بين أروقة المستشفى الجامعي ، رحت أمد خطواتي توقفت للحظة لا أعلم السبب ربما ذلك المنظر الذي شلّ الحركة كلية بساقيّ طفل في حدود 13 من العمر جالس على سرير يحمل أنبوبا تتدفق منه قطرات الدواء الأحمر الحارق للعظام جسم هزيل ، وجه شاحب و رأس أصلع اقتربت من الغرفة قليلا وماهي الا لحظات حتى تنطلق تلك الصرخة ، و أي صرخة يا الله أحسست بألمه كأنه يخرج من كل نقطة في جسمه الصغير مريض سرطان وضعت له إبرة على مستوى الظهر " يا ربي ، أدّي روحي و خلّصني من هذا العذاب يا ربي خفّف عليّ " كانت هي بعض من الكلمات التي يصرخ بها مع الأدعية وماهي إلا لحظات حتى أغمي عليه من شدة الألم نُقل بسرعة إلى جناح العناية المركزة ربط بتلك الخيوط و الأسلاك دموع والدته تكاد تنساب كنهر جاري أدخلتُها الى الغرفة المجاورة ، أول مرة في حياتي أبكي بحرقة حزنها ودمعها وهي تسرد لي طموحات صغيرها الذي رسم أحلاما أن يصبح طبيبا مشهورا و هو لايعلم أن زيارته للمستشفى علاجية لا تربّصية مرض خبيث فتّاك تسبب له في إنتكاسة أبدية لاعلم له أنه سيمرّ برحلة ألم شاقة ، طويلة و متعبة فترة يعدّ و يحصي أيامه المتبقية فيها بداية حياة كُتب لها أن يغشاها مرض السرطان حينها أدركت و أيقنت أنه إذا غابت الصحة غاب كل شيء فلامعنى للحياة بعدها فاللهم اشفي من يتألم و نحن بالنوم منعمون و من يبكي وجعاً و نحن بملذاتنا غارقون و ارزقنا الصحة و العافية يا الله .... #نبض قلبي