منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب - عرض مشاركة واحدة - لكل من يبحث عن مرجع سأساعده
عرض مشاركة واحدة
قديم 2019-11-04, 03:48   رقم المشاركة : 3164
معلومات العضو
hano.jimi
عضو محترف
 
الصورة الرمزية hano.jimi
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

[QUOTE=boukhezna2016;3998016709]السلام عليكم
من فضلكم ساعدوني على الحصول على اهم المراجع و الكتب و الاطروحات الدكتوراه و الماجستير التي تتحدث في اللسانيات الحاسوبية

وشكEاللسانيات الحاسوبية: رقمنة اللغة العربية ورهان مجتمع المعرفة
إبراهيم مهديوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 16/11/2016 ميلادي - 15/2/1438 هجري
زيارة: 67287

نسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
اللسانيات الحاسوبية:
رقمنة اللغة العربية ورهان مجتمع المعرفة



تأطير:

مما لا شك فيه أن اللسانيات الحاسوبية فرع تطبيقي حديث، يستغل ما توفره التكنولوجيا المُتطورة من أجل بلورة برامج وأنظمة لمعالجة اللغات الطبيعية معالجة آلية.



وبما أن اللغة العربية لغة انصهارية، فإنها أسبق من غيرها إلى أن تلج إلى الآلة، بِحُكم التضخم التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم حاليًّا؛ لذلك تمَّ التفكير في جعل اللغة العربية لغة مواكبة للتطور الحضاري والعلمي، وليس هناك وسيلة سوى حوسبتها؛ لِمَا تملكه من خصوصيات تؤهلها لتلِجَ مجتمع الصناعة اللغوية العالمية.



ولعل أول ما وجَّهَنا لاختيار هذا الموضوع هو الوقوف عند أعمال جليلة لبعض العرب - والمغاربة على وجه التحديد - في التنظير والتأسيس للمجال مع إعدادهم لبرامج مختلفة، ومساهمة منا في إبراز جهود المغاربة في هذا الصدد، انشغلت هذه الورقة بموضوع: اللسانيات الحاسوبية: رقمنة اللغة العربية ورهان مجتمع المعرفة، وهو عمل من ضمن مشروع بحث قمنا به بعنوان: "جهود وإسهامات المغاربة في المعالجة الآلية للغة العربية: الدكتور محمد الحناش نموذجًا".



ونأمل أن يكون هذا العمل انطلاقة لمجموعة من الأبحاث في نفس المجال، سواء فيما تعلَّق بالوسائل التعليمية، أو ديداكتيك اللغة العربية، أو في مجال اللسانيات.



تمهيد:

إن اللسانيات منذ عهدها البنيوي لا زالت تشهد تطورات وقفزات علمية كبيرة، تجسَّدَت في انفتاحها على علوم عديدة، مِن قَبيل: علم الاجتماع، وعلم النفس، والهندسة والحاسوب؛ مما أدى إلى تنوع فروعها، ومنها أساسًا اللسانيات الحاسوبية، هذه الأخيرة تمثل ذلك الربط بين اللغة والحاسوب، وللإحاطة بهذا الفرع من اللسانيات التطبيقية، لا بد من معرفته، والوقوف عند تطوراته ومنجزاته.



1- اللسانيات الحاسوبية: مفهومها، تاريخها، وأهم منجزاتها:

1- مفهوم اللسانيات الحاسوبية:

تتعدَّد تعريفات وتسميات [1] اللسانيات الحاسوبية، ومعها يصعب إعطاء تعريف جامع وشامل لها، لكن ما يمكن أن يجمع بينها هو أنها "دراسة علمية للغة الطبيعية من منظور حاسوبي، وهذه الدراسة لا يمكن أن تتم إلا ببناء برامج حاسوبية لأنظمة اللغات البشرية من خلال تقييس ومحاكاة نظام عمل الدماغ البشري لنظم عمل الحاسب الآلي"[2]، وهناك مَن يعرِّفها بأكثر من ذلك، ويذهب إلى اعتبارها "الدراسة العلمية للنظام اللغوي في سائر مستوياته بمنظار حاسوبي، ويتجلى هدفها في تطبيق النماذج الحاسوبية على الملَكة اللغوية"[3].



وفي هذا الإطار، كانت اللسانيات الحاسوبية ذلك العلم الذي يحاول ربط علاقة بين علمي اللسانيات والمعلوميات، قصد معالجة اللغات الطبيعية معالجة آلية، فجعلت من موضوعها الرئيس تعليم وتعلُّم اللغات كمجال أساس للدراسة والتجريب.



