يُحكى أن ابن عون الحريري النحوي دخل على أبي العباس الدارمي فوجدت جالسا وكأن رأسه الثغامة البيضاء وفيه شعرة واحدة سوداء
فقال له : يا سيدي ، في رأسك شعرة واحدة سوداء .
فقال: انها بقية شبابي وأنا أفرح بها
فقال : ألا تقول فيها شعرا
فأطرق ثم ارتجل قائلا
علمت في الرأس شعرة بقيت
سوداء تهوى العيون رؤيتها
فقلت للبيـض إذ تروِّعهـا
بالله إلا رحمـت غربتـهـا
فقلَّ لبث السوداء في وطـن
تكون فيه البيضـاء ضرتهـا
ثم قال : بيضاء واحدة تروِّع ألف سوداء ، فكيف حال سوداء بين ألف بيضاء