منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - مقولة إنّ الإنسان مخلوقٌ مِن روح الله
عرض مشاركة واحدة
قديم 2021-11-09, 13:45   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

وربما أشكل على بعض الناس

قوله سبحانه في شأن عيسى عليه السلام :

( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ

أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ) النساء/171 .

فظنوا كما ظنت النصارى أن (مِِْن) للتبعيض

وأن الروح جزء من الله .

والحق أن (مِِْن) هنا لابتداء الغاية

أي هذه الروح من عند الله

مبدأها ومنشأها من الله تعالى

فهو الخالق لها ، والمتصرف فيها .

قال ابن كثير رحمه الله :

" فقوله في الآية والحديث : ( وَرُوحٌ مِنْهُ )

كقوله : ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ )

أي من خلقه ومِنْ عنده

وليست (مِنْ) للتبعيض كما تقوله النصارى عليهم لعائن الله المتتابعة

بل هي لابتداء الغاية كما في الآية الأخرى

وقد قال مجاهد في قوله : (وروح منه) أي ورسول منه

وقال غيره : ومحبة منه ، والأظهر الأول

وهو أنه مخلوق من روح مخلوقة .

وأضيفت الروح إلى الله على وجه التشريف

كما أضيفت الناقة والبيت إلى الله في قوله :

( هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ ) الأعراف/73

وفي قوله : ( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ ) الحج/26 .

وكما روي في الحديث الصحيح :

( فأدخل على ربي في داره ) أضافها إليه إضافة تشريف

وهذا كله من قبيل واحد ونمط واحد "


انتهى من "تفسير ابن كثير" (1/784) .

وقال الألوسي رحمه الله : :

حكي أن طبيبا نصرانيا حاذقا للرشيد ناظر

على بن الحسين الواقدى المروزى ذات يوم

فقال له : إن في كتابكم ما يدل على أن عيسى عليه السلام

جزء منه تعالى ، وتلا هذه الآية :

( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا

إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ) فقرأ الواقدي قوله تعالى

: ( وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ) الجاثـية/13

. فقال : إذاً يلزم أن يكون جميع الأشياء جزءاً منه سبحانه

وتعالى علوا كبيرا ، فانقطع النصراني فأسلم

وفرح الرشيد فرحا شديدا " .

وقال رحمه الله :

" لا حجة للنصارى على شيء مما زعموا في تشريف

عيسى عليه السلام بنسبة الروح إليه

إذ لغيره عليه السلام مشاركة له في ذلك

ففي إنجيل لوقا : قال يسوع لتلاميذه :

إن أباكم السماوي يعطي روح القدس الذين يسألونه .

وفى إنجيل متى

: إن يوحنا المعمداني امتلأ من روح القدس وهو في بطن أمه .

وفى التوراة : قال الله تعالى لموسى عليه السلام :

اختر سبعين من قومك حتى أفيض عليهم من الروح التي عليك .

وفيها في حق يوسف عليه السلام : يقول الملك :

هل رأيتم مثل هذا الفتى الذي روح الله تعالى عز وجل حال فيه .

وفيها أيضا : إن روح الله تعالى حلت على دانيال . . . إلى غير ذلك "


انتهى من "روح المعاني" (6/25) .

وجاء في إنجيل لوقا (1/41) :

( وامتلأت الياصبات من الروح القدس ) .

وقوله (1/25، 26) :

( وكان في أورشليم رجل صالح تقي اسمه سِمعان

ينتظر الخلاص لإسرائيل ، والروح القدس كان عليه

وكان الروح القدس أوحى إليه أنه لا يذوق الموت

قبل أن يرى مسيح الرب .

فجاء إلى الهيكل بوحي من الروح )

فهذا صريح في أن الروح ملَك يأتي بالوحي

وصريح أيضا في أن عيسى عليه السلام (مسيح الرب)

فهو عبد لله تعالى ، والله هو الذي مسحه ، وجعلها مسيحا .

والله أعلم .










رد مع اقتباس