والحاسوب آلة ذكية، تحاكي في قدرتها وظائف الإنسان وقدراته الذهنية؛ لذلك هدفت اللسانيات الحاسوبية إلى "تفسير كيفية اشتغال الذهن البشري في تعامله مع اللغة، معرفة واكتسابًا واستعمالًا"[4]، بمعنى أنه "أصبح في إمكان الحاسوب محاكاة نمط اشتغال العقل الإنساني وتقييسه من خلال لغة صورية خوارزمية أشبه ما تكون باللغة الصناعية، كما أصبح أيضًا مجالًا تطبيقيًّا لاختبار الفرضيات حول الطريقة التي يشتغل بموجبها العقل الإنساني"[5].



وعليه، "فبعد أن كان الحاسوب آلةً ذات قدرة عظيمة في التعامل، وبسرعة فائقة، مع أعقد العمليات الحسابية وأطولها، أصبح في تطبيقات تكنولوجية المعلومات المتقدمة آلة ذكية قادرة على تداول مختلف المعلومات وتحليلها وتداولها"[6].



والعصر الذي نحيا تحت ظلاله هو عصرُ التفجُّر المعرفي، والانتشار الثقافي الخاطف، والعلم، والثقافة، والتكنولوجيا، والاتصال، والمعلوميات، ولقد أحدثت هذه التطورات بأدواتها ووسائلها "تأثيرًا بارزًا على مختلف مناحي الحياة اليومية للأفراد والجماعات، إلى درجة أصبح الكل يستغل نتائجها وتطبيقاتها في إنجاز عمله، وبموجب هذه الظاهرة طرأت تغيرات جذرية على مختلف الأنشطة التي يقوم بها الإنسان، ومِن ثمة أصبح يعيش على إيقاع الانفجار المعلوماتي"[7]، وبذلك بِتْنا نجد صدى لتقانة الحاسوب في الإدارة، والأبناك، والاقتصاد، والتعليم، واللغة، إلخ، وبهذا، فالحاسوب قدَّم خِدمات مرِنة وسخية وجليلة للإنسان في مجالات عديدة، ويُعَدُّ المجال اللغوي من أبرز تلك المجالات، وهذه الاستفادة تزداد يومًا بعد يوم.



لذلك كان الحاسوب الركيزة الأساسية في هذا الفرع اللساني التطبيقي الحديث المتصل بالذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence)، باعتبار هذا الأخير يُركز على قواعد المعارف الأعمق والأشمل من قواعد البيانات، واللغة العربية استفادَتْ منه كثيرًا في إنجاز تطبيقات لغوية حققت بها قفزة نوعية؛ مما يفسر أنه لا حل لمُعْضلة اللغة دون اللجوء إلى أساليبِ الذكاء الاصطناعي وهندسة المعرفة، سعيًا إلى عالميتها ووَحْدتها.



"وقد توصلت بحوث الذكاء الاصطناعي إلى أن الوظيفة الأساسية للعقل البشري التي تميزه عن العقل الحيواني، هي مقدرته على إنتاج الأنظمة الرمزية واستعمالها، وعلى رأسها النظام الرمزي اللغوي المستعمل في: التواصل، وتمثيل المعلومة، وتخزين المعرفة، ونقلها، فقامت برامج الحاسوب على هذا الأساس"[8].



وتختلف اللسانيات الحاسوبية عن نظيرتها العامة في نقاط عديدة، وهي - على سبيل الذكر لا الحصر - كما يلي:

أولًا: اللسانيات الحاسوبية فرع تطبيقي صوري اهتم بالتقنيات المعلوماتية والاتصالية،

ثانيًا: تقوم على التخطيط والتنظيم والبرمجة،

ثالثًا: إن المُهتم باللسانيات الحاسوبية ينفتح على العلوم الحديثة والتطورات التكنولوجية والعلمية.

وعمومًا، فإن اللسانيات الحاسوبية تسعى إلى الدراسة العلمية للغات الطبيعية باعتماد أنظمة وبرامج متقدمة ومتطورة، واللغة العربية من بين تلك اللغات، وبهذا الاعتبار فإنها تحويل كل ما يتصل باللغة من صرف ونحو وغيرهما إلى صورة رقمية فرضتها الثقافة الصورية الحديثة، وعليه، يكون المنشغل بهذا المجال العلمي الصوري الحديث يرُومُ إلى صياغة نماذج صورية تحاكي اشتغال المَلَكة اللغوية لدى الفرد.



