كم من الساعات والأيام والشهور والسنين . التي كانت وقتاً ضائعاً في حياتك . كم مشوارا قطعته من أجل شئ لا يستحق . كم نهاراً أنفقته في مطاردة الأوهام . وكم ليلة قضيتها ساهراً حائراً مسهداً . تفكر في إنسان آخر . بينما هومستغرق في نوم عميق . لا يدري شيئاً عن حيرتك وأرق لياليك وعذابك ؟ احسب ثم احسب من جديد . لتكتشف بسهولة وللأسف الشديد . كم السنوات التي ضاعت من حياتك . في الاهتمام بأشياء أوأشخاص .
لا يستحقون في الحقيقة منك أي اهتمام . والأيام الغالية بعد أن تضيعها من عمرك . سوف تؤكد لك ذلك . أن الذين تصورتهم أعز الأحباء لم يكونوا يستحقون منك كل هذا الحب .
وكل تلك السنوات الضائعة . وأن من تخيلتهم أصدقاء كانوا مجرد مصاصين لدمائك . لقد كانوا يكذبوب فقط . وأنت لم تكن أبداً في نظرهم صديقاً وانما مجرد ضحية يستغلونها ! وكم إنسان ضيع سنوات من عمره في قصة حب وهمية . ثم اكتشف في النهاية أنه أحب إنساناً وهمياً . كاذباً منافقاً مستغلاً أنانياً ـ كل ما كان يفعله هواستغلال مشاعرك وطيبة قلبك !
كم من سنوات حياتك عشتها في عطاء دائم . واكتشفت في نهايتها أن أحداً لم يعطك شيئاً في المقابل . وكل ما فعله أنه أخذ وأخذ وأخذ ؟! كم سنة ضيعتها من أجل مبادئ مثالية وأخلاق حقيقية .
ثم في النهاية فوجئت بأن الذين يكسبون في هذه الدنيا . فقط الذين بلا مبادئ ولا أخلاق .. وأن أصحاب النوايا الطيبة هم دائماً الذين يدفعون الثمن غالياً .
ويصابون بأفظع الجروح دائماً . أنت ضيعت معظم عمرك . أوكله . فلا تلومن إلا نفسك . وغفلة عقلك . ولا تضيع القصير الذي تبقي من عمرك حزناً وحسرة وندماً علي الذي ضيعته بيديك من عمرك. لأنك كنت الجاني الحقيقي علي نفسك وليس الذين باعوك وخانوك واستغلوك وحاولوا أن يقتلوك. هكذا أقول لنفسي !