك هذه القاءمة الاسمية من مدينة الجلفة المحافظة المقدمة امامنا والتي عددها 45 تلميذا كلهم ذكور باستثناء بنتين فقط وما كان موجود في الريف الجلفاوي شبيه بما قلته انفا لاني اعرف المنطقة واهلها. واتذكر جيدا كل المستويات التي درسناها في الابتداءي من التحضيري الى السنة السادسة التي كانت الا مع الذكور وفي المتوسط كانت مع الذكور و 3 او 5 بنات وفي الثانوية مع الذكور و2 او 3 بنات وكان عدد التلاميذ في القسم احيانا يفوق 40. اما في الجامعة فعرف هذا العدد ارتفاعا محسوسا لسببين اساسيين. فمن جهة وجود الجامعة في المدن الكبيرة المتحضرة واختلاف المناطق خاصة الشمالية منها وتعدد الثقافات ومستويات الفءات الاجتماعية مع وجود ابناء الاغنياء والمثققين ومن جهة اخرى عدد الجامعات بالجزاءر التي عددها 3 واحدة في كل جيهة من الوطن ( الجزاءر العاصمة في الوسط - قسنطينة في الشرق - وهران في الغرب ) اين كان العدد محدود لقلة الاماكن وكان يتلاقى فيها كل الناجحين في البكالوريا من بنات وبنين حيث ارتفع عدد البنات في هذا المستوى. اما اليوم نكاد نجد مدارس للبنات فقط واخرى للذكور فقط كما كان في عهد الرءيس الراحل بومدين رحمه الله. وكذلك نكاد نجد جامعات للبنات واخرى للذكور لاننا في اخر الزمن الذي يكثر فيه عدد النساء على الرجال كما اخبرنا بذلك رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. فنجد في مدارسنا اكثر من نصف القسم او ثلثيه في كل المستويات من جنس الاناث. والملاحظ ايضا تفوقهن على الذكور في الدراسة وحتى التربية والاحترام. لقد اختلط الحابل بالنابل اليوم واهملت الدراسة من جميع الاطراف : الوزارة الادارة الاولياء التلاميذ وحتى المجتمع تخلى عن دوره عندما كان الكبير في القرية او الحي او في القبيلة او العرش فهو الذي يرشد واليه يرجع القرار والراي الاخير. فكيف يمكن النهوض بالمدرسة الجزاءرية في ظل هذه المتناقضات لترجع الى مكانتها السابقة عندما كانت تنافس المدارس الاجنبية في الخارج. فما زلنا نتذكر جيدا تفوق ابناء جيلنا في السبعينات من القرن الماضي على الكثير من اقرانهم في عقر ديارهم في اوربا وامريكا وكندا واليابان... ولنا ادلة كثيرة على ذلك وقد شاهدناهم في روبورتاجات عبر القنوات التلفزيونية الوطنية والخاصة في السنوات الاخيرة كالدكاترة الفضلاء على سبيل الذكر لا الحصر الاساتذة التومي وزرهوني وغيرهم في تخصصات مختلفة والذين يشهد لهم بالكفاءة العالية وهم اليوم اساتذة وباحثين في كبريات الجامعات والمعاهد عبر العالم.
في الاخير اتمنى ان يسير الجيل الحالي الصاعدعلى خطى اسلافه وان يرتفع مستوى مدارسنا وتلامذتنا وان ينجح ابناءنا جيل المستقبل لنواكب تقدم الدول المتصنعة.
شكرا والسلام عليكم.










رد مع اقتباس