2- النشأة والتطور:

ترجع البداية الأولى للسانيات الحاسوبية إلى فترة ظهور الحاسوب عام 1948م؛ إذ شكَّل أداة مُسخرة لكل المعارف والمعالجات، لتكون اللغة العربية من اللغات المُوجهة إلى المعالجة الآلية، وفي هذه الفترة، تم تحقيق ترجمة آلية باعتماد الحاسوب من لغة مصدر إلى أخرى هدف، وقد مثَّلت اللغة الإنجليزية المحطة الأولى للمعالجات الحاسوبية، لكن هذه الترجمة لم تحقق الأهداف المتوخاة منها؛ نظرًا لغياب العتاد اللساني القادر على استيعاب خصائص النقل من اللغة المصدر إلى اللغة الهدف.



ومما تجدر الإشارة إليه: أن هذه البادرة الأولى قام بها الغرب، أما عن نصيب العرب من العملية، فلم يتأتَّ إلا عام 1971م، حين تم اعتماد الحاسوب قصد الدراسة الإحصائية للألفاظ، وهي عملية لا يمكن اعتبارها معالجة آلية، وإنما إحصاء لغوي باعتماد الحاسب.



3- المنجَزات ومجالات الاشتغال:

إن تطبيق اللسانيات الحاسوبية في عدة مجالات خلَّف منجزات قيِّمة، مِن أهمها ما يلي:

أولًا: التوثيق:

ويُعرَف بأنه "شكل من أشكال العمل الببليوغرافي الذي يستخدم وسائل متعددة؛ كالكشافات والمستخلصات والمقالات الببليوغرافية، إضافة إلى الوسائل والطرق التقليدية الأخرى؛ كالتصنيف والفهرسة؛ وذلك لجَعْل المعلومات سهلةَ المنال، والوصول إليها سهلًا أيضًا"[9].



ويُتوخى من التوثيق معالجة الوثائق والمعلومات الواردة بها بشكل يسهِّل على الباحث ولوجها، واستدعاءها عن طريق التجميع والاستخلاص والنشر، وذلك كالتصنيف الأتوماتيكي للملفات، والمؤلفات تبعًا لفهارسها أو مؤلفيها أو مواضيعها، وعليه فإن "البرامج اللسانية الحاسوبية ترمي إلى توثيق المعلومات التي ترِدُ على الذهن البشري"[10].



ومع الثورة التكنولوجية الواسعة النطاق، أضحى الحاسوب أشبه ما يكون بالغرفة أو القرية الصغيرة، مما سهل عمليات تبادل المعلومات بين الشعوب والأمم، ويسَّر أيضًا عمليات تخزين المعلومات وأرشفتها كيفما كان نوعها، ومهما بلغ حجمها.



ثانيًا: صناعة المعجم الإلكتروني وتطوير العمل المصطلحي:

يتطلَّب بناء المعجم الإلكتروني صياغة المصطلحات وتعميم استعمالها ونشرها وتداولها، إلا أن هذا الصنف من المعاجم يلم إلمامًا كبيرًا بجميع مستويات اللغة؛ أي إنه يعتمد على أدوات مُشفَّرة، وقاعدة معطيات مُرمَّزة تخص مستويات اللغة؛ نحوًا ودلالة، بحيث تخضع المادة المعجمية فيه لبناء يلم إلمامًا دقيقًا بفروع اللغة.



ويشترط في المعجم الإلكتروني "أن يكون شاملًا وعامًّا؛ لأن البرنامج اللساني المُعَدَّ للمعالجة الآلية لا ينبغي أن يفشل في العثور على أية معلومة كيفما كان نوعها وكيفما اتفق؛ لأن أي خطأ في المعلومات المدخَلة من شأنه أن يتسرب إلى باقي مفردات الجملة، أو قل: النص برمته، ومن ثمة يعرقل عملية اشتغال البرنامج"[11]، كما يشترط في المعلومات أن تكون في المعجم الإلكتروني واضحة موائمة للمداخل المعجمية المراد معالجتها آليًّا، ومِن هنا يظهر توظيف واستغلال تقنيات المعلوميات في الأعمال التطبيقية لصناعة معاجم مصطلحية باعتماد برامج معينة، وللمغاربة جهود كبيرة فيها.



