منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-11-10, 16:55   رقم المشاركة : 97
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










Flower2

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته

الدجال رجل من بني آدم

له صفات كثيرة جاءت بها الأحاديث لتعريف الناس به

وتحذيرهم من شره

حتى إذا خرج عرفه المؤمنون فلا يفتنون به

بل يكونون على علم بصفاته

التي أخبر بها الصادق صلى الله عليه وسلم

وهذه الصفات تميزه عن غيره من الناس

فلا يغتر به إلا الجاهل الذي سبقت عليه الشقوة .


نسأل الله العافية .

*معنى المسيح :

ذكر العلماء ما يزيد عن خمسين قولاً في معنى " المسيح " .

وقالوا أن هذا اللفظ يطلق على الصدّيق وعلى الضلّيل الكذاب

فالمسيح عيسى ابن مريم الصدّيق ، مسيح الهدى

يبرئ الأكمه والأبرص ، ويحي الموتى بإذن الله .

والمسيح الدجال هو الضلّيل الكذاب

مسيح الضلالة يفتن الناس بما يعطاه من الآيات كإنزال المطر

وإحياء الأرض بالنبات وغيرهما من الخوارق .

فخلق الله المسيحين أحدهما ضد الآخر .

وقال العلماء في سبب تسمية الدجال بالمسيح :

أن إحدى عينيه ممسوحة

وقيل : لأنه يمسح الأرض في أربعين يوماً ..


والقول الأول هو الراجح

لما جاء في الحديث الذي رواه مسلم برقم 5221

عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" الدَّجَّالُ مَمْسُوحُ الْعَيْنِ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ .. " .


*معنى الدجال :

الدَّجل : هو الخلط والتلبيس ، يقال دَجَلَ إذا لبّس ومَوَّهَ

والدجال : المُمَوِّه الكذاب ، الذي يُكثِر من الكذب والتلبيس .

ولفظة " الدجال " أصبحت عَلَمَاً على المسيح الأعور الكذاب

وسمي الدجال دجالاً :

لأنه يغطي على الناس كفره بكذبه وتمويهه وتلبيسه عليهم .


*مكان خروج الدجال :

يخرج الدجال من جهة المشرق من خراسان

من يهودية أصبهان

ثم يسير في الأرض فلا يترك بلداً إلا دخله ، إلا مكة والمدينة

فلا يستطيع دخولهما لأن الملائكة تحرسهما .

ففي حديث فاطمة بنت قيس

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في الدجال :

" أَلا إِنَّهُ فِي بَحْرِ الشَّأْمِ أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ لا بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ

مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ

مَا هُوَ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ "


رواه مسلم برقم 5228 .

وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال

: حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" الدَّجَّالُ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ "


رواه الترمذي برقم 2163

. صححه الألباني ( صحيح الجامع الصغير / حديث رقم 3398 ) .


وعن أنس رضي الله عنه قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ يَهُودِيَّةِ أَصْبَهَانَ مَعَهُ سَبْعُونَ

أَلْفًا مِنْ الْيَهُودِ عَلَيْهِمْ التِّيجَانُ "


رواه أحمد برقم 12865 .

الأماكن التي لا يدخلها الدجال :

حرم على الدجال دخول مكة والمدينة حين يخرج في آخر الزمان

لورود الأحاديث الصحيحة بذلك

وأما ما سوى ذلك من البلدان فإن الدجال سيدخلها واحداً بعد الآخر .

جاء في حديث فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أن الدجّال قال

: " وَإِنِّي أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِي فِي الْخُرُوجِ

فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِي الأَرْضِ فَلا أَدَعَ قَرْيَةً إِلا هَبَطْتُهَا فِي أَرْبَعِينَ لَيْلَةً

غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ

عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً أَوْ وَاحِدًا مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِي

مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتًا يَصُدُّنِي عَنْهَا

وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلائِكَةً يَحْرُسُونَهَا "


رواه مسلم برقم 5228 .


وثبت أيضاً أن الدجال لا يدخل مسجد الطور ، والمسجد الأقصى .

روى الإمام أحمد برقم 22572

من حديث جنادة بن أبي أمية الأزدي قال :

أتيت رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقلت له

: حَدِّثْنِي حَدِيثًا سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدَّجَّالِ

فذكر الحديث وقال :

" وَإِنَّهُ يَلْبَثُ فِيكُمْ أَرْبَعِينَ صَبَاحًا يَرِدُ فِيهَا كُلَّ مَنْهَلٍ

إِلا أَرْبَعَ مَسَاجِدَ مَسْجِدَ الْحَرَامِ وَمَسْجِدَ الْمَدِينَةِ وَالطُّورِ وَمَسْجِدَ الأَقْصَى " .


أتْباع الدجال :

أكثر أتباع الدجال من اليهود والعجم والترك

وأخلاط من الناس غالبهم الأعراب والنساء .


روى الإمام مسلم في صحيحه برقم 5237

عن أنس بن مالك رضي الله عنه :

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :

" يَتْبَعُ الدَّجَّالَ مِنْ يَهُودِ أَصْبَهَانَ سَبْعُونَ أَلْفًا عَلَيْهِمْ الطَّيَالِسَةُ "

والطيالسة : كساء غليظ مخطط

. وفي رواية للإمام أحمد : " سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ الْيَهُودِ عَلَيْهِمْ التِّيجَانُ "


حديث رقم 12865 .

