هل يصح ذكر اسم الله الأعظم في هذا الحديث؟
السؤال
أنا باحثة شرعية متخصصة في أمور العقيدة
أصنف حاليا بحثا حول اسم الله الأعظم ، وقد وجدت حديثا يصرح به
ولكننى لم أجد هذا الحديث يحتج به أحد ممن ناقش ماهية الاسم الأعظم إلا في بحث وحيد فقط
وأما باقى الأبحاث فلم تنوه إليه أصلا ، كما أنى حاولت البحث عنه في مواقع تحقيق الأحاديث فلم أجده
لذلك أرجو منكم تحقيق الحديث ، وذكر سبب عدم تواجده في أي موقع أحاديث
وسبب عدم ذكره في جل الأبحاث التى تناولت اسم الله الأعظم
والحديث أَخْرَجَه التِّرْمِذِيُّ ، وَالنَّسَائِيُّ ، وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ
وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ مَرْفُوعًا ( أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، وَأَفْضَلُ مَا قُلْت أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إلَهَ إلَّا اللَّه، ُ وَهِيَ كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ وَالْإِخْلَاصِ وَهِيَ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ ) .
. يراجع كتاب " سبل السلام " (2/704) .
الجواب
الحمد لله
روى الترمذي (3383) وحسنه، وابن ماجة (3800)
وابن حبان (846) ، والحاكم (1834)
والنسائي في "السنن الكبرى" (10599) عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ،
قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الحَمْدُ لِلَّهِ
.
وحسنه الألباني في " صحيح الترمذي ".
وروى الترمذي (3585) عن ابن عمرو أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ: خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
وحسنه الألباني في "صحيح الترمذي".
وروى الإمام مالك في "الموطأ "(726) ، والبيهقي في "السنن" (8391)
عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِاللهِ بْنِ كَرِيزٍ ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ. وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ .
وقال ابن عبد البر رحمه الله :
" جَاءَ مُسْنَدًا مِنْ حَدِيثِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ".
انتهى من "التمهيد" (6/ 39) .
وحسنه الألباني في "صحيح الجامع" (1102) .
وقال الصنعاني رحمه الله في "سبل السلام" (2/ 704):
" أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ مَرْفُوعًا :
أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَأَفْضَلُ مَا قُلْت أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ ، وَهِيَ كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ وَالْإِخْلَاصِ وَهِيَ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ " انتهى .
فجمع رحمه الله بين حديث جابر : أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ
وبين حديث ابن عمرو :
أَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ .
ثم قال : " وَهِيَ كَلِمَةُ التَّوْحِيدِ وَالْإِخْلَاصِ وَهِيَ اسْمُ اللَّهِ الْأَعْظَمُ " .
فالقول بأن كلمة التوحيد هي اسم الله الأعظم ليس من كلام النبي صلى الله عليه وسلم
وإنما هو من كلام الصنعاني رحمه الله ، ولعله لما رأى أن كلمة التوحيد هي أفضل الذكر ، وهي أفضل ما قال الأنبياء عليهم السلام ، اختار أن تكون هي اسم الله الأعظم .
وربما وقع في بعض طبعات الكتاب، أو في النسخة الالكترونية منه، جَعْل الكلام كله بين قوسين ، فظنت الأخت الباحثة أن الكلام كله حديث مرفوع ، وليس الأمر كذلك .
ويتضح الأمر أكثر إذا علمنا أن هذا الكلام ليس للصنعاني أيضا ، وإنما هو نقله من الكتاب الذي اختصره
" وقد جاء فى الحديث هنا أيضًا : أفضل الذكر التهليل
وأنه أفضل ما قاله - عليه السلام - والنبيون من قبله . وقد قيل : إنه اسم الله الاَعظم ، وهى كلمة الإخلاص "
انتهى من "إكمال المعلم" للقاضي عياض (8/192) .
ثم نقله الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري" (114/207)
وزاد بعده تخريج حديث "أفضل الذكر.." .
ثم نقله ، مع بعض تغيير في العبارة ، ودمج التخريج : المغربي ، في "البدر التمام" (10/427):
" ويدل على أفضلية التهليل الحديث مرفوعًا:
"أفضل الذكر لا إله إلا الله". أخرجه الترمذي والنسائي وصححه ابن حبان والحاكم من حديث جابر. و"أفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله" . وهو كلمة التوحيد والإخلاص، وهو اسم الله الأعظم .. " اهـ
وهي العبارة التي أخذها الصنعاني في كتابه "سبل السلام" ، الذي هو مختصر لكتاب " البدر التمام" .
فتحصل من ذلك كله : إن وصف "لا إله إلا الله " بـ"اسم الله الأعظم" ليس في الحديث المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما هو قول "قيل"
على حد تعبير القاضي عياض رحمه الله ، وسرى منه إلى غيره ، على نحو ما ذكرناه .
وقد أوردنا ما جاء في " اسم الله الأعظم " في النصوص النبوية،
وأقوال بعض أهل العلم
وبينّا الراجح من أقوالهم في جواب السؤال القادم
والله تعالى أعلم .