كما تسعى اللسانيات الحاسوبية إلى إنشاء بنوك للمصطلحات، انطلاقًا من تخزين المصطلحات مُرفَقة بمعلومات عن كل مصطلح مفرد، ستكون مساعدة للمترجمين والمحررين والمتعلمين، مع دعم الترجمة الآلية وبناء المعاجم المختصة، وتُخوِّل البنوك المصطلحية تخزين معطيات دقيقة عن كل مصطلح في ضوء نصوص موثقة، مع ذكر مقابلاته بلغات متعددة، وتوضيح مجالات استخدامه، وأساليب توظيفه، وكذا الإشارة إلى مرجعه، سواء كان معجمًا أو معهدًا علميًّا، أو نصًّا، أو وثيقة.



وبهذا، فإن المعجم الإلكتروني له علاقة بالبنوك المصطلحية، وذلك من خلال تنظيمه لها، وهو ما لا تيسِّره ذاكرة الإنسان المحدودة.



ثالثًا: الترجمة الآلية ( Automatic Traducion):

تقتضي الترجمة الآلية نقل النصوص والأعمال والأبحاث من اللغات الأصلية المصدر إلى اللغات الفرعية الهدف، وتعد اللغة الإنجليزية اللغة الطبيعية الأولى التي خضعت لهذه العملية، ويتجلى موضوع الترجمة في "تحليل النص الأصلي ونقل عناصره من اللغة التي سيترجم إليها، ثم توليد هذا النص اعتمادًا على التحليل والنقل"[12]، بهذا القول تكون الترجمة هدفها بناء نظرية في النقل (نقل المحتوى) من لغة (أ) إلى لغة (ب) مع مراعاة خصوصيات النقل التي تفرضها اللغة المستهدفة.



والحاسوب باعتباره أسَّ العملية يُزوِّد المستخدم بالترجمة المطلوبة إن كانت مسجلة في ذاكرته، لكن في حال غيابها فإنه يقترح عليه مقابلًا له؛ لذلك فالأمر يفرض توفير المصطلحات والتراكيب المتقاربة، نظرًا لتعدُّد معاني ومقاصد الألفاظ في اللغات الطبيعية، خاصة اللغة العربية منها، التي تبقى ألفاظها مشروطة بالسياق الاستعمالي التداولي والتركيبي، كما أن الترجمة الآلية رهينة "التدخل البشري المطلوب لتوضيب النص قبل ترجمته Pre - editing، أو تهذيبه بعد ترجمته Post - editing"[13]، هكذا تكون الترجمة الآلية عبارة عن نص خام يحتاج إلى تقوية وتدعيم بشري من أجل تصفيته وترميم تراكيبه.



وعليه، فإن نجاحَ الترجمة الآلية الدقيقة والمطلوبة، رهين توفر خبرتين؛ الأولى: تتمثل في خبرة اللسانيِّين العارفين باللغة أكثر من غيرهم في قواعدها؛ نحوًا ودلالة وتركيبًا وصرفًا، والثانية: تتجسَّد في خبرة الحاسوبيين المهتمين بالمجال المعلوماتي التقاني في تصميم برامج وأنظمة لتوصيف اللغات الطبيعية بشكل يتماشى ومتطلبات عصر التكنولوجيا والاتصالات، من أجل مواكبة الحضارات العالمية المتقدمة في المجال اللغوي الآلي.



وتبقى الترجمة الآلية "وسيلة فعالة من وسائل توظيف المعرفة العلمية والتقنية في المجتمع العربي؛ لأن معظم المعرفة قد أُنتجت ونُشرت وحُفظت باللغة الإنجليزية، وللوصول إليها لا بد من تفعيل دور الترجمة ومؤسساتها، وبهذا فإن الترجمة الآلية من اللغات الأخرى إلى العربية أو العكس تعتبر سبيلًا لسد الفجوة العلمية الناتجة عن تضخم الإنتاج العالمي الثقافي بالقياس إلى نظيره العربي"[14].



رابعاً: إنتاج النصوص:

يعتبر الإنسان كائنًا مفكرًا ومنتجًا في نفس الوقت، يُولِّد ويُطوِّر ويُعدِّل إبداعاته، وعملية التعديل هاته تحتاج إلى جهد ووقت؛ لذلك كانت الحاجة إلى وسيلة تعوِّض الإنسان وتقيه عناء المراجعة والتصفح لمرات كثيرة، فكان الحاسب بمحاكاته لذهن البشر خيرَ بديل، معتمدًا في ذلك برامج وأنظمة تُمكنه من إعادة تصحيح ومراجعة النصوص، وتخزينها في ملفات مغلقة تُفتَح كلما دعت الحاجة إلى ذلك، وبالتالي، فالحاسوب وفر إمكانية الإنتاج النصي المتعدد كالمراسلات، والدعوات، والتعليقات الصحفية، والإعلانات الإشهارية، وهلم جرًّا.