وجاء في حديث أبي بكر السابق :

" يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ "


رواه الترمذي برقم 2136 .

وأما كون الأعراب يتبعون الدجال

فلأن الجهل غالب عليهم

أما النساء لسرعة تأثرهن وغلبة الجهل عليهن .

جاء في الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما قال :

قال النبي صلى الله عليه وسلم :

" يَنْزِلُ الدَّجَّالُ فِي هَذِهِ السَّبَخَةِ بِمَرِّقَنَاةَ - وادٍ بالمدينة -

فَيَكُونُ أَكْثَرَ مَنْ يَخْرُجُ إِلَيْهِ النِّسَاءُ

حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْجِعُ إِلَى حَمِيمِهِ وَإِلَى أُمِّهِ وَابْنَتِهِ وَأُخْتِهِ

وَعَمَّتِهِ فَيُوثِقُهَا رِبَاطًا مَخَافَةَ أَنْ تَخْرُجَ إِلَيْهِ "


رواه أحمد برقم 5099 .

* هلاك الدجال :

يكون هلاك الدجال على يدي المسيح عيسى بن مريم عليه السلام

كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة

وذلك الدجال يظهر على الأرض ويكثر أتباعه وتعم فتنته

ولا ينجو منها إلا قلة من المؤمنين


وإليكم بعض الأحاديث الواردة في هلاك الدجال وأتباعه :

روى مسلم برقم 5233

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ .. " فذكر الحديث

وفيه : " فَيَبْعَثُ اللَّهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ كَأَنَّهُ

عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ " .

وروى الإمام أحمد عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنه قال :

" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

" يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خَفْقَةٍ مِنْ الدِّينِ وَإِدْبَارٍ مِنْ الْعِلْمِ " فذكر الحديث وفيه :

" ثُمَّ يَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَيُنَادِي مِنْ السَّحَرِ

فَيَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ مَا يَمْنَعُكُمْ أَنْ تَخْرُجُوا إِلَى الْكَذَّابِ الْخَبِيثِ فَيَقُولُونَ

هَذَا رَجُلٌ جِنِّيٌّ فَيَنْطَلِقُونَ فَإِذَا هُمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

فَتُقَامُ الصَّلاةُ فَيُقَالُ لَهُ تَقَدَّمْ يَا رُوحَ اللَّهِ فَيَقُولُ لِيَتَقَدَّمْ إِمَامُكُمْ

فَلْيُصَلِّ بِكُمْ فَإِذَا صَلَّى صَلاةَ الصُّبْحِ خَرَجُوا إِلَيْهِ

قَالَ فَحِينَ يَرَى الْكَذَّابُ يَنْمَاثُ كَمَا يَنْمَاثُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ فَيَمْشِي إِلَيْهِ

فَيَقْتُلُهُ حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَةَ وَالْحَجَرَ يُنَادِي يَا رُوحَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ

فَلا يَتْرُكُ مِمَّنْ كَانَ يَتْبَعُهُ أَحَدًا إِلا قَتَلَهُ "


حديث رقم 14426 .

الخلاصة

تحدث الوقاية من فتنة الدجال :

بالتمسك بالإسلام

والتسلح بسلاح الإيمان ومعرفة أسماء الله وصفاته الحسنى

التي لا يشاركه فيها أحد

فيعلم أن الدجال بشر يأكل ويشرب

وأن الله تعالى منزه عن ذلك

وأن الدجال أعور والله ليس بأعور

وأنه لا أحد يرى ربه حتى يموت

والدجال يراه الناس عند خروجه مؤمنهم وكافرهم .

التعوذ من فتنة الدجال وخاصة في الصلاة


روى مسلم برقم 1342

عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال

: " مَنْ حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ مِنْ أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ مِنْ الدَّجَّالِ "

أي : من فتنته ، قال مسلم :

قال شعبة : " مِنْ آخِرِ الْكَهْفِ و قَالَ هَمَّامٌ مِنْ أَوَّلِ الْكَهْف " .

قال النووي :

" سَبَب ذَلِكَ مَا فِي أَوَّلهَا مِنْ الْعَجَائِب وَالآيَات ,

فَمَنْ تَدَبَّرَهَا لَمْ يُفْتَتَن بِالدَّجَّالِ , وَكَذَا فِي آخِرهَا قَوْله تَعَالَى :

( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا .. ) "


شرح صحيح مسلم 6 / 93 .

وهذا من خصوصيات سورة الكهف

فقد جاءت الأحاديث بالحث على قراءتها وخاصة في يوم الجمعة

روى الحاكم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه

أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :

" إِنَّ مَنْ قَرَأَ سُوْرَةَ الْكَهْفِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

أَضَاءَ لَهُ مِنَ الْنُّوْرِ مَا بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ "


المستدرك ( 2 / 368 )

وصححه الألباني ( صحيح الجامع الصغير / حديث رقم 6346 ) .


فينبغي لكل مسلم أن يحرص على قراءة هذه السورة وحفظها

وترديدها وخاصة في خير يوم طلعت عليه الشمس وهو يوم الجمعة .


و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر