منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - صادفتها في طريقي؛ فاستوقفتني..
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-01-22, 20:56   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
سَامِيَة
عضو مميّز
 
إحصائية العضو










Flower2 عن السعادة

( 1 )

الإنسان مفطور على الطمع تراه أبدا كتلميذ المدرسة كلما بلغ فصلا كان همه أن يصعد إلى الذي فوقه ولكن التلميذ يسعى إلى غاية معروفة إذا بلغها وقف عندها، والمرء في الدنيا يسعى إلى شيء لا يبلغه أبدا لأنه لا يسعى إليه ليقف عنده ويقنع به بل ليجاوزه راكضا يريد غاية هي صورة في ذهنه ما لها في الأرض من وجود..
وقد يعطى المال الوفير والجاه الواسع والصحة والأهل والولد ثم تجده يشكو فراغا في النفس وهما خفيا بالقلب لا يعرف له سببا يحس أن شيئا ينقصه ولا يدري ما هو فما الذي ينقصه فهو يبتغي استكماله؟
لقد أجاب على ذلك رجل واحد رجل بلغ في هذه الدنيا أعلى مرتبة يطمح إليها رجل مرتبة الحاكم المطلق في ربع الأرض فيما بين فرنسا والصين وكان له مع هذا السلطان والصحة والعلم والشرف هو عمر بن عبد العزيز الذي قال :" إن لي نفسا تواقة ما أعطيت شيئا إلا تاقت إلى ما هو أكبر تمنت الإمارة فلما أعطيتها، تاقت إلى الخلافة فلما بلغتها، تاقت إلى الجنة "

هذا ما تطلبه كل نفس إنها تطلب العودة إلى موطنها الأول وهذا ما تحس الرغبة الخفية أبدا فيه والحنين إليه والفراغ الموحش إن لم تجده..


علي الطنطاوي










رد مع اقتباس