خامسًا: تعليم اللغات والتعريف بالثقافات:

إن اللسانيات الحاسوبية علم تطبيقي، اهتمَّ بمجال أساس هو تعليم وتعلم اللغات والثقافات، وقد اعتمدت لتلك الغاية الحاسب، باعتباره من أهم الوسائط التي تمزج بين الصوت والصورة والكتابة، والهدف الأسمى من هذه العملية هو تجاوز الطرق التعليمية التقليدية القائمة على "التلقين والتحفيظ والتسميع؛ أسلوبًا أساسيًّا ورئيسيًّا في نقل المعرفة"[15]، وإيجاد طرق جديدة تمكن من استغلال قدرات الحاسب من لدن المستخدمين، الشيء الذي أدى إلى إعداد برامج حاسوبية تعليمية، تتماشى مع النظريات البيداغوجية والتعليمية الراهنة.



وقد أنجزت مجموعة من البرامج التعليمية الخاصة باللغة العربية، ولشركة صخر جهود في إعداد برامج لتعليم اللغة العربية، ومن تلك الأنظمة نذكر - على سبيل الذكر لا الحصر - ما يلي: برامج أ. ب. ث، ويماها yamaha، والمدقق الإملائي، وغيرها كثيرة.



كما حظي المجال الثقافي بنفس الأهمية من خلال إعداد مجموعة من البرامج والأنظمة التثقيفية، التي تسعى إلى تنمية الرصيد المعرفي الثقافي العربي، ومن تلك البرامج:

برنامج التاريخ الإسلامي، وبرنامج رحلة مكة، وبرنامج موسوعة الحديث النبوي الشريف، وبرنامج موسوعة القرآن الكريم، وهذا الأخير يُمكِّن المستخدم من معاينة النص القرآني بالرسم العثماني، مع الاستماع إلى التلاوة، بالإضافة إلى الوقوف على الأحكام، والقواعد القرآنية المُشار إليها غالبًا بالألوان المغايرة.



2- اللغة العربية والحاسوب:

تمهيد:

تهدف اللسانيات الحاسوبية إلى استغلال التقنيات التي يقدمها الحاسب لمعالجة اللغة العربية وهندستها استجابة لتطورات العصر نظرًا لخصوصيتها الصورية (الجاهزية)، وأمر المعالجة يتطلب معرفتين؛ الأولى: لسانية تلمُّ بكل التفاصيل الدقيقة للنظام اللغوي، والثانية: حاسوبية تضع برامج وفق قواعد خوارزمية وصورية.



1- نظرة تاريخية مختصرة حول الربط بين مجالي الهندسة واللغة:

تعد الهندسة فنًّا للتحكم في النظم الحاسوبية البرمجية، أما اللغة فهي نظام معقد ومتشعب المسالك من حيث الكتابة والمستويات اللغوية، وهما معًا يشكلان الهندسة اللغوية، التي تعتمد البيانات والمبادئ الصورية المتحكمة في نظام تشغيل اللغة في دماغ الإنسان، وبهذا يكون قد طرأ تحوُّل في مجال البحث اللغوي من بحث في اللغة في ذاتها ومن أجل ذاتها إلى بحث في كيفية إنتاجها ومعالجتها.



وفي إطار الربط بين الهندسة واللغة، فإن بدايته كانت في أربعينيات القرن المنصرم، خاصة بالدول الغربية، وذلك من خلال ما قدمه الباحثون من برامج كثيرة "تجعل الحوارَ بين الإنسان الغربي والآلة ميسرًا بلغته الطبيعية، ونذكر منها: الترجمة الآلية، والتوليف الصوتي، والتعرف البصري على الحروف، والمدقِّق النَّحْوي والإملائي"[16]، ومعنى هذا أن بداية الربط بين اللغويات والتقنيات المعلوماتية، كانت مع برنامج الترجمة الآلية، فقد "صاحب ظهور الكومبيوتر في أواخر الأربعينيات تفاؤل شديد عن استخداماته المحتملة في مجالات التحليل اللغوي والترجمة الآلية، وكما هو متوقع باءت المحاولات الأولى بفشل ذريع (...)، وهما بمثابة تصريح الدخول لساحة المعالجة الآلية بواسطة الكومبيوتر"[17].



