منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - فيلسوفة النمل..من عيون الأدب العربي..
عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-03-08, 23:45   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
الكوثري
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية الكوثري
 

 

 
إحصائية العضو










B2



تحية عطِرة

ما تقوله أخي الكريم يدلّ دلالة قاطعة من أن الأدب الراقي له من معاني وظلال الخلود ، فلولا هذا السرّ الذي يتفاوت به الناس لكان كلام الرجل ككلام كتّاب الجرائد والصحف(1)، ولطُمِر حيث خصص التاريخ قبوا مظلما لبعض الإنتاج الإنساني !!
فهذه عشرون عاما ونيّفا على قراءة أدبه ونتاجه؛ وكأنك ليست بعيد العهد به.

أما الحدة فكنت أول عهدي به مثلك ؛يقَفُّ شعري لبعض الألفاظ ، لكن حين نفضت تراث الرجل (الذي وقع تحت يدي) عرفت بعض الحقائق في الأعيان والبلدان عرفت أنه كالهم بالعدل،إزاء ما تجرؤو وما كتبوا وما قالوا ، وهو هو نفسه - عليه رحمة الله - يقول في أول كتابه الراية :



نلفت القراء إلى أننا في هذا الكتاب إنما نعمل على إسقاط فكرة خطرة،وإذا هي قامت اليوم بفلان الذي نعرفه فقد تكون غدا فيمن لا نعرفه،ونحن نردّ على هذا وعلى هذا بردّ سواء، لا جهلنا من نجهله يلطف منه،ولا معرفتنا من نعرفه تبالغ فيه.

والفكرة لا تسمّى بأسماء الناس ، وقد تكون لألف سنة خَلت ثم تعود بعد ألف سنة تأتي ، فما توصف من بعد إلا كما وُصفت من قبل ما دام موقعا في النفس لم يتغيّر،ولا نظنه سيأتي يوم يُذكر فيه إبليس فيقال: رضي الله عنه.

ونحن مستيقنون أن ليس في جدال من نجادلهم عائدة على أنفسهم،إذ هم لا يضلون إلا بعلم وعلى بينة ! فمن ثم نزعنا في أسلوب الكتاب إلى منحى بياني نديره على سياسة من الكلام بعينها،فإن كان فيه من الشدّة أو العنف أو القول المؤلم أو التهكم،فما ذلك أردنا،ولكنا كالذي يصف الرجل الضال ليمنع المهتدي أن يضل،فما به زجر الأول بل عظة الثاني،ولهذا في مناحي البيان أسلوب ولذلك أسلوب غيره، ألا وإن أقبح من القبح ما جهله يسمى قبحا،وإن أحسن من الحسن ما جهله حسنا،ولكل معنى باعتباره موضع،ولكل موضع في حقه وصف ولكل وصف في غرضه تعبير،ولكل تعبير أسلوبه وطريقته،فهذا ما ننبه إليه.

ولو كان أصحابنا غيرَ مَن هم في الأثر والمنزلة لكان أسلوبنا غير ما هو في نمط العبارة،والسلام.


وأنا لا أنفي جيشان الطباع وحدّتها في السفود ففي الناس ما فيها من أثر البشرية،والرجل حين يرد عن الأصلين فللغاية المعروفة والمطلوبة من أمثاله من أهل البيان العالي،(فمثلا مقاله: كلمة مؤمنة في ردّ كلمة كافرة، كان الذي طلب منه ذلك العملاق الآخرمحمود شاكر في سياق وبيئة يعرفها من عرف تلك الحقبة الزمانيّة)وهو غيره حين يكتب في الحب ،فكتابه: معركة تحت راية القرآن عنوان مركز لموضوع الكتاب، والسفود له سياقه التاريخي والانساني والظروف السياسية التي أملته، ويكفي أن قامة مثل العقّاد كانت طرفا في القضية، ومثل شوقي والمازني وغيرهم من فحول تلك الطبقة.


ــــــــــــــــــــــــــــــ *** ــــــــــــــــــــــــــــــــ *** ــــــــــــــــــــــــــــــ



(1)من العجيب أن تراث هذا الرجل انتشر في الصحف (وهو الذي كتب مقالات في وحي القلم سمّاها : صعاليك الصحافة ، في أروع وأبدع ما تقرأ في نقد "الظاهرة الصحفية" أيام عنفوانها في العالم العربي عموما وبمصر خصوصا؛ببيان ساحر عجيب،وانظر غيره من الأقلام التي كانت تكتب في الصحف،وانظر جرائد هذه الأيام،وانظر الأسلوب الركيك واللحون الفاحشة التي تعييك تعلة الخطأ المطبعي في ايجاد تخريج أو تأويل لبعض الذباب الأسود على الورق !!

لا أحاشي الشروق الذائعة الصيت بعد " معركة أم درمان"،والتي تدعي زورا وبهتانا أنها تذوذ عن العربية وعن الهوية إلخ البطيخ المبسمل الذي يبيعونه كل يوم بألفْ، ولا أحدّثك عن الهداف الهفّاف.










رد مع اقتباس