مسعود عمراوي/ فيسبوك.
الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين unpef
الجزائر في :2015/08/08
كلمة رئيس الاتحاد في الجامعة الصيفية الـــ 04
بثانوية القديس أوغستان بعنابة من 07 إلى 10 أوت 2015
تحت شعار :
التقارب والتنسيق النقابي في خدمة الموظفين والعمال
بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
السيد : مدير التربية
السادة : الدكاترة المحاضرون
السادة : أعضاء البرلمان بغرفتيه
السادة : المنتخبون المحليون للولاية
السادة : ممثلو النقابات شركاؤنا في النضال النقابي
السادة والسيدات : رجال ونساء الإعلام
السادة والسيدات : مناضلو ومناضلات الاتحاد الوطني
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كما دأب الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين هاهو ينظم جامعته الصيفية الرابعة تحت شعار " التقارب والتنسيق النقابي في خدمة الموظفين والعمال " للوصول إلى التوافق وتحقيق الأهداف الكبرى للممارسة النقابية الجادة والمسؤولة لإيمانه بالتعددية النقابية واقعا لاشعارا ، ولذلك ما فتئ يسعى جاهدا لتكريسها قناعة منه بأن تحقيق مطالب موظفي وعمال القطاع يستوجب تضافر جهود الجميع وهذا ما جعله يعمل و في عدة محاولات مع مختلف نقابات الوظيفة العمومية تأسيس الكنفدرالية الجزائرية للنقابات المستقلة casa سنة 2000 ثم كنفدالية النقابات الجزائرية csa 2013 ، كما قام بالتنسيق مع نقابات الوظيفة العمومية ونقابات قطاع التربية تنائيا وجماعيا من سنة 2006 إلى يومنا هذا كان آخرها التكتل النقابي في قطاع التربية الذي ضم 07 نقابات ومما يهدف إليه رفع مستوى النضج والوعي النقابيين على مستوى العلاقات والممارسات الميدانية ، وتم تحقيق من خلال هذه المسيرة مجموعة من الأهداف خاصة ما تعلق منها بالمطالب المهنية والاجتماعية لتحسين الأجور وظروف العمل ، ومازالت مساعيه تصب في هذا الاتجاه وينشد دوما الأحسن ، وما تنظيم هذه الجامعة تحت هذا الشعار لدليل مواصلا مساعيه في جد للمساهمة في إرساء دعائم التعددية الحقيقة التي ستعود لا محالة بالخير على الجزائر عموما والموظفين والعمال خصوصا لتكريس حرية الرأي والديمقراطية الحقة .
تنعقد هذه الجامعة في ظرف متميز تشهده الجزائر في ظل الجاذبات الدولية مما يستوجب تقوية وتحصين الجبهة الداخلية التي لاتتم إلا بتنازل السلطة والمعارضة ، وتضافر جهود جميع أبنائها دون استثناء قصد الحفاظ على سلامة واستقرار الوطن ووحدته ، أما على الصعيد التربوي فتشهد الساحة بعد تنظيم الندوة الوطنية لتقييم تطبيقات إصلاح المدرسة الجزائرية رجات وردود أفعال كان ينبغي تفاديها والاهتمام بالمهم خاصة في هذه الظروف التي نحن فيها بحاجة ماسة للم الشمل وتوحيد الصف والابتعاد عن القضايا الهامشية و الجانبية .
أيها الإخوة أيتها الأخوات :
إن وزارة التربية والوطنية بخرجتها الاستعجالية في تنظيم الندوة الوطنية لتقييم تطبيقات إصلاح المدرسة الجزائرية وضعت الجزائر في مأزق وهي في منأى عنه إذ أقحمت نفسها في موضوع ترسيم استعمال اللهجات العامية للأقسام التحضيرية والسنتين الأولى والثانية ابتدائي الذي يحتاج لنقاش معمق فاستفردت به بتحجج تبنيها رأي خبراء التربية ، هؤلاء الخبراء كان الأولى لهم إصدار توصيات لتطوير اللغة الأمازيغية باعتبارها رافدا أساسيا من روافد الشخصية الجزائرية وحصنا منيعا للوحدة الوطنية واعتماد اللغة الإنجليزية كلغة أجنبية أولى كونها اللغة العالمية والعلمية سعيا للتقدم العلمي والتكنولوجي ، أم أن الخلفية الإيديولوجية والفكرية تغلبتا عن الروح العلمية الصرفة وهو ما نعتبره سابقة خطيرة لا تحمد عقباها ، فلا يمكن أبدا بعد أزيد من نصف قرن من استقلال الجزائر تحقيق ما عجزت عنه فرنسا الاستعمارية في ضرب اللغة العربية والعودة للوراء لأنه سبق أن سعت من أجله فرنسا في محاولة فيائسة لطمس معالم الشخصية الوطنية وضرب هوية الشعب الجزائري في العمق .
إن الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين يرفض رفضا قاطعا إقحام المدرسة في صراعات إيديولوجية عقيمة أخذت منا جهدا ووقتا ثمينين منذ الاستقلال ، كما يرفض رفضا جازما إرجاعنا لعهد السبعينيات من القرن الماضي لاختلاق صراعات ومعارك وهمية جانبية تجاوزها الزمن كثيرا ما شغلتنا بالتوافه عن عظائم الأمور وحدت من إرادتنا في القيام بنهضة علمية شاملة تضمن لنا التقدم والازدهار، في الوقت الذي تنْصبُّ فيه جهود دول العالم للتنافس من أجل التفوق العلمي والتكنولوجي فحققت المراد والمبتغى .
أيها الأكارم أيتها الكريمات :
كان الأولى لوزارة التربية الوطنية تخصيص هذه الندوة لتقييم مرحلة التعليم الثانوي كما كان مبرمجا ثم دراسة آليات تحسين النتائج المدرسية لتحقيق الأهداف المسطرة التي تضمنها القانون التوجيهي للتربية الوطنية بتحقيق نسبة 70 بالمائة وهو مشروع آفاق سنة 2015 ، والتفكير مليا بالعقبات التي ستعترض الدخول المدرسي من خلال تعيين 7200 متعاقدا – مستخلفا- ناهيك عن الحالات الاستثنائية الأخرى مما سينعكس سلبا على النتائج المدرسية والمردود التربوي نتيجة بعض بنود التعليمتين المتعلقتين بالاستخلاف والمسابقات والامتحانات المهنية ، وبقدر ما نثمن الاتفاق الأخير بين وزارة التربية الوطنية والوظيف العمومي القاضي بتفريغ الناجحين في المسابقات والامتحانات المهنية لتأطير المؤسسات التربوية في فترة التكوين واستغلال مناصبهم في الاستخلاف عليها بيداغوجيا ،فإننا نشدد على ضرورة تعديل المرسوم التنفيذي 12/194 المتعلق بالمسابقات والامتحانات المهنية لينص صراحة بأولوية الناجحين في قوائم الاحتياط في عمليات الاستخلاف على مناصب الناجحين للترقية لرتب الإدارة والتفتيش لمدة سنة ثم توظيفهم رسميا استثمارا لخبرتهم وتكوينهم في نفس الوقت .
هذا في الجانب البيداغوجي والتربوي أما على الصعيد المهني والاجتماعي فلا أحد ينكر ما حققناه من مكتسبات بدءا بفتح ملف النظام التعويضي مرتين متتاليتين مما انعكس إيجابا على أجور الموظفين تلاه تعديلات القانون الأساسي لمرتين أيضا في 2008 و 2012 وبالرغم مما تحقق فإننا لسنا راضين نتيجة الاختلالات التي تضمنها مما جعلنا نواصل نضالنا المستميت لاسترجاع حقوق الفئات والأسلاك المتضررة حيث تمكنا من إدماج عشرات الآلاف من المعلمين والأساتذة في الرتب المستحدثة وافتكاك الأثر المالي والرجعي ، ومازال طموحنا كبير في معالجة بقية الملفات لإنصاف الأسلاك المتضررة ، وإن الاتحاد يسعى جاهدا لتفعيل اللجنة المشتركة من خلال التحضير الجاد لاستكمال هذا الملف في أقرب الآجال .
أما بخصوص الخدمات الاجتماعية التي ناضلنا من أجلها منذ اعتماد منظمتنا سنة 1990 فقد تم تكريس 03 مبادئ أساسية حيث تم إبعادها عن الهيمنة النقابية واعتماد مبدأ التضامن والوطني والصندوق الشفاف في اختيار الممثلين ، ونضالنا مستمر للإسراع في تنصيب اللجنة الحكومية لضبط الحسابات المالية وجرد الممتلكات من تاريخ 1994 إلى 2012 ونسعى جاهدين لمرافقة المنتخبين لتحسين أدائهم وطنيا وولائيا ، ولن يهنأ لنا بال حتى نحقق المشاريع الكبرى لموظفي وعمال القطاع واستفادة المستحقين الفعليين وذوي الأجور الزهيدة .
ونسجل تذمرنا من إجراءات تعديل المادة 87 مكرر التي لم تأت بالجديد رغم الهالة التي صاحبتها مما يستوجب على السلطات العمومية الاهتمام بفئة الأسلاك المشتركة والعمال المهنيين وأعوان الأمن والوقاية وتحسين ظروفهم الاجتماعية والمهنية .
ختاما : نأمل أن تكون هذه الجامعة الصيفية محطة للتقيييم والتقويم وفضاء للتكوين النقابي ونشر الوعي في أوساط موظفي وعمال القطاع ، كما أنها فرصة سانحة لتبادل الخبرات والآراء والأفكار ، والخروج بتوصيات تكون في مستوى التطلعات ، ونتقدم بخالص الشكر والعرفان لوزارة التربية الوطنية ومن خلالها للسيد مدير التربية لتوفيره سبل إنجاح الجامعة الصيفية ، ونخص أيضا الدكاترة والأساتذة الأفاضل المحاضرين ، كما نشكر المكتب الولائي على الجهد المبذول والتحضيرات الحثيثة ، دون أن ننسى طاقم الثانوية إدارة وعمالا لسهرهم على راحة المشاركين .
أشكركم على كرم إصغائكم وجميل صبركم، وفقنا الله جميعا لما فيه خير البلاد والعباد
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
رئيس الاتحاد / الصادق دزيري.