وعليه، فهذا المنجز استخدم في أول ظهوره لأغراض عسكرية وإستراتيجية، من خلال ترجمة الوثائق العسكرية من أجل تسخيرها لمخططات عسكرية، فبرزت معها نظرية في النقل (transfer)، لكن هذه الترجمة كانت فاشلة بكل المقاييس، ولم تحقِّقِ الأهداف المتوخاة منها؛ نظرًا لأنها ظلَّتْ في تلك الفترة تقوم على ترجمة مفردة بمفردة أخرى، في حين أن الترجمة الحقيقية لا يمكن أن تتم إلا بالاعتماد على عنصر السياق الذي يُحدد المعنى.



وسيتم تجاوز هذه المرحلة نظرًا لظهور مستجدات لسانية، تمثلت في "نضج النظريات اللسانية الآلية، ومنها نظرية النحو التوليدي التحويلي مع تشومسكي وتلامذته، وبذلك حققت الترجمة الآلية على يد الروس والأمريكان والأوربيين تقدمًا ملحوظًا، تمثل في إنجاز ترجمة بمستوى عالٍ، وبكفاءة واضحة للنصوص العلمية والتقنية"[18]، وهي نظرية، التوليدية، قائمة على نسق هندسي اشتغلت بالكفاية لدى المتكلم المثالي في مُحاولة منها نسخها على الحاسب، وهي الفترة التي أثارت ارتياحًا كبيرًا لدى المهتمين بالمجال الهندسي للغة بعدما "أصبح الطريق مُمهدًا لدخولها مرحلة المعالجة الآلية تأكيدًا لوصولها لمرحلة متقدمة من النضج العلمي"[19]، نظرًا للتسلح بترسانة من المفاهيم اللازمة والتطبيقات الهندسية الموائمة والضرورية.



أما بالنسبة للإسهامات العربية بخصوص المعالجة الآلية للغة، فالعرب لم يعرفها إلا في السبعينيات، واللغة العربية لغة توليدية اشتقاقية بامتياز، لا تباريها في ذلك أي لغة أخرى، وهي تعتمد أساسًا على الجذر والوزن، بينما اللغات الأجنبية - ومنها الإنجليزية - لغة إلصاقية؛ فاللغة العربية تنطلق من الجذر، فتضيف إليه الحركات ليتشكل الوزن، وانطلاقًا من هذا الأخير نصل إلى اشتقاق وتوليد عدد لا نهائي من الكلمات والأوزان، لنأخذ الجذر:



- ق و ل + حركات = : قوْل، قيل، قال، يقول، مقال.. إلخ.



هذا الأمر جعلها من اللغات الطبيعية التي تتسم بالجاهزية، وهي سِمة تجعل منها لغة رياضية جبرية قابلة للرقمنة والحوسبة، وبالتالي، فاللغة العربية هندسيًّا تستجيب لأبرز المعايير الهندسية والصناعية، لتكون بذلك لغة انصهارية مخالفة للغات الهندو - أوربية القائمة على عملية "الإلحاق أو الإلصاق"[20].



وقد كان أول مجال للمعالجة الآلية للغة العربية مجال الإحصاء اللغوي للألفاظ، فشكَّل هذا المجال الإرهاص الأول لمعالجة اللغة العربية بواسطة الحاسوب، ليتم فيما بعد تطوُّر المعالجة عبر تطبيقات معلوماتية شمِلت مجالات عدة: كالصَّرْف، والتركيب، والمعجم.



صفوة القول: إن "العلاقة بين الحاسوب واللغة إذًا علاقة تبادلية؛ وذلك أن دراسة اللغْة من منظور قياسي هندسي تكشف القناع عن أسس علوم اللغة والقدرات اللغوية وكيفية قيام الذهن البشري بعمليات تحليل اللغة واكتساب الخبرات واسترجاع المعلومات، وفي الوقت نفسه، تسهم اللغة في تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي الذي يسعى إلى محاكاة وظائف الذهن اللغوية والقدرات البشرية"[21].



2- تطبيقات لغوية آلية على اللغات الطبيعية:

.1.2. مكونات العتاد اللساني:

المحارف العربية: سعى المهتمون بمجال المعالجة الحاسوبية للغة العربية إلى إعداد برامج موائمة للكتابة العربية، قائمة على حرف عربي آلي مُوحَّد في لوحة المفاتيح، وهذا العمل يتكون من شقين أساسيين، هما:

♦ الشق الأول:

• يعتمد قواعد خوارزمية صورية ضابطة لرسم الحرف العربي.

• يعمل على مراعاة الحجم والاتجاه الذي يرغب فيه المستخدم.



