منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - الدَّالَّ عَلَى الْخَيْرِ كَفَاعِلِهِ
عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-11-04, 04:34   رقم المشاركة : 91
معلومات العضو
*عبدالرحمن*
مشرف عـامّ
 
الصورة الرمزية *عبدالرحمن*
 

 

 
إحصائية العضو










B8

اخوة الاسلام

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته



الخوف من الله تعالى واجب على كل أحد

ولا يبلغ أحد مأمنه من الله إلا بالخوف منه

قال الله عز وجل :

( فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) آل عمران/175

وقال عز وجل : ( فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ ) المائدة/44

وقال سبحانه : ( وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ ) البقرة/40 .

وقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

( يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: وَعِزَّتِي لَا أَجْمَعُ عَلَى عَبْدِي خَوْفَيْنِ

وَلَا أَجْمَعُ لَهُ أَمْنَيْنِ، إِذَا أَمِنَنِي فِي الدُّنْيَا أَخَفْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَة

وَإِذَا خَافَنِي فِي الدُّنْيَا أَمَّنْتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )


رواه ابن المبارك في "الزهد" (157)

وحسنه الألباني في "الصحيحة" (742).


كيف نخاف الله عز وجل ؟

ما هو الواجب علينا فعله لنبلغ هذه المنزلة ؟

كيف تدل محبة الله تعالى على الخوف منه ؟


إن لذلك وسائل شرعية ، وأعمالا قلبية

نذكر منها ما يتهيأ به – إن شاء الله -

لكل مسلم أن يخاف ربه ، ويخشى عذابه

ويلجئه خوفه إلى حسن الظن به سبحانه ، فمن ذلك :

- قراءة القرآن وتدبر معانيه

قال تعالى : ( قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لا تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ

مِنْ قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً *

وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً *

وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً ) الاسراء/107-109

- استشعار عظم الذنب وهوله :


روى البخاري (6308)

عن ابن مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ

" إِنَّ الْمُؤْمِنَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَأَنَّهُ قَاعِدٌ تَحْتَ جَبَلٍ يَخَافُ أَنْ يَقَعَ عَلَيْهِ

وَإِنَّ الْفَاجِرَ يَرَى ذُنُوبَهُ كَذُبَابٍ مَرَّ عَلَى أَنْفِهِ فَقَالَ بِهِ هَكَذَا " .

- تقوى الله تعالى ، بفعل الطاعات ، وترك المنكرات والمحرمات

فهذا يزرع الخوف في القلوب ، ويحييها بعد مواتها

ويشغلها بمحبة الله وابتغاء مرضاته واتقاه سخطه

- تعظيم محارم الله .

قال ابن القيم رحمه الله :

" الْخَوْفُ الْمَحْمُودُ الصَّادِقُ: مَا حَالَ بَيْنَ صَاحِبِهِ وَبَيْنَ مَحَارِمِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ

فَإِذَا تَجَاوَزَ ذَلِكَ خِيفَ مِنْهُ الْيَأْسُ وَالْقُنُوطُ.

قَالَ أَبُو عُثْمَانَ: صِدْقُ الْخَوْفِ : هُوَ الْوَرَعُ عَنِ الْآثَامِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا.

وَسَمِعْتُ شَيْخَ الْإِسْلَامِ ابْنَ تَيْمِيَّةَ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ

يَقُولُ: الْخَوْفُ الْمَحْمُودُ مَا حَجَزَكَ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ "


انتهى من "مدارج السالكين" (1/ 510) .

- معرفة فضل الخائفين من الله الوجلين

قال تعالى : (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ

وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) الأنفال/ 2

وعن أبي هريرة - رضي اللَّه عنه – قال

: قالَ رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم :

( لا َيَلِجُ النَّارَ رَجْلٌ بَكَى مِنْ خَشْيَةِ اللَّه حَتَّى يَعُودَ اللَّبَنُ في الضَّرْع

وَلا يَجْتَمعُ غُبَارٌ في سَبِيلِ اللَّه ودُخانُ جَهَنَّمَ )


. رواه الترمذي (1633) ، والنسائي (3108) . وصححه الألباني .

- أن تعلم قدر نفسك ، وأنك ضعيف مهين

ولو شاء الله لعاجلك بالعقوبة

فينبغي لمن هذه حاله أن يكون خائفا من مولاه

قال الغزالي رحمه الله :

" الخوف مِنَ اللَّهِ تَعَالَى تَارَةً يَكُونُ لِمَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى

وَمَعْرِفَةِ صِفَاتِهِ وَأَنَّهُ لَوْ أَهْلَكَ الْعَالَمِينَ لَمْ يُبَالِ وَلَمْ يَمْنَعْهُ مَانِعٌ

وَتَارَةً يَكُونُ لِكَثْرَةِ الْجِنَايَةِ مِنَ الْعَبْدِ بِمُقَارَفَةِ الْمَعَاصِي

وَتَارَةً يَكُونُ بِهِمَا جَمِيعًا

وَبِحَسَبِ مَعْرِفَتِهِ بِعُيُوبِ نَفْسِهِ وَمَعْرِفَتِهِ بِجَلَالِ اللَّهِ تَعَالَى وَاسْتِغْنَائِهِ

فَأَخْوَفُ النَّاسِ لِرَبِّهِ أَعْرَفُهُمْ بِنَفْسِهِ وَبِرَبِّهِ " .


انتهى من "إحياء علوم الدين" (4/ 155) .

- الخوف من مباغتة العقوبة

وعدم الإمهال والتمكن من التوبة :

قال ابن القيم رحمه الله :

" ينشأ - يعني الخوف - من ثلاثة أُمور:

أحدها: معرفته بالجناية وقبحها.

والثاني: تصديق الوعيد

وأن الله رتب على المعصية عقوبتها.

والثالث: أنه لا يعلم لعله يمنع من التوبة

ويحال بينه وبينها إذا ارتكب الذنب.

فبهذه الأمور الثلاثة يتم له الخوف

وبحسب قوتها وضعفها : تكون قوة الخوف وضعفه

فإن الحامل على الذنب إما أن يكون عدم علمه بقبحه

وإما عدم علمه بسوءِ عاقبته

وإما أن يجتمع له الأمران لكن يحمله عليه اتكاله على التوبة

وهو الغالب من ذنوب أهل الإيمان، فإذا علم قبح الذنب

وعلم سوءَ مغبته وخاف أن لا يفتح له باب التوبة

بل يمنعها ويحال بينه وبينها : اشتد خوفه.

هذا قبل الذنب ؛ فإذا عمله : كان خوفه أشد.

وبالجملة فمن استقر في قلبه ذكر الدار الآخرة وجزائها

وذكر المعصية والتوعد عليها

وعدم الوثوق بإتيانه بالتوبة النصوح :

هاج في قلبه من الخوف

ما لا يملكه ولا يفارقه حتى ينجو "


انتهى ، من "طريق الهجرتين" (ص 283) .

والله أعلم .

و لنا عودة إن شاء الله للاستفادة من موضوع اخر