خصّصنا افتتاحية عدد شهر آب الماضي لتسليط الضوء على أهمية اكتشاف نفط وغاز الطبقة الصخرية المعــــــــروف بالانكليزيـــــــــة باسم shale rocks وبالفرنسية باسم schiste.
وذكرنا في حينه ان الأمير الوليد بن طلال كتب في تويتر ان البدء بإنتاج هذا المصدر الجديد للنفط والغاز يهدد سلامة الاقتصاد الخليجي، حيث ان معظم وارداته ناجمة عن استخراج النفط والغاز.
وقال الأمير الوليد ان اميركا سوف تحتل المرتبة الأولى في العالم بين مصدري النفط سنة 2017.
وذكرنا في حينه ان الولايات المتحدة الأميركية تتصدر الدول التي طورت أسلوب استخراج النفط والغاز من الطبقة الصخرية. وان فرنسا تعارض ذلك لأنه يسيء الى البيئة، إلا ان الأمور تطورت بسرعة خلال الشهرين المنصرمين حيث أعلنت أكثر من دولة انها سوف تلحق بأميركا وتستخرج غاز »الشيست « schiste او »الشيل « shale بحيث بدت فرنسا وكأنها الدولة الوحيدة في العالم التي تعزل نفسها عن هذا الإطار.
وذكرت وكالة فرانس برس (afp) ان أميركا وكندا بدأتا بإنتاج الغاز والنفط الجديدين بكميات تجارية، وان بولندا تقوم بالتنقيب عن طبقة الشيست في أراضيها على نطاق واسع، إلا ان النتائج المحققة حتى الآن جاءت أقل مما كان متوقعاً. ومع ذلك فإن بولندا سوف تبدأ بإنتاج كميات قليلة العام القادم.
أما في بريطانيا فقد سمحت حكومــــــة كاميرون لشركـــــــة كوادريلا cuadrilla بالتنقيب عن الغاز والنفط الجديدين في مناطق نائية شمال شرق بريطانيا، وذلك منذ العام 2011.
وفي الدانمرك، منحت الحكومة إجازتي تنقيب عن الغاز والنفط الجديدين لشركتين تابعتين جزئياً لشركة توتال total.
وفي اوكرانيا جرى التوقيع مع شركة شل ****l للتنقيب عن الغاز والنفط وكذلك فعلت اسبانيا ورومانيا.
وفي الأرجنتين التي تعتبر الأكثر غنى في مادة الشيست، تقوم شركة اييا (eia) والشركة الوطنية للبترول (ypf) بتطوير عملية التنقيب في مرتفعات vaca muerth.
وقد جرى التوقيع على عقد مع شركة شفرون chevron الأميركية لتطوير هذه الصناعة الجديدة.
أما روسيا فهي الأولى بامتياز بامتلاك الاحتياط الأعظم من كميات صخور الشيست، وتقوم كل من شركتي توتال وشل ****l بمفاوضة الحكومة الروسية على تطوير استخراج النفط والغاز الجديديـــــن بالتعــــاون مــــع شركــــة غــــاز بروم gazprom في منطقة كانتي ماتسبيك سيبيريا.
وتقوم الصين بنشاط مكثف من أجل تسريع التنقيب عن النفط والغاز الجديدين. كما تقوم اوستراليا بعمل دؤوب للغاية عينها.
تحقيق لوكالة afp
وتقول afp في تحقيق لها حول الموضوع ان استخراج نفط الشيست بدأ في منطقة البرتا alberta في كندا والكيبيك quebec.
وكانت حكومة جنوب افريقيا قد أعلنت عن وقف عمليات التنقيب حماية للبيئة وذلك قبيل الانتخابات المتوقع اجراؤها خلال شهر نيسان (ابريل) العام المقبل.
أما في الدول العربية فإن الجزائر المنتج الرئيسي للغاز الطبيعي، أعلنت انها تمتلك احتياطاً كبيراً من صخور الشيست.
وفي بلغاريا أو جمهورية التشيك، قرّرت حكومتها توقيف التنقيب حماية للبيئة حتى إشعار آخر.
كما ان هولندا التي سبق ان منحت رخصتين للتنقيب عن الشيست قد عادت وأوقفت العمل معهما حماية للبيئة.
مكامن واحتياطات الغاز الصخري
نقتطف من دراسة قيّمة للمهندس أمجد قاسم نشرت في مجلة القافلة، الجزء الخاص بمكامن واحتياطات الغاز الصخري في العالم وأحجام تواجدها في بعض الدول وفي مقدمها الصين التي تتبوأ مركز الصدارة في المخزونات القابلة للاستخراج تليها الولايات المتحدة.
»تزايدت في السنوات الاخيرة، كمية الغاز الصخري المستخرج في الولايات المتحدة الاميركية، وقد وصلت في عام 2012 الى ما نسبته 30 بالمئة من اجمالي الغاز الطبيعي المستهلك بالمقارنة مع 1 بالمئة في عام 2000، وبذلك فإن الاحتياطي العام من الغاز ارتفع بنسبة قاربت 46%. فطبقا لتقرير لجنة الغاز الكامن (بي جي سي) الاميركية فإن مجمل الغاز الطبيعي الذي يمكن استخراجه في اميركا يبلغ 2384 تريليون قدم مكعبة وهو اعلى مستوى له في تاريخ اللجنة الممتد لثمانية واربعين عاما.
وحسب بيانـــــات ادارة معلومــــــــــات الطاقــــــــــة الاميركية information administration والتي صدرت في نيسان 2011، فإن الغاز الصخري يوجد في نحو 33 دولة في العالم، اربع منها تستحوذ على ما نسبته 53% من اجمالي المخزونات العالمية، وتتبوأ الصين مركـــــز الصـــــدارة فـــــي المخزونـــــات القابلـــــة للاستخراج والتي تقدر بنحو 1215 تريليون قدم مكعبة تليها الولايات المتحدة الاميركية بنحو 862 تريليون قدم مكعبة ثم الارجنتين بنحو 774 تريليون قدم مكعبة، والمكسيك بنحو 681 تريليون قدم مكعبة، ثم جنوب افريقيا واستراليا وكندا وليبيا والجزائر والبرازيل وبولندا وفرنسا بنسب متفاوتة. ويقدر الاحتياطي العالمي في 33 دولة في العالم بنحو 6622 تريليون قدم مكعبة، وهذه التقديرات تتغير حسب الاكتشافات الحديثة لمكامن الغاز الصخري، مع الاخذ في الاعتبار ان تلك التقديرات لمخزونات الغاز الصخري لا تعني ان تلك الكميات قابلة للاستخراج، اذ ان نسبة كبيرة منها قد تكون غير مجدية للانتاج.
جدير بالذكر ان تقديرات عام 2012 لاحتيـــــاطــــــــــات الغــــــــــاز الصخري في الولايات المتحدة الاميركية والصادرة عن وزارة الطاقة الاميركية بينت تراجعا ملحوظا في الاحتياطات الاميركية الى 482 تريليون قدم مكعبة ويعود السبب الى توافر معلومات اكثر تفصيلا جراء تزايد عمليات التنقيب عن مكامن الغاز في باطن الارض، الا ان توقعات الخبراء تشير الى احتمالية زيادة هذه الكميات في المستقبل مع تنامي عمليات البحث والتنقيب عن الغاز الصخري في الولايات المتحدة الاميركية.
كذلك يتوقع تقرير ادارة معلومات الطاقة الاميركية، انه بحلول عام 2035 سيشكل الغاز الصخري ما نسبته 62% من اجمالي انتاج الصين من الغاز، وسيشكل نحو 50% من انتاج استراليا من الغاز، اما اميركا فيتوقع ان تبلغ حصة الغاز الصخري نحو 46% من اجمالي انتاج الغاز فيها، مما يؤهل تلك الدول وغيرها التي سيكتشف فيها مكامن للغاز الصخري، ان تصبح من الدول المصدرة له.«
وتتحدث الدراسة عن العقبات والتحديات البيئية وما يستخرج من صناعات بتروكيمائية من الغاز الصخري .