♦ الشق الثاني:

• يسعى إلى توحيد لوحة المفاتيح بين مختلف الدول العربية؛ مِن أجل تيسير عملية نقل البيانات، ونشرها وتبادلها.

• يحفَظ الوثائق باللغة العربية؛ لضمانِ تبادلها بين المستخدمين العرب.

• ومن بين الأعمال في هذا الصدد نذكر - على سبيل الذكر لا الحصر - جهودَ منظمة "المواصفات والمقاييس، بوصفها شفرات المحارف الخاصة بتنميط لوحة المفاتيح العربية الحاسوبية ووضعها في الجهاز رهن إشارة المستخدم"[22]، وبالتالي الاستجابة لمتطلبات العصر بتنميط لوحة مفاتيح مستوعبة لكل المحارف العربية وأشكالها التعبيرية والهندسية.



برامج البحث العلمي: تهدف إلى استغلال ما يوفره العتاد اللساني بغية ميكنة اللغات الطبيعية، ومن ضمنها اللغة العربية، ونظرًا لتشعُّب مجالات تطوير البرامج الخاصة بالبحث العلمي، فسيكون علينا أن نخصص الحديث في خمسة أصناف، وهي كما يلي:

♦ التعرُّف البصري على الحروف:

• يهدف إلى "إكساب الحاسب مهارة قراءة المحارف قراءة صحيحة، سواء منها المطبوعة أو المكتوبة باليد"[23].

• يعتمد قواعد خوارزمية صورية، تقوم بتقطيع وتَجْزيء الكتابة بُغية التعرف على الحروف.

• يواجه البرنامج مشكلةَ اعتماد اللغة العربية على الحركات وتعدُّد الضمائر.

• أمر قراءة الحاسب للحروف يتطلب نجاح برنامج رسم المحارف العربية بالحاسوب، كما يتوقف على قواعد البيانات الصرفية، التي ترشد القارئ الآلي (الحاسوب) إلى طريقة تقطيع الكلمات في الواقع الورقي أو الحاسوبي.



♦ التوليف الصوتي:

• يهدف إلى إكساب الحاسب مهارة قراءة النصوص قراءة صوتية.

• يمنح القدرة للحاسب على تحويل الكلام المنطوق إلى نص مكتوب.



ولعل اعتمادَ اللغة العربية على الصوامت دون الصوائت وغيرها خصوصيات جعلتها أكثر اللغات استجابة للحوسبة؛ شريطة استكمال العتاد اللساني القادر على استيعاب خصائص العملية، كما يمكن استخدام هذه التقانة في عدة مواضع، نذكر منها - على سبيل الذكر لا الحصر - ما يلي:

• تمكين المُعوَّقين من النطق باللغة العربية،

• الإملاء الآلي باللغة العربية،

• تمكين المتدرِّبين على اللغة العربية من النطق الصحيح لأصواتها بحركاتها المناسبة،

• تحقيق الترجمة الآلية الشفوية، وخاصة عن طريق الهاتف.



ويبقى الهدف الأسمى من التوليف الصوتي، إكساب الآلة "مهارة الضبط الصوتي للنصوص المُدخلة دون ارتكاب أخطاء إملائية بين الأصوات المتشابهة والمتقاربة في المخارج"[24]؛ لذلك تم إنشاء مجموعة من مراكز الأصوات في جامعات مختلفة؛ كمختبر الصوتيات في فرنسا، ومختبر معالجة الإشارة الصوتية في المغرب، ومختبر المعلوميات والاتصال في تونس، ثم معهد الصوتيات في المملكة العربية السعودية، وغيرها كثيرة.



♦ الترجمة الآلية: يتعامل الحاسوب مع الترجمة وفق طريقتين:

الطريقة الأولى:

• يقوم الحاسب بترجمة المفردات، وتقديم مكافئاتها في اللغات الهدف؛ ليوظفها المستخدمُ في تحريره للنصوص.

• لا يتعدى إلى ترجمة معاني المفردات التي تكتسبها في السياق الاستعمالي والتركيبي.



الطريقة الثانية:

• تحقق فيها ترجمة لغوية دقيقة للغة في مستوياتها الصرفية والنَّحْوية والمعجمية والبراغماتية.

• ينبغي حصر المفردات والمصطلحات في نطاق خاص بكل قطاع أو مجال (المعاجم الخاصة نموذجًا)، وبالتالي ربح الوقت؛ لأن الترجمة المُتحققة هنا خاصة أو مختصة بعد تجميع المصطلحات والمفردات.



♦ المدقق الإملائي والنَّحْوي والمشكل الآلي:

• يهدف المدقق الإملائي إلى تعرف الحاسب على بنية "الكلمة العربية من خلال القواعد التي يضعها اللسانيون، لا من خلال معجم الكلمات المخزنة"[25]، الشيء الذي يظهر أهمية الخبرة اللسانية في الصناعة اللغوية.



• المدقق النحوي: يُدقق في النص المكتوب؛ مِن أجل الوقوف عند الأخطاء الهجائية والنَّحْوية فيه؛ لكيلا يتم الحُكم على عدة جمل وكلمات صحيحة لغويًّا بالخطأ، نتيجة ضعف العتاد اللساني الذي جعل مرحلة الترجمة الآلية الأولى دون المرجو.



• يقُوم المشكل الآلي بضبط النص العربي على مستوى الشكل، بناءً على ما خُزِّن من قواعد عربية في ذاكرة الحاسب.



وبالتالي، فمن خلال هذه البرامج اللسانية التي يمكن أن ندرجها ضمن المجال التركيبي، يتضح جليًّا ما تتطلبه الهندسة اللسانية من معرفة لسانية أولًا، ثم معرفة حاسوبية ثانيًا، وهي ثنائية لا تقبل الفصل ولا المجاوزة.



♦ برامج التعليم وأهدافها: يمكن تقسيم برامج التعليم إلى نوعين، هما كما يلي:

النوع الأول:

• تتميز بكونها محلية، توضع على الحاسب أو في أقراص مضغوطة، تتوخى التفاعل بين المتعلمين والحاسب، بحيث يقوم هذا الأخير بدور المدرس.

• تُيسِّر عملية التعليم الذاتي، ويقصد به "تمكين المتعلم من الاعتماد على نفسه بصورة دائمة مستمرة في اكتساب المعارف والمهارات والقدرات اللازمة لتكوين شخصيته واستمرار تربيته لذاته بما يمكنه من التواؤم الإيجابي السوي مع متطلبات الحياة في مجتمع سريع التغير"[26]؛ مما يوضِّحُ أن المجهود يكون نابعًا من المتعلم بعد أن كان العبء ملقًى على كاهل المعلم في المنظور التربوي التقليدي.

• لا تستطيع تلبية جميع الأهداف التربوية في مختلف المستويات نتيجة محدوديتها.



النوع الثاني:

• وتكون مُوجهة إلى عدد أكبر من المتعلمين والمستخدمين، باعتماد شابكة الإنترنت كوسيلة للتفاعل العالمي.

• تمكِّن المستخدم من توسيع دائرة الحوار المباشر، بآرائه المعروضة على الشابكة، ثم تلقي الرد الفوري في حوار بين الآلة والإنسان بصورة شبه طبيعية على هيئة أسئلة وأجوبة، بناءً على ما هو مخزن في ذاكرته، أو بواسطة برامج تعليمية مُنزَّلة.

• ومِن أمثلة ذلك: برنامج (black board) المعتمد بجامعة الإمارات العربية المتحدة، الشيء الذي ساهم في تحسين العملية التعليمية.

• اصطلح عليها برامج التعليم الدولي؛ لأنها تُخول التفاعل المتبادل بين المُعلِّم (ناقل المعرفة)، والمستخدمين من جميع أنحاء العالم.



♦ أهداف التعليم بالحاسب:

عمومًا، يمكن إجمال أهم أهداف البرامج التعليمية كما يلي:

• تحقيق التفاعل المتبادل بين الآلة التي تقوم بدور المدرس أو المرشد التعليمي، والمتعلم (المستخدم)،

• خَلْق الإثارة والتشويق والدافعية،

• القضاء على الفوارق الفردية،

•جودة إعداد المادة العلمية،

• تحقيق التعليم الذاتي،

• ضمان التقييم المستمر للطالب.



خلاصة القول:

إن اللسانيات الحاسوبية سعَتْ إلى صياغة نماذج صورية محاكية لما هو موجود في الذهن البشري، مستفيدة من التطور العميق لتكنولوجيا المعلومات المتقدمة في جميع المجالات، ويأتي المجال اللغوي في مقدمة الميادين الأكثر تأثرًا بتقانة المعلومات، واللغة العربية من بين اللغات المستفيدة، فقد حققت بها قفزة نوعية جعلتها تنخرط في مجال الصناعة اللغوية العالمية.



رابط الموضوع: https://www.alukah.net/literature_**...#ixzz64H0HjqM6

]
https://www.alukah.net/literature_********/0/109521/










رد مع اقتباس